يااااسودانيون اتحدوا ؟؟
بقلم : شمس الدين عباس خليل: المملكمة المتحدة
يؤسفنى جدا بأننا شعب كنا ثوار الدنيا ومناضليها واليوم أصبحنا متفرجين لشعوب تثور هنا وهناك ضد حكوماتها الظالمة التى ظلت طيلة تلك الفترات جاسمة على صدور شعبها؛ الا ان الشعب ارادوا الخروج من جلباب الحكومات المستبدة القاهرة الى الحياة النقية بأوكسجين الديمقراطية والتقدمية والرقا والانسانية فاستجاب لهم القدر فى الحال . ولكن السؤال يطرح نفسه هل القدر هو الذى يأتى للشعب ليستجيبو له ام الشعب هو الذى يأتى للقدر ليستجيب له ؟ بل ان الشعب هو الذى يطرق على باب القدر ليستجيب له اذن لما لا نتحد يأيها الشعب السودانى بيد واحدة لنطرق بها باب القدر ؟ ولما ننتظر بأن يرسل لنا الله الملائكة لينصرنا على الظلم والفساد ؛ ونعلم بأن الله لاينصرنا حتى نريه تغييرانفسنا بأنفسنا ووحدتنا ضد الطغاة والان تحيط بنا السفاحون لشعبهم وسط زئير تهديدات فى كل لحظة قائلين واذا الشعب يوما اراد الاطاحة بنا فلا بد ان يجهزو الكفن . ولا يدرون بأن للكفن هذا له معان سامية عند الشعب السودانى منذ انتفاضتي اكتوبر وابريل حينما البسوا به شهيد الثورة والحرية (قرشى)حاملينه وسط هتافات وشعارات وطنية قائليين( الشعب يريد اسقاط النظام )حتى وصلو به الى القصر الرئاسى .اذن لماذا لا نقم فقط بذكرى اكتوبر وابريل لنكسر بهما حاجز الخوف والسجن ونغبر ارجلنا لنحتفظ ببقية ارضنا المبتورة المكلومة من قبل هؤلاء الرجرجة . وبهذه قد نجد انفسنا مهدنا السودان الى ارض خصبة للديمقراطية والوحدة والعيش الكريم خالية من الابادة الجماعية والتقتيل والاغتصاب والتشريد والغلاء والمعاناة لاجيال تاتى فيما بعد حتى لا يتساءلوا؛ لماذا تركتموهم يفسدون فى الارض هكذا ؟وندخل معهم فى محاكمة تاريخية لا محال لها .
اذن ان هنالك شيئين لا بدا الانتباه لهما : اولا الدور الشعبى :وهذا الدور ينبغى تكافل كل الشعب السودانى من اجل انجاز مرحلة العدالة ؛ نعم لا ننسى دور الشباب فى التوعية عن ماهية المواطنة والتضحية من اجل الوطن ؛ وبعض المسيرات السلمية فى 30 يناير و8 مارس و23 و مارس التى خلفت بعدها الاغتصابات والجرحى والاعتقالات من قبل جهاز الامن ومن هنا التحية كل التحية للمناضلة (صفية )وصديقاتها اللائى ضحين بشرفهن من اجل تثبيت المعانى السامية للمواطنة والحرية والديمقراطية والنضال . ورغم هذا كله لا بد ان يكون شكل المسيرات ثأريا وثوريا والاستمرارية فى النضال بلا مبالاة.
ثانيا: دور الاحزاب السياسية المعارضة ؛ نجد ان الاحزاب السياسية المعارضة ظلت تعارض حكومة المؤتمر الوطنى منذ واحد وعشرون عاما الا ان تاثيرها كاد ان يختفى بسبب عدم رؤىة سياسية موحدة لاخراج هذه البلاد من نفقة الظلم وايضا كذلك غفلة الاحزاب المعارضة الاشياء المهمة لتغيير الشعب الى الاحسن بل انما انخرطت الى الدوافع الكلامية لاسقاط النظام وتغيير الشعب دون الرجوع الى الالية الحقيقية على وهى الشعب . وايضا انخرطت فى الاجماع السياسى يوما اخر التفرق السياسى من اجل خلافات حزبية وربما شخصية اواثنية دون النظر الى الحد الادنى الذى تجتمع فيه كل الاحزاب المعارضة بغض النظر عن الاختلاف الفكرى اذن المقصود بالوحدة السياسية ليست هى مجموع الممارسات التى يتحيها حفل سياسيى معين للعناصر المكونة له وطبيعة الادوار والقيم التى يخلقها من اجل تنظيم هذه الممارسات بما يحقق الاهداف التى يضعهاالمجتمع لنفسه ؛ ولكن المقصود اكثرمن ذلك الفعل السياسي بما هو مبدا مؤسس لكل وحدة سياسية والذى يستمد منه كل سياسة بنيتها ؛ غاياتها ؛وسائلها وقيمها وهو مايجعل من حشد عام من الشعب تجمعا ذا معنى اى متكافلا ومتضامنا ومكونا للوحدة فى الوعى والارادة والشعوروالهدف . اخيرا لاتقوم المعارضة على افتراض وهمى بل انما تقوم على حقائق ملموسة وممارسة مستمرة للضغوط المؤثرة تاثيرا فوريا وليس بسنين.
[email protected]