وسقط دكتاتور والأيام دول!!!!
بقلم: أبو القاسم عباس إبراهيم
لا أحد يتوقع وحتى من باب أحلام زلوط كما يقول السيد الصادق المهدي بسقوط النظام التونسي، رغم عظمه الشعب التونسي ونضاله ضد الاحتلال الفرنسي حتى الاستقلال في الستينات من القرن الماضي . لا أحد يتوقع سقوط زمره زين العابدين لان الشعب التونسي لم يعرف نظاما سياسيا تعديا ديمقراطيا منذ الاستقلال غير نظام الحزب الواحد البورقيبى ، رغم ما له في الانتفاضة من تجربة غير مره . لا أحد يتوقع سقوط النظام التونسي لان هذا النظام الاسؤا في أفريقيا والشرق الأوسط أضافه إلى النظام السوداني الحالي من حيث تكميم الأفواه وطرق أداره النظام العائلي للدولة بما فيها الحجر والبشر وعدم التمييز بين الحق العام والخاص. لا أحد يتوقع سقوط النظام التونسي لأنه لم يتم الاتاحه للشعب التونسي بالمطلق الممارسة السياسية إلا من خلال حزب التجمع الدستوري الديمقراطي كذبا بالديمقراطية البورقيبى الذي له الحق في تحديد من الأحزاب من هو شرعي ومن هو غير ذلك . لم يتوقع أحد بسقوط النظام التونسي بكل هذا التراكم الدكتاتوري منذ استقلاله وحتى سقوطه وما يقارب الأربعين عاما، لان من ولد قد تجاوز سن الشباب ولكن كيف سقط النظام؟؟ سقط النظام رغم تمسكه وحتى الرمق الأخير بالسلطة ، فخرج على الشعب فنطق كفرا ،أنه الآن فهم شعبه وأمر مع انه ليس له حق الأمر بإطلاق كل المعتقلين المرتبطين بالانتفاضة ثم شكل لجنه مستقلة لتحقيق حول مزاعم الفساد ثم تلاه أقاله لوزير الداخلية ومستشاره الرئاسي والناطق الرسمي ثم حل الحكومة ،إلا إن النظام سقط كسقوط ثمرة متعفنة وولى الرئيس الجلاد الدبر وتبعه آخرون من الذين عاشوا في الأرض فسادا، وبالتالي هذه المرحلة هي أهم مرحله و بند من بنود الإصلاح بعد هروب الجلاد وتتمثل في الاتى :
– تكوين حكومة انتقاليه تمثل كافه الأحزاب السياسية ومن دون استثناء بالاضافه إلى كل النقابات المهنية تمهد لإجراء الانتخابات
– تكوين لجنه مستقلة للإشراف على الانتخابات القادمة وبإشراف دولي
– تكوين لجنه مستقلة للمحاسبة ومحاربه الفساد السياسي والمالي والامنى واسترداد المال العام الذي ذهب إلى جيوب ليلى الطرابلسى وجلب الفارين من البلاد عبر الانتربول للمحاسبة
– تكوين لجنه للمصالحة الوطنية و تعويض المتضرر مادي ومعنويا ودفع ديات للشهداء
– ضرورة الإصلاح السياسي وبإقرار التعددية السياسية دون إقصاء احد.
– الإقرار بمبدأ فصل السلطات.
لم يتوقع احد بسقوط النظام لان في العالم العربي ومن أمثاله كثر ومن الشعب ما هم أكثر من الشعب التونسي جوعا وعرى ولكن ما أنجزه الشعب التونسي كفاح بعد كفاح ونضال ودماء شهيد يلي شهيد يبقى من ابرز المحفزات للشعوب الأخرى المقهورة وقد سمع كل دكتاتور في العالم العربي والافريقى إن لا حكم مدى الحياة ولا توريث ولا كرامه ولا إنسانيه بدون حرية .لماذا سقط النظام؟؟؟ لان الشعب التونسي وللأول مره يطبق قول شاعرهم أبوا لقاسم الشابى الذي قال :
إذا الشعب يوما أراد الحياة ++ فلا بد أن يستجيب للقدر
ولا بد لليل أن ينجلي ++ ولا بد للقيد أن ينكسر
إذا قسنا ما قام به الشعب التونسي بشعوب العالم العربي والافريقى فللشعب السوداني سبق لكل هذه الشعوب المقهورة والمعذبة في الأرض فله من التجارب بمثابة معلمه لكل الشعوب ، فله ثوره اسمها أكتوبر 1964 وهى ثورة بعمر استقلال تونس وتلاها أخرى اسمها ابريل 1985 أسقطت أسوا دكتاتوريتين في أفريقيا والشرق الأوسط والجايات كثيرات . فلينتظر نظام الاباده الجماعية وكل الدكتاتوريات والأيام دول ويبقى دماء الشهداء الطاهرة من تونس إلى دارفور وليذهب الدكتاتوريات إلى الجحيم
أبو القاسم عباس إبراهيم