قالت إنّها مستعدة لتفعيل آلية المراقبة
انجمينا: خليل ابراهيم يدخل تشاد بطلب من الوسطاء
STNC -أجراس الحرية : وكالات
نفى وزير الخارجية التشادي موسى فكي أن يكون زعيم حركة العدل والمساواة الدكتور خليل إبراهيم يقيم في تشاد وقال إنّ خليل قد يأتي إلى إنجمينا بِطَلَبٍ من وسطاء حَلِّ مشكلة دارفور ومثل لذلك بدخوله الاراضى التشادية لمقابلة المبعوث الأمريكى بِطَلَبٍ من سفارة واشنطن فى انجمينا بجانب ترتيبات مماثلة تمت عند لقائه الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي جبريل باسولى. وكشف عن طلب الخرطوم من انجمينا في بداية مشكلة دارفور الفترة من 2003م إلى 2005م السماح بمرو كُلّ قادة المعارضة المسلحة عبر تشاد، والإقامة بها، بَدَلا من المرور والإقامةِ في دُوَلٍ مجاورة أخرى رفض تسميتها، وتحدى الخرطوم أن تُثْبِت مواقع تتواجَد فيها المعارضة السودانية الْمُسَلَّحة في تشاد، واكد استعداد بلاده لتفعيل آلية المراقبة المتفق عليها في اتفاق الدوحة.
وحمل وزير الخارجية التشادي في حوار مع شبكة (الإسلام اليوم) الخرطوم بنسف اتفاق الدوحة في يومه التالي بعبور مجموعاتٍ مسلحةٍ من السودان إلى تشاد كانت قد عبَرَتْ مرتين للعاصمة إنجمينيا، وعشرات المرات على المنطقة الحدودية، وقال إنّ الخرطوم تبنت خيار الإطاحَة بالنظام السياسي في تشاد من أجل حل مشكلة دارفور. واستبعد فكي التئام قمة قريبة بين الرئيسين دبي والبشير بعد فشل لقاء طرابلس الذي خططت له قطر وليبيا. وأكد الوزير التشادي دعم بلاده لأي مبادرة تقوم بها أي جهة لحل مشكلة دارفور؛ وقال ( من مصلحتنا في تشاد أن تستقر الأوضاع في دارفور و في المنطقة على وجه العموم) وقطع بأنّ انجمينا ليست لديها نيّة للعدوان على السودان.
وزير الخارجية التشادي: لانحمل نوايا عدوانية ضد السودان
القاهرة/ عمرو محمد
من وقت لآخر تُثَار العديد من الاتهامات الْمُتَبَادَلَةِ بين السودان وتشاد ، وعلى الرُّغْمِ من الاتفاقيات التي أبرمها الجانبان، إلا أنها لم تَنَل التنفيذ على أرض الواقع!
ومن بين هذه الاتفاقات، الاتفاقُ الذي تم توقيعه أوائل شهر مايو الماضي في الدوحة مع السودان ، والذي شَهِدَ بعد ساعاتٍ قليلةٍ من توقيعه تراشُقًا إعلاميًّا مُتَبَادَلًا، فضلًا عن حشود عسكرية، كُلُّ طَرَفٍ كان يَحْسِبُها على الآخر، ويُؤَكِّدُ أنها كانت تسعى إلى تهديد أَمْنِهِ القومي.
وفي حديثه لشبكة “الاسلام اليوم” يتناول موسى فكي محمد، وزير العلاقات الخارجية في تشاد، أبعادَ هذا الإخفاق المتكَرِّر للاتفاقيات مع السودان ، وما يتردد عن إيواء تشاد للمعارضة الْمُسَلَّحَةِ المعاديةِ للنظام السوداني إلى غيرها من التساؤلات التي طَرَحَتْ نفسها على مائدة الحوار التالي:
إيواء المعارضة المسلحة
كثيرًا ما يُوَجِّه السودان لكم في تشاد اتهاماتٍ بإيواء العديدِ من رموز المعارضة الْمُسَلَّحة أو من يَصِفُهم بالمتمَرِّدين ، ويذكر تحديدًا خليل إبراهيم ، فما تعليقكم على ذلك ؟
حملت الاتفاقية التي شهدتها الدوحة بندًا واضحًا في ضرورة وجودِ آليةٍ للمراقبة ، ولذلك كان ضروريًّا سريعًا تفعيلُ هذه الآلية ، ونحن في تشاد على أتِّم استعدادٍ للمراقبة ، وعلى السودان أن تُثْبِت المواقع التي تتواجَدُ فيها المعارضة السودانية الْمُسَلَّحة في تشاد ، سواء كانت قوات الدكتور خليل إبراهيم أو غيره، أو أية قوات أخرى معادية لها على أرض تشاد.
صحيح أن الدكتور خليل إبراهيم قد يأتي إلى إنجامينا بِطَلَبٍ من الوسطاء لِحَلِّ مشكلة دارفور ، ولكنه لايقيم في تشاد، فأخيرا قابل د. خليل ابراهيم المسئول الأمريكي بِطَلَبٍ من السفارة الأمريكية ، وسَمَحْنَا له بالمرور عبر الحدود ، ودخل للقائهم. وكانت نفس الترتيبات مع الوسيط الأفريقي الْمُكَلَّف من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي
كما أنه في بداية مشكلة دارفور بَدْءًا من 2003 إلى 2005 كان كُلُّ قادة المعارضة المسلحة يَمُرُّون عبر تشاد، وكانت الحكومة السودانية تَطْلُبُ من تشاد أن يمروا بتشاد، أو أن يُقِيموا بها، بَدَلًا من المرور والإقامةِ في دُوَلٍ أخرى هي دول جوار، لا أَوَدُّ أن أذكرها.
من هنا ، فمع استمرار التوتر بين السودان وتشاد، سيظل مِلَفُّ دارفور عالقًا بمشاكله، أليس كذلك؟ نحن ندعم أي مبادرة تقوم بها أي جهة لحل مشكلة دارفور؛ لأن من مصلحتنا في تشاد أن تستقر الأوضاع في دارفور، رُغْمَ ما يقوم به النظام السوداني تُجَاه تشاد.
وهذا الموقف هو مَوْقِفٌ مبدئِيٌّ بالنسبة لنا ولمصلحتنا في الوقت نفسه، ولمصلحةِ الاستقرار في المنطقة على وجه العموم.
وهل من أُفُقٍ لتطبيع العلاقات بين السودان وتشاد في المستقبل القريب؟
الكرة الآن في ملعب السودان ، فنحن أشِقَّاء وجيران وأهل ، وليست لدينا نِيَّةُ العدوان على السودان، ولذلك عليهم مراجعةُ أنفسهم؛ لأنَّ سَفْكَ الدماء في السودان أمْرٌ خطير، وله تداعِيَاتُهُ على دول الجوار، ولذلك لا بُدَّ من العودة إلى الطريق المستقيم.
فشل الاتفاقيات
وكيف تنظرون في هذا السياق إلى فَشَلِ الاتفاق الذي تَمَّ تَوْقِيعُهُ أخيرًا مع السودان في الدوحة؟
مع الأسف، فإنه، وفي اليوم التالي لتوقيع الاتفاق مع السودان في الدوحة ، وجدنا في الصباح مباشرةً، عبورَ مجموعاتٍ مسلحةٍ كثيرةٍ من السودان إلى تشاد، وهذه المجموعات متواجِدَةٌ في السودان منذ بضعة سنين، وتم تدريبها وتسليحها، ودخلتْ مرارًا وتَكْرَارًا إلى تشاد، وعبَرَتْ مرتين للعاصمة التشادية إنجامينيا، فضلًا عن عشرات المرات على المنطقة الحدودية.
وفي كل مرة، وعندما كنا ننجح في طردهم من الحدود، كان يأتينا الجواب بعدم تكرار ذلك. وعلى الرغم من توقيعنا حوالي أربع اتفاقيات على الأقل، بعد قِمَمٍ تمتْ مع الإخوة في السودان ، إذا بنا نُفَاجَأُ بمثل هذه الحشود السودانية.
ومن بين هذه الاتفاقيات اتفاقيات طرابلس والرياض، والتي تم توقيعُها في الكعبة الشريفة، عندما أقْسَمَ الرئيسانِ في مكة المكرمة ، وبعدها اتفاقية داكار ، ثم اتفاقية كان بفرنسا ، إلى أن كانت أخيرًا اتفاقية الدوحة، التي وقَّعْنَاها مع الإخوة في السودان.
ولكنْ في المجمل فإن الأمر يحتاج إلى نية ومصداقيَّةٍ لتفعيل الاتفاق؛ لأن السودان يحاول أن يَرْبِطَ بين مشكلة دارفور وما خَلَقَهُ من معارضةٍ عسكريةٍ للنظام في تشاد، على خلفية أن خِيَارهم في الخرطوم هو الإطاحَةُ بالنظام السياسي في تشاد من أجل حل مشكلة دارفور.
مقترحات لحل الأزمة
وما هو اقتراحُكُم لحل مشكلة دارفور، حتى يتحقق الاستقرار والسِّلْمُ في المنطقة، وهو ما يُمْكِنُ أن ينعكِسَ على تطبيع العلاقات بينكم وبين السودان؟
نحن نُؤَكِّدُ أن حل قضية دارفور بالطريقة التي يتحدث عنها السودان، والمشارِ إليها، هي طريقةٌ خاطئة ، فنحن كنا حُلَفَاء للحكومة السودانية ، واجتمعنا معهم في اجتماعاتٍ عدة، منها اجتماعات بشا الأول والثاني والثالث، ولذلك فقد عملنا ما في وُسْعِنَا لحل الخلاف، ولكن في زمنٍ ما رفضتِ المعارضة الْمُسَلَّحَةُ السودانية دورَ تشاد على اعتبارِ أن دَوْرَنَا غريبٌ ، وكأنه تم طَعْنُنَا من الخلف.
وهل حاولتم الاتصال بالجانب السوداني ليَشْرَحَ لكم أسبابَ تَدَخُّله العسكري في تشاد، كما ذكرتم؟
اجتماع الدوحة كان مُفْتَرَضًا أن يتم يوم 7 أبريل الماضي ، إلى أن تَمَّ تأجيله بطلبٍ من وزير خارجية الجماهيرية الليبية، ونُقِلَ إلى الإخوة في قطر أنّ هناك حشودًا من المعارضة السودانية الْمُسَلَّحة على الحدود مع تشاد، فحاولوا إبعادَ هذه الحشود لتهيئةِ الأجواء لِعَقْدِ اجتماع الدوحة، إلى أن تم التأجيل، واتَّفَقْنَا على يوم 28 أبريل، إلى أن جاء الوفد السوداني مُتَأَخِّرًا، فقمنا بتأجيلِ الاجتماع في الدوحة إلى يوم 30 أبريل الماضي .
ووقتها قلنا للمسئولين في قطر: إنكم تعرفون هذه المنطقة، وتَجْربَتُنا مع النظام السوداني لن تُؤَدِّي بنا إلى تفاؤل فائِقٍ ، ولكن تلبيةً للنِّيَّة الحميدة التي قمتم بها ، فإننا سنتجاوب معها.
وفي الحكومة التشادية اجتمعنا مساء اليوم التالي لاتفاق الدوحة ، وبعد الطوابير العسكرية السودانية ، وطَالَبْنَا الاتحاد الأفريقي بدراسة الموقف، وضرورة التزام السودان بما وقّع عليه من اتفاق.
وخلال وجودكم في قطر، هل حاولتم الاتصالَ بالمسئولين بها لإطْلَاعِهِم على تطورات ما حدث، بُغْيَةَ تفعيل الاتفاق، وتطبيعِ العلاقاتِ بينكم وبين السودان؟
حاولنا الاتصال بهم بالفعل ، وطلبوا منا الاتصال بالجانب السوداني، ولذلك فنحن نُقَدِّرُ الجهود القَطَرِيَّة بغرض تطبيع العلاقات مع السودان، ولكننا في المقابل لا نستغرب ما قامتْ به السودان ضِدّ تشاد، فهذا شأنهم مَعَنَا دائما.
وهل من الممكن أن يُؤَثِّر هذا في القمة التي كانت يُفْتَرَض أن تلتئِم في العاصمة الليبية بين رئيسَيِ البلدين؛ السودان وتشاد؟
أكيد؛ لأن الاتفاق ينُصُّ على الالتزام بالاتفاقيات السابقة، وتهيئة الأجواء للاجتماع المقبل، الذي كان مُفْتَرَضًا بين رئيسي البلدين، إلا أنّ ما قام به النظام السوداني أخيرًا لا يمكن له أن يُهَيِّئ الأجواء .
وعليه، وأمام هذه التطورات، فما الحاجة إلى عقد قِمَمٍ مشتركة، ما دام النظام في السودان لم يلتزم بالبدايات؟ ولذلك، ووَفْقَ هذه المؤشرات، فإنه يصعب أن نشاهد اجتماعًا على مستوى القِمَّةِ في طرابلس.
وهل يعني ذلك أن تطبيع العلاقات بين البلدين أصبح عسيرًا، ما قد يعيد الحملاتِ الإعلاميةَ بين السودان وتشاد؟
هذا مؤكد.. لأن السودان لم يَكُفَّ عن الدعاية ضد تشاد، ولهم قُدْرَاتٌ في الدعاية والإعلام، لكن في المقابل نحن ملتزمون أمام قولهم بأن ما يتِمَّ في تشاد هو شأن خاص به، وأنهم لايتدَخَّلُون في الشئون التشادية، وهذه أسطورة.. فهناك مُرَاقِبُون من الاتحاد الأفريقي يراقبون ما يجرى، بجانب القوات الفرنسية الموجودة، وهى قوات مُحَايِدَةٌ تراقب الأوضاع، وكل هؤلاء المراقبين يُؤَكِّدُون ما جرى من حشود سودانية على الحدود ، وهذا أمر مؤسف للغاية!
الإسلام اليوم