وزير الصحة السوداني الدكتور عبد الله تيه،”للمهمشين”:

وزير الصحة السوداني الدكتور عبد الله تيه،”للمهمشين”:

حوار:سحر رجب

* الفرصة مواتية للمركز في المحافظة على ما تبقى من السودان، بتقديم مزيد من الصلاحيات للولايات.

*الزمن كفيل بكشف صدق إفادات ويليكليس، حول وجود إيداعات بمبلغ 9 مليارات دولار،باسم الرئيس البشير.

*القومسيون الطبي السوداني يؤكد أن تكاليف علاج السودانيين بالأردن تتجاوز 600 مليون دولار سنويا.

*ميزانية الصحة لا تتجاوز 2،9 من ميزانية السودان مقارنة بوزارة الأمن والدفاع التي تتجاوز ال70% منها.

حوار:سحر رجب

التقت “المهمشين ” بوزير الصحة السوداني، الدكتور عبد الله تيه جمعه، القيادي بالحركة الشعبية، في حوار مطول وضعت خلاله عدة تساؤلات أمام الوزير تتجاوز مجال وزارته فيما تعلق بقضايا سياسية تبرز على الساحة السودانية والمصرية في الوقت الراهن وفى ظل استفتاء السودان، فأجاب عليها بشفافية ووضوح كما جاء في الحوار التالي:

*ماذا عن أحوال الصحة في السودان حاليا ؟

** سأقوم بتقديم ” تنوير أو تقرير في البرلمان السودانى قريبا، حول ما تم في هذا العام وخطة عام 2010 ، 2011 الذي يعتبر العام قبل النهائي من الخطة الخمسية للوزارة ، والخطة التي سنضعها ستكون للخمسة أعوام القادمة ، حيث أصبحت الصحة أمر يخص كل الولايات والحكومة المركزية، ولكن ضعف موارد الولايات فى السودان بجعلها غير قادرة على انجاز عملها بشكل مطلوب، مما يلقى عبئا كبيرا على الوزارة المركزية لسد النقص ، بالإضافة لوجود بعض الأمراض المفقرة اقتصاديا ، وتدل الأرقام على الزيادة في أمراض السرطانات والكلى، والتي يفترض المواطنون أنها مدعومة مجانيا من الوزارة، من خلال الميزانية العامة ، بالإضافة للحوادث التي تعتبر أمراض الطوارئ ولا تفي الميزانية باحتياجات المواطنين ، وآخر الحسابات تقول أن ميزانية الصحة لا تتجاوز 2،9 من ميزانية الدولة السودانية مقارنة مع وزارة الأمن والدفاع التي تتجاوز ال70% من الميزانية ، مما يضع وزارة الصحة في وضع حرج في ظل شبح الموارد .

*هل هناك تدنى في مستوى الطبيب السوداني مما جعل بريطانيا تقلل تقييمه الطبية ؟

** حدث هذا الإشكال فيما بين وزارة الخارجية السودانية ووزارة التعليم العالي البريطاني، ثم تم إزالة هذا الإشكال حيث خاطبت الخارجية السودانية بريطانيا وأزيلت اللبس الذى شاب هذه المسألة ، وهذا الحديث فيه تناقض حيث أن السودانيون يجتازون امتحانات ممارسة المهنة ببريطانيا، ونجد أن أكبر عدد من السودانيين يعملون في بريطانيا ، ونحن لا ننكر أن جزءا من هذه الإشكال جاء عن طريق تعريب المناهج الذي لم يقرر بشكل مدروس ، وأن مستوى الشهادة السودانية مازال هو نفس المستوى وأنها بكفاءة جيدة .

* كيف تسيرون عملكم مع المرضى الذين يعالجون خارج السودان؟

تساعد بعض الإدارات التابعة لوزارة الصحة، مثل القومسيون الطبي، في حالات السفر للخارج ونوعية المرض والدول التي يرغب المريض أن يعالج بها ، وحسب هذه التقارير عدد المرضى الذين يذهبون للأردن فقط 600 مليون دولار سنويا ، ورقم مماثل يذهب لعلاج السودانيين بمصر.

*بحكم عملكم السابق بالمجلس التشريعى للخرطوم مارؤيتكم حول الشريط الذى تم بثه لفتاة سودانية تجلد بالسياط؟

** هذه القضية يتمثل إشكالها في جانبين أولا تجريم المرأة في ملابسها، عن طريق ما يسمى بالزى الفاضح، وهذه هي القضية الأولى وأرى أن المشكلة ليست في قانون النظام العام، السودانى، وإنما تكمن المشكلة في القانون الجنائي الذي توجد فيه هذه المواد ، حول الزى، الذى يتم تطبيقه من قبل البعض فى الدولة السودانية حسب رغبته وعدم انضباط فى السلوك المهني احيانا مما يقود الناس لهذا الاتجاه الذى صوره الشريط ، حيث ظهر جانب تشفى في تنفيذ العقوبة ولم يطبق كحد ، وكذلك أماكن الضرب وغيره ، ويرى الناس أن هناك عدد من النساء عوقبوا بذات القضية ولم يجلدوا مثلما حدث مع الصحفية لبنى حسين التي لم تعاقب بالجلد بعد دعوة كل أصدقائها ليروها وهى تجلد ، والسبب أن أن هناك من كان يقف خلف لبنى حسين، مما يمثل عدم المساواة في تطبيق القانون والكيل بمكيالين وأعتقد أن الانزعاج الذي انتاب الجميع يعود لكشفهم لصورة قاتمة من الممارسات في النظام السوداني ،وأرى أنه ليس هناك ما يبرر ما حدث ومحاولة تطبيق عشوائي للقانون في دولة متنوعة مثل السودان كما أن سلوك المجتمع لا يمكن في زى المرأة .

* هل تحد تصريحات الرئيس البشير من وجود الجنوبيين في الشمال بعد الاستفتاء ؟

**أنا مع احترامي لكل ما هو عربي ومسلم، إلا إنني لست بعربي بل أنا من جبال النوبة ، وهذا لا يعنى أن لدى مشكلة ضد كل من لا ينتمي لإ ثنيتى ، فالتنوع نعمة وليس ضار ولكنه إذا استغل بشكل سلبي سيكون ضار وما قاله الرئيس البشير يعنى لكثير من أبناء الإثنيات الأخرى إذا أردتم الحديث عن التنوع فعليكم حمل السلاح أولا.

*هناك من يرى فى العروبة ثقافة وليست عرق بدليل وجود السودان وجزر القمر والصومال وجيبوتي في منظومة جامعة الدول ؟

**محاولة إظهار العروبة كثقافة أو لسان ليس بصحيح وأنى من حقي أن أتعلم الثقافات الأخرى كلغة ولكن ليس ثقافة كما هو حال اللغات في كثير من الدول ، ولو كان هكذا يؤخذ الأمور كنا أدخلنا الدول الأفريقية التي تتحدث الفرنسية ضمن الفرانكفونية ، والدول الأفريقية التي تتحدث اللغة الانجليزية كنا أدخلناها ضمن الدول الانجلو ساكسونية ،الا ان هذه الدول ظلت مستعمرة فقط فى أفريقيا ولم تغفر لها لغاتها البقاء وفرض ثقافتها على الدول الافريقية. وبعض الناس عندما فهموا هذا الجانب وأهمية ثقافة الآخرين ولغاتهم مثل الكنيسة الكاثوليكية ترجموا الإنجيل والترانيم للغاتهم المحلية أو لهجاتهم المحلية، ليظهروا لهم فقط انهم ليسوا بعيدين عنهم.

وأن إظهار العروبة كلسان فقط فيه ظلم للآخرين، من ذلك ان الشاعر محمد مفتاح الفتيورى يعد نموذج الذي مدح كل انتماءاته كعربي ،وتفاجأ في آخر العمر إلى أنه ليس عربيا ومال في الشعر لمدرسة آخري هي مدرسة الغابة والصحراء،عندما أراد الانتماء لمدرسة الغابة يشعرك بأنه لم يرد الانتماء لمدرسة الغابة إلا هروبا من الكبت الذي يجده في مدرسة الصحراء .

* نسبة لانتمائكم لجبال النوبة ما رؤيتكم حول المشورة الشعبية ؟

** هي فرصة مهمة لولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق وفرصة للمركز لتحسين تعامله مع هذه المناطق ويمكن أن يكون نموذج لتعامل المركز مع الولايات في بقية السودان ، وإذا فشل بانفصال جنوب كردفان قد يقود لصراع بين المركز والولايات بشكل عام ‘ وهى لم تعد كالسابق تستطيع التنازل عن حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فالفرصة مواتية للمركز في المحافظة على ما تبقى من السودان بإعطاء هذه الولايات مزيد من الصلاحيات لإدارة شئونها ومزيد من الموارد .

* ما هي قراءة سيادتكم لزيارة الرئيسين المصري والليبي للخرطوم ؟

**أن الأجواء في السودان مشحونة بدرجة كبيرة بسبب استفتاء جنوب السودان المزمع في 9 يناير 2011، وزيارة الرئيسين ” المصري والليبي ” تأتى في محاولة لجعل الاستفتاء يجرى بشكل سلمى ويتم تقبل نتائجه سواء كان اختيار الجنوب للوحدة أو الانفصال، أن أهمية زيارة الرئيسين تنبع من هذا المنطلق ، كما أن هناك بعض المقترحات التي قدمت من الطرف المصري، منها ضرورة أن يكون هناك حكم كونفيدرالي بين شمال وجنوب السودان ، ولكن هذا الطرح قد قوبل بالرفض،انه من المجدي أن يكون هناك تبادل للآراء حتى لو جاء الاستفتاء بانفصال الجنوب عن الشمال يجب أن يأتي دون أي صراعات ،كما أن هناك حوار قائم بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، حول ما يسمى بالقضايا المشتركة أو المتداخلة، والتي منها ” البترول الذي يأتي معظم إنتاجه من جنوب السودان ، بينما نجد خطوط وأنابيب تصديره تمر عبر شمال السودان ،كما أن هناك التجارة بين الشمال والجنوب باعتبار أن الجنوب سوق لأعلب المنتجات الشمالية ، وكذلك الرعاة في الشمال الذين يذهبون للجنوب ، والجنسية ، والمواطنة ، والعمل على كيفية جعل هذه القضايا جاذبة للحفاظ على العلاقات بين البلدين ( شمال السودان وجنوبه ).بالتالي فأن القمة الثلاثية بالخرطوم لها أكثر من هدف.

ويرى وزير الصحة السوداني، انه إذا تم التوصل إلي حل في هذه القضايا، فأن ذلك سيمهد لجعل الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان، يسير بشكل سلس وسلمي، ويمهد لجبال النوبة والنيل الأزرق، مواصلة حل قضاياهم عبر المشورة الشعبية في شكل سلس كذلك، وما نخشاه أن وجود أي توتر أو إشكالات خلال الاستفتاء ينعكس بشكل مباشر على المنطقتين ويؤثر على المشورة الشعبية.

*أفاد موقع ويليكليس،وجود إيداعات بمبلغ 9 مليارات دولار،باسم الرئيس البشير،من أموال السودان فى بنوك غربية ؟

** ليس لدي تعليق على هذا السؤال ، ولكن الزمن كفيل في أن يثبت صحة او كذب كل هذه الأشياء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *