وسطاء أفارقة يضغطون على السودان وجنوب السودان لانهاء المواجهة
أديس أبابا (رويترز) – سعى الاتحاد الافريقي يوم الاثنين الى نزع فتيل العداوة بين السودان وجنوب السودان التي وضعتهما على شفا الحرب العام الماضي والى إنهاء تجميد لصادرات النفط يهدد بتدمير اقتصاديهما.
وانفصل جنوب السودان عن الشمال في 2011 بعد عقود من الحروب لكن النزاعات الحدودية والخلافات بشأن رسوم خط انابيب النفط استمرت مما أخر التنمية الاقتصادية التي ستجلب الامل لشعبيهما اللذين أنهكتهما الحروب.
وأوقف الجنوب انتاجه النفطي الذي يبلغ 350 ألف برميل يوميا منذ عام في محاولة لفرض خفض في الرسوم التي يدفعها للشمال مقابل نقل الخام الجنوبي عبر انبوب الى مرفأ ساحلي لتصديره.
ونظرا لان النفط يمثل عصب الاقتصادين تسبب هذا الاجراء في ارهاق ميزانيتي البلدين وأضعف عملتيهما وأدى الى ارتفاع معدل التضخم وزيادة المصاعب الاقتصادية.
وجمع الاتحاد الافريقي الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير قبل اسبوع في اجتماع بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا للضغط عليهما للوفاء بتعهدات قطعاها في سبتمبر ايلول بسحب القوات من الحدود بين الشمال والجنوب.
وسيساعد إنشاء منطقة عازلة على الحدود في تهدئة التوترات ربما بدرجة كافية لاستئناف تدفق النفط.
وبعد ذلك الاجتماع قال وسيط الاتحاد الافريقي ثابو مبيكي ان الجانبين وافقا على إنشاء المنطقة العازلة. وخطط الاتحاد لنشر إطار زمني يوم الاحد الموعد المفترض لاستئناف المحادثات. لكن كلا الوفدين وصل متأخرا مما أرجأ بدء المحادثات يوما.
وقال مسؤولون من الاتحاد الافريقي في اديس ابابا ان جلسة يوم الاثنين التي حضرها وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين ونظيره الجنوبي جون كونج نيون ركزت مجددا على كيفية إنشاء المنطقة العازلة.
وقال عاطف كير المتحدث باسم وفد جنوب السودان ان المحادثات ستركز على تنفيذ الاتفاقات. ولم يتوفر على الفور تعليق من السودان.
ويسود العداء بين حكومة البشير في الخرطوم وخصومه السابقين في جوبا.
وقتل نحو مليوني شخص في الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب التي تركت جنوب السودان مدمرا اقتصاديا وتعج اراضيه بالاسلحة.
وتتهم الخرطوم الان الجنوب بدعم تمرد داخل السودان من جانب اعضاء سابقين في جيش التمرد الجنوبي وجدوا انفسهم شمالي حدود التقسيم.
ونفى جنوب السودان دعم المتمردين.
وقال وزير الدفاع السوداني الشهر الماضي ان الجانبين سيتعاملان مع القضية الحساسة للمرة الاولى في أحدث جولة من المحادثات.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)