بسم الله الرحمن الرحيم
وما زال مني اركو مناوي في أحضان أسياده الجلابة
عبدالغني بريش اللايمى / امريكا
كل شعبٍ عاش ظلماً .. عن قريبٍ يتفجر .
والذي يظلم شعباً .. في هواهُ يتدمر .
كيف وقد باع شعبه .. واشترى وهْما في الخرطوم .
عندما عقدت حكومة المؤتمر الوطني اتفاقا مع حركة تحرير السودان جناح ” مني اركو مناوي ” في مدينة ابوجا النيجيرية في عام 2006 ، وجه الشعب الدارفوري حينه صفعة قوية له بعد ان خرج في مظاهرات جماهيرية حاشدة وغاضبة في معسكراته وملاجئه منددا بهذا الاتفاق ” المهزلة ” ، قائلا بأعلى صوته لا لاتفاق أبوجا .. رافضا استقبال مناوي أو حتى ذكر اسمه الملطخ بالعار والهزيمة .
على الجانب الآخر فإن الماكنة الدعائية النفاقية التضليلية لحكومة المؤتمر الوطني المتآمرة على أهالي دارفور لعبت دورا مهما للترويج لإتفاق ابوجا ” المهزلة ” ، حيث طالبت هذه الماكنات السرطانية قادة الحركات الدارفورية الذين رفضوا التوقيع عليه الالتحاق به ، وبمجرد وصول مناوي الى العاصمة السودانية الخرطوم واتمام عملية تعيينه في منصب ديكوي بحت سمي ب ( كبير مساعدي رئيس الجمهورية ) أخذت هذه الوسائل الاعلامية تصفق له بشكلٍ لا إرادي وتصنع منه بطلا قوميا غيورا لوطنه بعد ان كان في نظر ذات الوسائل الاعلامية مجرد سارق وناهب لممتلكات المواطنين .
الصورة التي ارتسمت للشعب الدارفوري بعد التوقيع على اتفاق أبوجا هي ان هذا الإتفاق طبخته الحكومة السودانية بقيادة المرحوم مجذوب الخليفة بالتواطوء مع بعض الأنظمة الافريقية والمجتمع الدولي ، وهذه الرؤية الدقيقة أغاظت العاملين في بعض المواقع المتخصصة في الكذب والتدليس ولديها خبرة في الفجور والنفاق فقامت بتلفيق تُهم عدم وطنية قادة دارفور الذين رفضوا التوقيع على ابوجا وعدم اهتمامهم بمعانأة أهالي دارفور .. لكن صدق فعلا من رفضوا اتفاق ابوجا لأن هذا الاتفاق دخل في غيبوبة مزمنة منذ التوقيع عليه حتى يومنا هذا .
مني اركو مناوي يفترض انه رفع السلاح وحارب حكومة المؤتمر الوطني من أجل دارفور ، ويفترض أيضا ان يكون مكان تواجده وتواجد قواته ومليشياته في اقليم دارفور السوداني .. لكن بدلا عن هذا أو ذاك اتخذ مناوي الخرطوم مكانا لاقامته وأجر بعض المباني في ام درمان كمقر لقواته وللعاطلين المؤيدين لمهزلة أبوجا .
صحيح إن ظاهرة شراء الذمم منتشرة في كل الأحزاب والتنظيمات السياسية السودانية ( لام اكول ) مثالا .. لكن ما هو غريب في حالة المناضل الخائب مناوي هو ان قضية دارفور في المقام الأول كانت وما زالت قضية انسانية وكان لزاماً عليه ان يقف مع اهله في المعسكرات والملاجئ حتى آخر لحظة .. لكنه وقد ترك شعبه لوحده ووقع اتفاقا استسلاميا مع نظام مسئول عن قتل اكثر من ثلثمائة الف دارفوري برئ ، هذا ما يجعله خائبا وخائنا ليس فقط في نظرنا بل في نظر معظم أهالي دارفور .
على كل حال فإن الدعاية السخيفة التي تنتهجها وسائل اعلام حزب المؤتمر الوطني شريك مني اركو مناوي في قتل الدارفوريين ضد الحركات الدارفورية المسلحة التي رفضت التوقيع على اتفاق أبوجا لا تستحق أن يرد عليها لأنها وبمجرد عرضها على طفلٍ صغير فإنه يعي تماماً أن هذه الحملة الغرض منها اضعاف موقف هذه الحركات بغية تصفيتها نهائيا .. المهم هو ان الخائب مناوي بتوقيعه على اتفاق ابوجا اضعف من قضية دارفور بوجه عام ومن المواقف التفاوضية للحركات الدارفورية التي تحارب نظام الفصل العنصري في الخرطوم بوجه خاص ، وبعد ان كانت حركة تحرير السودان الدارفورية بقيادة الاستاذ عبدالواحد محمد نور القوة المسلحة الوحيدة القادرة على إملاء شروطها على النظام السوداني انشطرت بعد اتفاق ابوجا الى أكثر من عشرة اجنحة مسلحة متصارعة متقاتلة متنازعة مع بعضها البعض مما أدى الى بروز أو ظهور حركة العدل والمساواة الدارفورية كقوة بديلة لحركة تحرير السودان في الميدان والساحة السياسية السودانية .
وبالعودة إلى كل ما ذكرناه عن مني اركو مناوي نستخلص الى نتيجة مفادها انه مسئول مسئولية مباشرة ودون غيره من ناس دارفور عن ما آل إليه الحال هناك من تردئ في الاوضاع الأمنية والحياتية والإنسانية ، لأن الحكومة السودانية استخدمت اتفاق ابوجا الذي دخل في غيبوبة مزمنة كما قلت منذ اليوم الأول من التوقيع عليه كمبرر لإلقاء اللوم على الحركات الدارفورية المسلحة غير الموقعة عليه .
هل يقدر هذا المني مناوي ان يترجل ويعقد مؤتمراً صحافياً امام أهل دارفور ويحسب لهم علنا الانجازات التي تحققت من اتفاق ابوجا رغم مرور اكثر من ثلاث سنوات على توقيعه ؟ هل يستطيع هذا المناوي ايضا ان يذكر لأهل دارفور النصوص التي تم تنفيذها في اتفاق ابوجا ؟ لم ولن يستطيع ان يفعل ذلك لأنه ليس قائدا حقيقيا بل قائدا وهميا صنعته وسائل اعلام اسياده في الخرطوم لإضعاف مواقف اهل دارفور التفاوضية ولشق صفوف الحركات الدارفورية المسلحة لصالح نظام العار والخزئ في الخرطوم .
انه يجب على قيادات الماكنات الإعلامية الجلابية في الخرطوم والتي تروج لكل من يدخل في احضان النظام العنصري القائم في السودان وينسى قضية أهله المصيرية أن تتأكد تماماً أن من يحترم نفسه يحترمه شعبه ومن باع شعبه ولسانه فأصبح يردح ليلاً ونهاراً فالوطن والمواطن منه برئ تماما .
حقا يعجز اللسان عن وصف العار والذل الذي وقع فيه مني اركو مناوي نفسه … أنا لا يهمني كثيرا من هو مني اركو مناوي .. لكن للأسف الشديد إسمه مرتبط بشعب دارفور العظيم .. وهذا الذليل الذي يدعي النضال والكفاح رضى ان يعيش على فتات أسياده الجلابة بكل رخص ومهانة واحتقار .. هنيئا لك يا مني اركو مناوي المنصب الديكوري ( كبير مساعدي الرئيس ) بدون مكتب وبدون مسئوليات .. تلك هي عاقبة كل من باع شعبه وقضيته بمنصب او وظيفة .. وصدقوني أيها الناس لستُ أفهم ( بالضبط كدا ) من أي أصل ودين هذا الأُمي الذي لم يكمل مرحلة الإبتدائي .
[email protected]