وصال المهدي : جعلوا من تطبيق الشريعة الاسلامية ذريعة لملىء جيوبهم
(حريات)
احتشد عدد كبير من المواطنين والمواطنات امس 12 فبراير بدار حزب الامة بامدرمان تضامنا مع معتقلي هبة يناير فبراير التي قادها شباب التغيير .
وام الحشود ممثلون للقوى السياسية والمجتمع المدني واسر المعتقلين تقدمهم الاستاذ فاروق ابوعيسى ، والدكتورة مريم الصادق ، والاستاذ كمال عمر ، والاستاذ صديق يوسف ، والاستاذ عبد الجليل الباشا ، اضافة الى محامي دارفور ، والمحامين الديمقراطيين ، والصحفيين الديمقراطيين وممثلات لمبادرة لا لقهر النساء ، والاستاذة وصال المهدي عقيلة الدكتور الترابي وغيرها من أسر المعتقلين .
وظللت الحشد انباء نجاح الانتفاضة المصرية ، وسط اشواق بانتفاضة سودانية تطيح بالنظام ، وعبرت عنها الهتافات الداوية ( ثورة ثورة حتى النصر ، الشعب يريد اسقاط النظام )
وتحدثت الدكتورة مريم الصادق المهدي (حزب الامة القومي) قائلة : ان كل هؤلاءالحضور إجتمعوا فى يوم للإعتصام المفتوح الذى ستخاطبه مختلف القيادات السياسية وناشطى وناشطات المجتمع المدنى ،وأسر المعتقلين لسرد تجربتهم مع الإعتقال.
وبدات بتلاوة آيات مباركة من القرآن الكريم.
وقالت نريد فى هذا اليوم أن نقول وبالصوت العالى والكلمة الواضحة:
نحن لا نقبل إنتهاك حقوقنا.
نحن لا نقبل إنتهاك كرامتنا.
نحن لا نقبل أن تُضيّع قيمنا.
نحن لا نقبل أن يُضيّع بلدنا
ولذلك نظمنا هذا اليوم للتضامن مع أبنائنا وأخواننا وإخواتنا،مع كل المعتقلين ، فى كل فترة الظلام التى أمتدت طوال عهد الإنقاذ،ولنقول اليوم وليس غدا فليطلق سراح جميع المعتقلين والمعتقلات،ولتخلى كل السجون من المعتقلين والمعتقلات السياسيين، هذا هو الأساس لبناء بلد نرضى عنه ويرضى عنا.
وقالت كل إخوانا وإخواتنا والذين لا نعرف عنهم شيئا حتى الآن يجب إطلاق سراحهم فوراً، ويخبروننا نحن أهلهم ما هو الحاصل لهم،ليعرف القانونيين والقانونيات ماهى التهم الموجهة لهم.
وقالت ( وإلا فإنه وبهذه الصورة لن يكون هنالك صلح فى السودان،فى وقت لا يحتاج السودان فيه لمزيد من التغابن) .
ورحبت بالحضور مرة أخرى وقدمت الأستاذ فاروق أبوعيسى رئيس الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطنى وسط هتافات (ثورة ثورة حتى النصر).
ابوعيسى : حكى لنا المفرج عنهم من المعتقلين قصص حقيرة تقشعر لها الابدان
وابتدر الإستاذ فاروق ابوعيسى حديثه بالقول: بهذا نعلن تضامننا مع أبنائنا وبناتنا المعتقلين و نؤكد تضامننا معهم،نحن جميعنا نقف صفاً واحداً لنقول لا للإعتقال لأنه فعل همجى وغير اخلاقى يخالف الدستور الإنتقالى لعام 2005.
وان أبنائنا وبناتنا يمارسون حقوقهم الدستورية فى التظاهر وعقد الإجتماعات و يعبرون عن آرائهم بطريقة سلمية وديمقراطية، ،لكن حكومة المؤتمر الوطنى مرعوبة مما يجرى حولها،فى وقت ينبغى عليها أن تتعلم وتعرف أن إضهاد الشعوب لابد أن يأتى يوم وينتهى (إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد لليل أن ينجلى).
وقال فاروق(شعبنا شعب معلم يتفوق على بقية الشعوب لأن له مخزوناً كبيراً من تجربتىن لثورتيين عظيمنتين هما مارس أبريل 1985 و أكتوبر 1964 .وقال( حكام اليوم نسوا ذلك، فشعبنا شعب جبار وتاريخه ملئ بالثورات والإنتفاضات ورفض الظلم).
هذا وسط هتافات عالية مفعمة بالحماسة(الشعب يريد إسقاط النظام)
وتابع أبوعيسى(بعض أبنائنا وبناتنا المعتقلات حكوا لنا عن ما تعرضوا له داخل المعتقل وهى قصص حقيرة تقشعر لها الأبدان من معاملة سيئة من السلطات،حيث سمعنا بكيف أن السلطات تعذبهم تعذيبا بدنيا ومعنويا .
وقال فاروق أبو عيسى إن ما يفعلونه داخل غرف جهاز الأمن المغلقة قد أصبح معروفاً للشعب لذلك على النظام الإنتباه إلى أن هذا الشعب شعبٌ جبار وإنه إذا سكت اليوم فإنه لن يسكت غداً) .
واضاف ( على أى حال نحن بدأنا المشوار وقلنا لا لهذا النظام، هذا النظام القاتل والقاسى والجائر والظالم يجب أن يذهب لمقبرة التاريخ،فشعبنا يستحق نظاما إفضل منه ومعاملة أفضل وعدلا وإحتراما لحقوق الإنسان أفضل من هذا،وإن هذا الذى يجرى فى إرضنا الطاهرة ما عاد مقبولاً لنا،لذلك عليهم أن يعوا الدرس قبل فوات الأوان،وإلا فإن أكتوبر و أبريل لن يكونا آخر ثورات هذا الشعب،بل لقد كانتا مجرد تمارين لثورة أكبر وأعمق وأرسخ جزوراً) .
وقال هذه المرة ستقودها المرأة السودانية، سيقودها شبابنا الذين يرعبون النظام الآن،وأكد( أن النظام أصابه رعب بليغ من الشباب والشابات الذين إعتقلهم النظام دون حتى أن يعرف من شارك ومن الذى لم يشارك فى التظاهرات الأخيرة) .
واردف ( ان الدولة التى لاتحترم شبابها دولة لا مستقبل لها،فلدينا دولة مرعوبة من شبابها،وإن ما حدث فى 30 يناير مشوار سنواصل فيه.
لتتعالى مرة اخرى الهتافات (ثورة ثورة حتى النصر) .
وتابع أبوعيسى( نحن فى تحالف قوى الإجماع الوطنى وبالإجماع أعطينا هذا النظام العديد من الفرص،فقد قبلنا الحوار لأجل إنقاذ الوطن من الوحول والدماء التى يمكن أن تسيل على هذه الأرض ولأن هناك سلاح فى كل ركن من أركانها،لذلك طالبنا بضرورة الحوار وقبول الأجندة الوطنية لكنهم رفضوا ذلك ويطلبون منّا دخول الحكومة كموظفين فيما يسمونه بـ (حكومة القاعدة العريضة)ونقول لهم إن الإتفاقيات الثنائية ما عادت تحل أزمة، ولابد من حوار وحل جماعيين بإتفاق كل هذا الشعب ،أما إذا رفض النظام الحوار فطريقنا هو الخلاص من هذا النظام الذى إنشاء الله سيزول قريباً ) .
الباشا : كذبوا باسم الصدق ، خانوا باسم الامانة ، فسقوا باسم الاصلاح ، واستهدفوا الدنيا باسم الدنيا
ثم تحدث الأستاذ عبد الجليل الباشا عن حزب الأمة القومى قائلاً ( التحية والتجلة لكل الأخوة والأخوات المعتصمين الآن بدار حزب الأمة القومى،التحية لهم على هذا العمل الوطنى الصادق،وأقول أن هذا العمل لا يأتى لنصرة المعتقلين فقط،إنما لنصرة قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية ) وقال( التحية عبركم لكل الشباب الثائر الذى ظلّ وسيظل رأس الرمح فى الدفاع عن حرية الشعب وكرامته وعزته) والتحية من هذا المنبر لكل الأخوة والأخوات المعتقلين ونقول للنظام ( إذا لم تطلق سراحهم اليوم فسيخرجون غداً على أكتاف جماهيرهم) .
وتابع ( الجمع الكريم:كلنا يعلم أن هذا النظام جثمَ على صدر هذه الأمة 21 عاما كانت نتيجتها إنفصال الجنوب الذى يعنى فقدان ثلث الأرض والشعب و75 % من موارد البترول وقبلها كان فقدان الفشقة وحلايب ومثلث ليما،فهل ننتظر حتى نفقد كل السودان ونصبح أمة بلا وطن وبلا هوية؟ لا وألف لا، فليذهب النظام ويبقى الوطن) .
مضيفا ( نعلم علم اليقين بكل الممارسات السيئة التى يمارسها نظام الإنقاذ ونعلم يقينا انهم يوارون سوءاتهم تحت شعار الإسلام والإسلام برئ منهم براءة الذئب من دم إبن يعقوب،لأنهم إستهدفوا الدنيا بإسم الدين وكذبوا بإسم الصدق،وخانوا بإسم الأمانة،وفسقوا بإسم الإصلاح وعاثوا فى الأرض فساداً شهدت عليه المنظمات العالمية قبل أن يشهد عليه المراجع العام،ونحن نعلم حالهم قبل السلطة وبعد السلطة،نعلم من بنوا العمارات وأسسوا الشركات،ومن حول الأموال خارج السودان،ونعلم بالذين لديهم فنادق فى ماليزيا،نعلم ذلك وسيأتى يوم الحساب،الحساب الدنيوى والأخروى،الدنيوى هذا هو مال الشعب ولابد أن يعود للشعب،أما الأخروى فهذا لحم سحت والنار أولى به) .
واردف (لذلك طرحنا حلاً واضحاً تحدث عنه الأخ الحبيب الأمام الصادق المهدى،وتحدثت عنه القوى السياسية إما أن تكون هنالك إعادة لهيكلة الدولة بحيث تكون هناك حكومة قومية ودستور جديد،مع كفالة الحريات وإحترام سيادة القانون،وإما أن يذهب النظام إلى غير رجعة) ، ولذلك من هذا المنبر نرسل ثلاثة رسائل إساسية:
الرسالة الأولى للنظام:عليه أن يقبل خيارات الشعب فى الحكومة القومية الإنتقالية وكتابة الدسنور الجديد وفى كفالة الحريات.
الرسالة الثانية: لأجهزة النظام الأمنية والشرطية: لا تكونوا ظهيراً للظالمين ،فأنتم أبناء هذا الشعب وواجبكم حماية الوطن لا حماية من يمزقون الوطن،ونقول لهم هذا الكلام حتى لا تكون لديهم حجة أمام الله سبحانه وتعالى،أو أمام التأريخ،أو أمام الشعب.
رسالتنا الأخيرة للقوى السياسية: نقول لها أن الشعب متقدم نحو تحقيق أهدافه فى الحرية والتحول الديمقراطى والعالة والمساواة،أى تخلف عن هذه المسيرة سيؤدى لقيادة أصحاب المصلحة الحقيقية قيادة الصفوف.
وقال( أنهم يقولون أننا نمل ، لكن النمل قادم من المعاناة و الحرمان والفقر قادم)
وختم حديثه بالقول( ان مطالب الشعب بعد إنفصال الجنوب هى إعادة هيكلة الدولة فى الشمال،والإستجابة لكفالة الحريات وكتابة الدستور الجديد،وحل مشكلة دارفور،ومعالجة القضايا الأساسية وعلى رأسها قضية الفقر،ونطالب بسيادة حكم القانون،وإحترام حقوق الإنسان،هذا وإلا فإن هذا الشعب لن يسكت بعد اليوم وسيخرج ليحقق مطالبه وأهدافه فى الحرية والديمقراطية والعيش الكريم) .
وطالب الباشا بإطلاق سراح كل المعتقلين والسجناء السياسيين.
كمال عمر : اذا لم تتحرك القوى السياسية تجاه التغيير فان قوى التغيير ستتجاوزهم
تحدث بعدها الأستاذ كمال عمر من المؤتمر الشعبى وحيا أسر المعتقلين والحضور الكريم وقال( أنه وبلا شك أن البلاد تمر بأزمة كان لكم الفضل والقدح المعلى فى التعبير عنها بدفع مستحقاتها،ولأن قضية التغيير أصبحت راهنة فى السودان فلا مجال لحزب أو لشخص التنصل عنها،وقد سجلنا موقفا كقوى إجماع بوضع عدد من المستحقات،أولها قضية الحكومة الإنتقالية التى تتولى السلطة وتقوم بإنتخابات ووضع دستور جديد، وخلق صلة مع الجنوب وحل قضية دارفور، وإلا فسيكون التغيير عبر الشارع.
وقال( نحن على مستوى المؤتمر الشعبى عندما إجتمعت القوى السياسية كان علينا أن نقف موقفها،لذلك إلتزمنا جميعا فى ذلك الوقت بما خرجت به قوى الإجماع ودفعنا نحن أول الثمن وهو إعتقال الشيخ الدكتور حسن عبد الله الترابى.
وقال( أنا لا أريد أن أتحدث عن الترابى الذى ظلّ ومنذ أكتوبر ومروراً بكل الفترات التى مرت على البلاد يناصر قضية الحرية والتحولات،فلقد أعتقل ليس فى إطار صراع بين المؤتمر الوطنى والمؤتمر الشعبى بل أعتقل بسبب قضايا الحريات وقضايا التحول الديمقراطى، وبسبب قضية دارفور و الصلة مع الجنوب،والحكومة الإنتقالية) .
وأضاف ( آلينا كقوى سياسية أن نفرض واقع التغيير،فقد طال الإعتقال هذه المرة كل القوى السياسية) .
وأكد قائلاً( التحول القادم ليس هناك مجال تراجع عنه،فإذا لم تتحرك القوى السياسية تجاه التغيير فإن قوى التغيير ستتجاوزهم ).
ودعا لتوحيد الإرادة الجماعية لإسقاط النظام. وأكد أننا كقوى الإجماع لا خيار لنا سوى إسقاط النظام.
وصال المهدي : جعلوا تطبيق الشريعة الاسلامية ذريعة لملء جيوبهم
أما الأستاذة وصال المهدى زوجة الدكتور الترابى المعتقل فى سجون النظام فقد قالت( نحن أهل المعتقلين والمعتقلات من المؤتمر الشعبى والأحزاب المعارضة للنظام نقول أن الذين جاءوا لتطبيق الشريعة جعلوها ذريعة لملء جيوبهم بالأموال) .
وأشارت للجرائم التى أرتكبت فى دارفور قائلة( 350 ألف قتلهم النظام،وسجنوا الناس وإعتقلوهم وزوروا إرادتهم. نحن الآن لدينا أحد المعتقلين الشيخ حسن الترابى الأمين العام للمؤنمر الشعبى مسجونا فى زنزانة فى كوبر ومعه آخرين.
وقالت( لقد كنا ضمن أعضاء القيادة التى أقرت أن هذا النظام لن يسقط إلا بالتظاهر.
وأكدت ( أنه حالة بقاء النظام الظالم فإن السودان سيتمزق ويلحق الغرب والشرق بالجنوب الذى إنفصل جراء سياسات النظام.
وقالت لقد رأينا ما حدث فى تونس ومصر وسقوط الفراعنة والجبارين الذين يحكمون الناس بالسجن والقتل والترهيب، نحن لا نخاف السلاح،واننا سنمضى حتى نحرر السودان من قيد هؤلاء،البشير ومن معه من العصابة التى قتلت وسرقت) .
ومضت للقول( الآن فى دارفور هناك مقابر جماعية ليغطى بها النظام خطيئته) .
وختمت قائلة ( لقد صصمنا على قيادة التظاهرات ضد هذا الوضع الظالم والقاهر والقاتل) .