ياسر عرمان ل«البيان»: سنكتسح أي انتخابات نزيهة
قال نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس كتلة الحركة بالبرلمان ياسر عرمان إن الحركة الشعبية تعد من كبرى القوى السياسية في السودان، وأن الأطراف في السودان تواجه مصاعب عدة لا بد من الالتفات إليها، خاصة القضايا التي تمس التحول الديمقراطي، واتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم بأنه يعمل على تأجيل قانون الاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوبيين مما اعتبره يضر بوحدة السودان وسلامته.
وأكد عرمان في حواره مع «البيان» أن الحركة منذ نشأتها تعمل على الوحدة على أسس جديدة، وقال إن قيام انتخابات حرة ونزيهة سيمكن الحركة من اكتساحها، ومع من يتحالف معها، ووصف قرار محكمة التحكيم الدولية حول منطقة «آبيي» بأنه انتصارٌ لإدارة التوافق والسلام، وطالب بتنفيذ الاتفاق بأسرع فرصة ممكنة. تاليا نص الحوار:ماذا عن نتيجة التحكيم بشأن منطقة «آبيي»؟ إن ما تم بشأن هذه المنطقة يجب النظر إليه على أنه انتصار لإرادة التوافق والسلام، ويجب تنفيذه على الأرض لنعمل بإرادة سياسية موحدة، ومن المؤلم أن يتحدث البعض عن انتصار الجنوب أو الشمال في هذه القضية كأن الحكومة في الخرطوم هي حكومة للشمال دون الجنوب.
تحالفات
هل تعني بذلك التصريحات التي صدرت من قيادات المؤتمر الوطني في احتفالها بوفد المؤتمر الوطني للمحكمة الدولية؟
أنا أتحدث بصفة عامة، والمفترض أن يكون رئيس الجمهورية رئيسًا لكل القبائل في السودان، ومؤسسة الرئاسة يجب أن تجمع ولا تبدد، وهذا هو الذي ينفع الناس، لأن «المسيرية» و«الدينكا» يعيشون نفس أوضاع التهميش، وأن المسيرية يذهبون إلى أبعد من «آبيي» داخل الجنوب، وفي هجراتهم الموسمية يذهبون حتى «التونج»، ودماء «الدينكا» و«المسيرية» أغلى من البترول والمياه، والأرض أهم من البترول، والسودان بلد واسع، وإذا كان السودانيون 40 مليونًا؛ فبإمكانهم أن يكونوا 400 مليون؛ ولذلك نحن نحتاج بعضنا لبعض لتعمير السودان.
إذن ما رأيك في قرار ضم «هجليج» للشمال؟
ننتظر أولاً تنفيذ قرار المحكمة الدولية بشأن «آبيي»؛ أما موضوع «هجليج» يمكن أن تحسمه مفوضية الحدود، ونحن نرى تنفيذ الاتفاق على الأرض هو الأهم بعدها يمكننا البحث في أي قضايا أخرى.
الانتخابات القادمة انتخابات تحالفات، وأنتم الآن بعيدون عن كتلة التجمع الوطني الديمقراطي التي كنتم عضوًا أساسيًا فيها؟
هناك متغيرات تولدت من اتفاقيات السلام ب«نيفاشا» والقاهرة، ونحن لدينا علاقة بالتجمع الوطني الديمقراطي والأحزاب خارج التجمع، وهذه العلاقة لا يمكن أن تكون بنفس الأسس القديمة، والتوجهات السابقة، ولا بد أن تصل إلى مخاطبة حقائق اليوم بعقلية اليوم لا بعقلية الأمس، ولكن رغم ذلك تربطنا نفس القضايا القديمة الجديدة، وهي قضايا الديمقراطية والسلام وتعزيز السلام والديمقراطية في بلادنا، وهذه القضايا هي التي يمكن أن تخرجنا من أزماتنا.
هذا موقفكم من التجمع.. ولكن السؤال من جديد مع من سوف تتحالفون؟
هذا السؤال تسميه «الفرنجة» بأنه يساوي 6 ملايين دولار هذا قبل الأزمة العالمية الأخيرة، وتحالفاتنا سنعلن عنها في الزمان والمكان الصحيحين.. أي حينما ندرك الجسر سنعبره، ولكننا لم ندرك الجسر بعد، وعندها سنقيم حوارًا عميقًا مع الجميع للإجابة عن هذا السؤال المهم والجوهري.
السودان الجديد
هل أنتم حقيقة مع الوحدة في السودان؟
الحركة منذ قيامها تطالب بالوحدة على أسس جديدة تحت راية ورؤية مؤسسها الزعيم الدكتور «جون قرنق»، والذي ستمر ذكرى رحيله الرابعة عندما ينشر هذا الحوار، ولكن اليد الواحدة لا تصفق، لأن الأنظمة التي مرت على الخرطوم جميعها تدعم الانفصاليين مثل حزب «لام أكول»، وتعمل على إنشاء أحزاب أخرى باسم «الحركة الشعبية»، وتملكها صحفًا معادية للحركة، ولذلك عندما نادينا بالسودان الجديد، وطرحنا رؤيتنا حوله، وجدت الفكرة قبولاً كبيرًا؛ لأنها بالتأكيد ستؤدي إلى سلام دائم ووحدة قوية بين أبناء الوطن الواحد.
لذلك أنشأتم مكاتب للحركة في الشمال؟
القبول الذي وجده طرحنا للسودان الجديد أحدث تطورًا جديدًا فيانتشار مكاتب الحركة الشعبية وعضويتها في مدن وريف الشمال، والحركة الآن تمتد من «حلفا» إلى «نمولى»، ومن «الجنينة» إلى «كسلا»، ولا بديل لتوحيد السودان إلا عبر رؤية السودان الجديد، الذي ينادي بالوحدة على أسس جديدة.
ولكن البعض يرى أن دعاوي الانفصال ليست إلا محاولة ابتزاز من جانبكم؟
عندما يتحدث رئيس الحركة ورئيس حكومة الجنوب «سلفاكير» عن الوحدة لن يكون الحديث من فراغ، وهو أعلن ذلك أكثر من مرة، مؤكدًا التزام الحركة بإعطاء الأولوية لوحدة السودان على أساس طوعي، وعبر الاستفتاء على حق تقرير المصير، ولكن مراكز الدعاية التابعة للمؤتمر الوطني تخصصت في رسم صورة سلبية للقائد «سلفاكير».
وهذا الأمر مضر بالسودان وبوحدته، خاصة أنه تبقت فترة قصيرة على الاستفتاء، ويحتاج الأمر إلى عمل كبير حتى يتمكن السودان من المحافظة على وحدته، وهذا ما أكدته الرسالة التي بعث بها «سلفاكير» في لقاءاته بجبال النوبة، والمجلد، وآبيي، وفي لقاءاته مع الزعماء السياسيين في الخرطوم، وهي رسائل مهمة يجب التقاطها والتجاوب معها، وعلى أصدقاء السودان وجيرانه الأقربين الانتباه إلى ضيق الوقت، ومد يد العون والمساندة للسودانيين حتى يتمكنوا من تدارك الأمر.
حملات تنظيمية
هل تعتقد أن المؤتمر الوطني وحده يستطيع أن يتحمل كامل المسؤولية في قضية الوحدة؟
يجب أن يشارك الجميع لا وقت للكلام، وعلى المثقفين وقادة الرأي في جميع أنحاء السودان شمالاً وشرقًا وغربًا ووسطًا العمل على تقديم مشروع وعرض جديد لجنوب السودان يقوم على حقوق المواطنة الدستورية المتساوية، وعلى رؤية وتوجهات جديدة للحفاظ على وحدة السودان، وإذا صعب ذلك أو استحال بعد بذل الجهد الممكن والمغلوب فليأتي انفصال الجنوب وديًا وسلميًا ليحمل في داخله بشارات الوحدة على أيدي أجيال قادمة.
إذا كنتم متأكدين من الفوز في الانتخابات المقبلة بدوائر كثيرة لماذا تصرون على تقرير المصير؟
أولاً تقرير المصير سيحدده شعب الجنوب، وليس حكومته أو الحركة، أما بالنسبة للانتخابات إذا لم يتم تحول ديمقراطي حقيقي وكامل لا يمكن إقامة انتخابات حرة ونزيهة؛ فهناك الكثير الذي يجب استكماله، وأنا قلت إذا جاءت الانتخابات حرة ونزيهة ستكون لنا كلمة قوية فيها، ولكن للأسف الانتخابات بدأت بتزوير الإحصاء، وهذا أمر سيئ جدًا، ولا يبشر بمستقبل جيد، والمناخ الحالي للانتخابات لا بد أن يتغير حتى يتمكن الإنسان السوداني أن يعبر عن اختياراته بحرية كاملة.
حرب ضروس
متى يصدر قانون الاستفتاء على تقرير المصير؟
نحن نعلم أن المؤتمر العربي يعمل على تأخيرقانون الاستفتاء، بل يعمل على تصعيبه ،وهذا يضر بقضية السلام وقضية الوحدة، وتلاحظ أن تصريح «بدرية سليمان» القيادية بالمؤتمر الوطني الذي تستحق عليه جائزة أسوأ تصريح في تاريخ السودان عندما قالت إنها تستطيع أن تصمم قانون من شأنه أن يجعل الوحدة جاذبة،وهذا تفكير شمولي وقهري يقوم على القمع.
وهل هذا التصريح يمكن أن ينفذ على أرض الواقع؟
هناك متخصصون في المؤتمر الوطني بينهم بدرية سليمان في تصميم القوانين؛ ولذلك يجب ألا يترك الأمر لحفنة من مصممي القوانين؛ كما تترك الأزياء لبيوت الأزياء العالمية منها والمحلية، بل يجب أن تكون بأيدي السودانيين جميعًا من أحزاب وقبائل ومنظمات مجتمع مدني ونساء ورجال وشباب وشيوخ عبر حوار حر وديمقراطي يتلمس حالات الوحدة والانفصال، وما هو مطلوب في الحالتين، وهل هو شرط أم متطلبات الوحدة الطوعية والعادلة، والقانون يحقق جاذبية الوحدة ولو عملنا بالعدالة والقانون لما دخلنا في حربين طويلتين وهي حرب ضروس.
شعبية
يرى ياسر عرمان ان حركته أصبحت قوية جدًا الآن في الشمال،قال :«ابرهن على ذلك مرارًا بداية باستقبال الدكتور جون قرنق والحملات التنظيمية التي شملت كل الولايات والتسجيل المستمر والواضح في عضوية الحركة والمشاركة القوية للقطاع الشمالي في المؤتمر الثاني للحركة والاستقبالات التي جرت لقيادات الحركة في زياراتهم للولايات الشمالية آخرها ما تم في «القضارف»، بالإضافة إلى القدرات التنظيمية السياسية الجيدة وآخرها إقامتنا لـ 26 ندوة في نفس اليوم والساعة.
القاهرة- دار الإعلام العربية