بعد سقوط جدار فصل دراسى على تلميذات المدارس بام درمان بفعل الفساد والغش فى البناء …….. تتوالى المآسى والاحزان ليبتلع نهر النيل( ٢٢ ) من تلاميذ المدارس من قرى منطقة البحيرة بنهر النيل ، وكالعادة بفعل إهمال الحكومة ……
تعودنا على النكبات والكوارث فى السودان فى ظل نظام الانقاذ ، حتى تجمدت احاسيسنا ومشاعرنا ، ولكن مهما اصاب النفس من تبلد وعدم احساس ، فان أمرا واحدا لا يستطيع الشخص تحمله ، وهذا الامر هو ما يصيب اطفالنا وفلذات أكبادنا من كوارث تنال من ارواحهم البريئة وهم لا ذنب لهم سوى إهمال الكبار وأولى الامر منهم . اثنان وعشرون تلميذا وتلميذة وطبيبة شابة ، يبتلعهم مياه النيل لان لا احد يراقب وسيلتهم المنهكة ( المركب ) ما اذا كان مستوفيا لشروط السلامة من عدمه ، مع انها الوسيلة الوحيدة التى تاخذهم الى المدرسة ذهابا وإيابا وبشكل يومى . تخيلوا منظر أمهاتهم وهن يصحين مبكرا لإعدادهم للذهاب الى المدرسة وهن لا يدرون ان هذه هى آخر مشاهدة لهن ، وتخيلوا معى ان واحدة من هذه الأمهات فقدت خمسة من فلذات أكبادها فى هذه المأساة ، نعم انه القدر لا اعتراض فى ذلك ولكن قدر باسبابه التى يمكن تلافيها بالإزالة ، وأول هذه الأسباب هو الاهمال من السلطات الرسمية من عدم اخضاع هذه الوسيلة لاجراءات السلامة الدورية وخاصة وأنها الوسيلة الوحيدة لنقل التلاميذ والمواطنين ، ثم ان هنالك سؤال مُلِح، وهو لماذا لم يشيد كبرى فى موقع حيوى مثل هذا ؟ المواطنون فى هذه المنطقة يعتبرون من ضحايا سد مروى ، هل يغلب شخصا مثل اسامة عبدالله ( مسئول بناء سد مروى) ان يأمر ببناء كبرى فى هذه المنطقة الحيوية من المليارات التى كانت تحت تصرفه و بددها فى امور خاصة وبناء هذا السد والذى يشكك الكثيرون حتى الان على جدواه ؟ تكلفة السد تشمل فى العادة تعويضات المواطنين على أراضيهم بالاضافة الى المشاريع التأهيلية للمتضررين ، ومن أهمها مثل انشاء الكبرى التى يربط ضفتى النهر لتواصل المواطنين لمختلف أوجه الحياة ومنها توصيل التلاميذ الى مدارسهم بشكل يومى . امر آخر اظهر بجلاء عدم اهتمام الحكومة بمواطنيها وهو أمر للاسف معهود لدى حكومة الانقاذ ، وهو ان كل القنوات الفضائية الأجنبية قد ضجت بنشر هذا الخبر من خلال مراسليها فى الخرطوم ، وكما أبرقت الحكومات الأجنبية مواسية الحكومة السودانية على هذه الكارثة وذلك منذ حدوث الكارثة منذ صبيحة البارحة ، ولم يفتح الله لحكومتنا بكلمة واحدة الا اليوم بعد مضى ٢٤ ساعة وبعد ان أحرجتها برقيات الحكومات الأجنبية ، وصحت من غفوتها واصدرت بيانا خجولا لمواساة ذوى التلاميذ
اللهم خفف كرب اهلنا فى البحيرة فى فقد فلذات أكبادهم وألزمهم الصبر الجميل ، واللهم خفف بشكل خاص على تلك الأم المكلومة والتى فقدت كل بنيها ، انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل
محمد بشير ابونمو
الخميس ١٦/٨/٢٠١٨