الحركة الشعبية في شمال السودان تجدد موقفها الرافض للاتفاق الثنائي في مفاوضاتها مع الخرطوم
لندن: مصطفى سري
اعتبرت الحركة الشعبية في شمال السودان أن النظام السوداني أصبح لا مستقبل له، وطالبت قيادته بإدراك مدى الدمار والهوان الذي لحق بالشعب، وشددت على ضرورة أن تفضي المفاوضات الحالية إلى حل شامل، مؤكدة رفضها الاتفاق الثنائي، واعتبرت أن الوصول إلى الاتفاق الجزئي سيؤدي للمشاركة في حروب المؤتمر الوطني، وقالت «لا نريد تغيير مواقعنا في الحرب».
وقال الأمين العام للحركة الشعبية في شمال السودان ياسر عرمان لـ«الشرق الأوسط» إن المشاركة في النظام الشمولي والقهر ليست بضاعة حركته، وأضاف أن السودان دولة فاشلة وبحاجة إلى سياسات بديلة وطريق جديد يفتح الباب للإجماع الوطني وللمصالحة والسلام وطي صفحات الحروب والحفاظ على وحدة السودان، وقال إن حركته ستمد يدها إلى «المؤتمر الوطني» حال اتخاذه سياسات بديلة تحقق السلام والديمقراطية والمواطنة، مشترطا أن أي تفاوض بين حركته مع الحكومة يجب أن يفضي إلى السلام والمصالحة والتغيير وطي صفحة الحروب وإشراك القوى السياسية السودانية، وقال إن «أي اتفاق جزئي سيؤدي بنا للمشاركة في حروب (المؤتمر الوطني)»، وتابع قائلا «هذا أسوأ خيار»، وأكد أن الحركة الشعبية لا تريد تغيير مواقعها في الحرب.
وقال عرمان إن زيارة قيادات حركته إلى واشنطن جاءت في وقت بالغ الدقة والأهمية وتم الترتيب لها منذ وقت، وأضاف أنه «من حسن الحظ أن القضية السودانية في أميركا لا خلاف عليها وتحظى بدعم الديمقراطيين والجمهوريين الذين قابلناهم»، وقال «هذه الزيارة استطعنا من خلالها لقاء المسؤولين الذين كنا نتطلع لمقابلتهم في كل أجهزة صنع القرار الأميركي وتبادلنا وجهات النظر مع جهات مهمة لحل القضايا السودانية وتحقيق السلام، وتم التركيز على القضايا الإنسانية وأن تؤدي المفاوضات الحالية إلى حل شامل وليس اتفاقا ثنائيا وأن ترتبط بالتغيير الديمقراطي وإعادة هيكلة مركز السلطة لمصلحة جميع أقاليم السودان المهمشة والتي تدور فيها الحرب»، وشدد على أن «أي تفاوض يجب أن يؤدي إلى هذه النتائج وإلى إشراك القوى السياسية السودانية».
قال عرمان إن وفد حركته موجود في أديس أبابا في التفاوض مع حكومة السودان، مشيرا إلى أن نائبه سايمون كالو ينوب عنه في رئاسة الوفد بسبب وجوده حاليا في واشنطن مع وفد بقيادة رئيس الحركة مالك عقار ونائبه عبد العزيز الحلو، وأضاف أن «ما يرد في أجهزة الإعلام عن خلافات في الوفد التفاوضي للحركة الشعبية هو محض افتراءات وأكاذيب»، وقال «من الغريب أن يمتهن رئيس وفد (المؤتمر الوطني) الكذب كسياسة رسمية ويومية، وهذا ما سيتضح له عما قريب عقب عودتنا من أميركا»، في إشارة إلى رئيس وفد الخرطوم في المفاوضات مع الحركة الدكتور كمال عبيد، وأضاف أنه «لا يليق برئيس وفد يدعي البحث عن السلام أن تكون كل إنجازاته تصريحات وأكاذيب وافتراءات للصحافيين، ولا سيما أنه قد أتى مبكرا قبل أن تصل إليه الدعوة لأديس أبابا ويغالط يوميا أنه لن يأتي للالتقاء بالحركة الشعبية»، وقال ساخرا «هل أتى رئيس وفد (المؤتمر الوطني) لزيارة المعالم السياحية لأديس أبابا؟!»، واصفا رئيس وفد الحكومة كمال عبيد بأنه خالي الوفاض وأن تصريحاته عاطلة عن المواهب والعمل، وقال «علينا أن نركز على ما ينفع الناس وسيذهب الزبد جفاء»، معتبرا أن السودان عقب انفصال الجنوب أصبح يحتاج إلى سياسات جديدة وإلى طريق جديد، وقال «متى ما اتجه (المؤتمر الوطني) إلى سياسات بديلة تحقق السلام والديمقراطية والمواطنة فسنمد له أيادينا، لكن المشاركة في الشمولية والقهر فهذه ليست بضاعتنا».
وكان وفد رفيع المستوى من الحركة الشعبية في شمال السودان بقيادة رئيسها مالك عقار ونائبه عبد العزيز الحلو وأمينها العام ياسر عرمان قد توجه إلى العاصمة الأميركية واشنطن في زيارة تعتبر الأولى من نوعها بهذا الحجم من قيادة الحركة الأساسيين لإجراء سلسلة من اللقاءات مع الخارجية ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى السودان برينستون ليمان وناشطين وأعضاء من الكونغرس الأميركي بمجلسيه الشيوخ والنواب.
مقتطفـات مـن صفحة
عين الشرق
دبي: مطعم «الفنر» يستحضر الزمن الجميل والطبق الأصيل