الفاتح جبرا
كعادته كان يستمع إلى نشرة الوفيات الصباحية … هذا ويوارى الثرى بمقابر (أحمد شرفى) فى تمام الساعة العاشرة ويقام المأتم بمنزل الفقيد بالحارة الثامنة جوار مستشفى (النو) … ما إن إستمع إلى هذا (الخبر) حتى قام بإغلاق الراديو وبدأ فى تجهيز نفسه للذهاب إلى العزاء .. قام بفتح الدولاب الخشبى القديم … اخرج جلابية السكروتة (الوحيدة) و(العمة التوتال) والمركوب (النمر)..
عند مدخل باب (المقابر) وجد كمية من العربات التى حضر بها المعزون ، دلف إلى الداخل فوجد الجميع وهم يستعدون لأداء الصلاة على الميت فقام بإسباغ الوضوء والتوجه إلى الصف الاول (خلف الإمام مباشرة) ثم ما أن إنتهت (الصلاة) حتى هب يمسك بركن من أركان (العنقريب)!
كان البعض داخل المقبرة يقومون بتجهيزها عندما شمر (جلابيته) وربطا (فى نصو) ونزل يحفر مع (الحافرين) وهو يقوم بتوجيههم:
– وسع الحته دى شوية … (غرق هنا ) … (واسى) الحته دى!
ما أن تم الدفن حتى قام بصوت جهورى يطلب الدعاء والفاتحة (حداشر) مرة لروح (المرحوم) .. ثم أخذ يتلقى العزاء مع (المتلقين)…
ما أن عاد المشيعون من المقابر حتى قام بإرسال أحد الصبية لإحضار (خرطوش) ثم شرع فى رش أرض الصيوان (والأراضى المجاورة) وكان بين الفينة والاخرى يضطر لوضع الخرطوش على الأرض مستقبلاً أرتال المعزين رافعاً معهم الفاتحة .
– إنتا الزول الطويل اللابس (السكروته) و(النضارة السودا) القاعد يرش ده مش (الحاج) ود عم المرحوم..
– لا والله ما ظنيت … الظاهر من أهل ابوهو..
وفى مكان آخر من الصيوان:
– إنتا يا (حاج أبراهيم) دحين الزول الطويل البشيلو معاهو الفاتحة اللابس العمة و(النضاره) ده ما (منصور) ود خالة المرحوم..
– ما أظن والله يا حاج … الشبه ده شبه اهل ابوهو..
بعد أن إنتهى من رش الصيوان إتجه نحو حفاظات الماء للتأكد من وجود الثلج ولما وجد انها لا تحتوى على ثلج بان عدم الرضا على وجهه وصاح فى أحد الصبية وهو يخرج (رزمة قروش) من جيبه:
– تعال يا ود هنا … شوف ليك (ركشة) أمشى بى سرعة جيب ليكا خمسة الواح تلج..
بعد أن إنتصف النهار وجاء وقت الغداء .. وقف يحث المعزين على الجلوس لتناوله:
– يلا يا جماعه قربو على الصينية دى! … لا .. لا يمين تقوم تغسل إيدينك!
ثم بعد أن يتأكد من أن الجميع حول الصينية قد أخذوا أماكنهم يرفع (راسو) فى عملية (مسح للصيوان) ثم يصيح بلهجة آمرة وهو يشير نحو مكان آخر فى الصيوان:
– يا ولد ودى صينية لى (أعمامك) ديك هناك!
بعد أن جلس الجميع (يأكلون) فى صمت أخذ يتجول بين (الصوانى) يتفقد (الناقص):
– يا ولد جيب ليكا شوية رغيف هنا!
– يا جماعة ناقصة ليكم حاجه؟
– يا ولد جيب ليكا صحن (دمعة) للناس ديل..
– يا ولد كلمم يجهزو الشاى..
فى اللحظة التى تأكد فيها تماما أن الجميع يتناولون الغداء (وما ناقصاهم حاجة) إتجه نحوه إبن المرحوم وهو يشير إلى أحد الصوانى (الجات مؤخراً) ويقول له:
– خلاص يا حاج الناس دى كووولها قعدت يلا أقعد إتغدا بعد ده..
– الغداء ملحوق النشوف الناس دى الناقصا شنو..
بعد إنتهاء (الغداء) إتجه (إبن المرحوم) نحو (غسالة الأيادى) فتبعه للتأكد من وجود (صابون للغسيل) أمام (الغسالات) ولما لم يجده أدخل يده فى جيبه واخرج (الحزمة) وأخرج منها (كم ورقة) وهتف فى أحد الصبية:
– أمشى يا ولد جيب ليك خمسة صابونات (لوكس)..
ثم أمسك بيد إبن المرحوم وإنتحى به جانباً:
– إنتو ح تعملو (كشف) مش كده!
لم ينتظر الإجابه فقام بتوجيه حديثه للصبي الذي لم يبارح مكانه بعد :
– خد يا ولد كمان جيب مع (الصابونات) كراس وقلم!
فى اليوم الثانى وبعد أن صلى الجميع (المغرب) وتم (فك الصيوان) جلس الجميع (كيمان) كيمان يتحدثون فى كل شئ … عندما جاء وقت تناول العشاء إقترب صبى من إبن المرحوم:
– قالو ليك يا عصام عاوزين حاجات العشاء .. زيت وفول وجبنة وعجين طعمية ورغيف وبيض و..
أدخل عصام يده فى جيبه فلم يجد غير جنيهات قليلة (ما بتعمل حاجه) بحث عن شقيقه الأصغر (هشام) حتى وجده مع شلة من أصحابه:
– والله انا ذاتى القروش المعاى كملت .. كدى شوف قروش (الكشف) شيل منها مشى بيها!
فى هذه اللحظة كان صاحبنا يتوسد (الكراس) واضعاً أمامه (الراديو) مستمعاً لنشرة الوفيات المسائية ممنياً نفسه (بضحية) أخرى!
كسرة :
هذا المقال كتب قبل عشرة سنوات (هسه يكون في كم زول زي صاحبنا ده) ؟
كسرة ثابتة (قديمة) :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+و+و+و+و+و+و
• كسرة ثابتة (جديدة)
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو (وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+وووووووووووو)+(وووووووووووو)+و+و+و+و+و+و+و