قال وزير خارجية السودان يوم الجمعة إن بلاده قد تواجه احتمال مقاطعة الجنوب للانتخابات العامة القادمة لانتخاب مجلس تشريعي على المستوى القومي اذا لم يحل خلاف حول بيانات التعداد الذي أجري العام الماضي. ويتهم جنوب السودان الشمال بالتلاعب في نتائج التعداد لحرمان الجنوب من تمثيل كاف في البرلمان يتناسب مع حجمه من أجل اصدار تشريعات في صالح الشمال. ويسلط الخلاف بين الشمال والجنوب الضوء أيضا على أهمية الموارد النفطية في المنطقة والتي تعد مصدرا حيويا للدخل بالنسبة للحكومة السودانية.
وتقدر أرقام التعداد عدد السودانيين الذين يعيشون في جنوب السودان بحوالي 20 في المئة من اجمالي السكان مما اثار غضب زعماء الجنوب الذين يشيرون الى احصاءات سابقة قدرت العدد بحوالي ثلث السكان.
وجرى تأجيل المحادثات بين الجانبين للتوصل الى توافق ومن المتوقع أن تستأنف في الشهر القادم.
وقال دينق ألور وزير خارجية السودان وهو من الجنوب لرويترز على هامش اجتماع للاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا “يجب أن يحل والا فان الجنوب لن يشارك في انتخابات البرلمان القومي.
“انني واثق من أن هذا الخلاف سيحل لانه ليس من مصلحة (حزب) المؤتمر الوطني ألا يشارك الجنوب في الانتخابات البرلمانية على المستوى القومي.”
وقال ألور إن الجنوبيين يخشون من أن البرلمان الذي يسيطر عليه مشرعون من الشمال سيطيح ببنود اتفاق السلام الذي وقعه الشمال والجنوب في عام 2005 مبررا مقاطعة الانتخابات البرلمانية القومية المقررة في أبريل نيسان القادم.
وقال ألور “هناك اعتبارات سياسية وراء ذلك… هناك احتمال لان يغير البرلمان الوطني اتفاقية (2005) بل ويغير حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان اذا لم تكن هناك أقلية كبيرة (داخل البرلمان) تحول دون ذلك.”
وتخشى منظمات المجتمع المدني والاتحاد الافريقي أن تهيئ الخلافات في السودان المسرح لاعمال عنف أثناء الانتخابات أو بعدها.
وقال ألور “الجميع مدرك لهذا. الجميع يعرف أنه وضع متفجر. الجميع حريص جدا على حل هذا الخلاف وحله بشكل ملائم. لا أحد يريد الحرب ولا أحد يريد انعدام الامن.
“وبينما نقر بأن الوضع مشوش – ويشبه برميل بارود – ما زلنا نتطلع الى امكانية التعامل مع الخلافات وحلها.”
وأضاف ألور أن المشكلات تتمحور حول قطاع النفط في البلاد حيث تنشط الشركات الاجنبية.
وقال “السودان يعتمد على عائدات النفط والسودان أهمل العائدات غير النفطية. 90 في المئة من ميزانية السودان تعتمد على النفط و90 في المئة من النفط في الجنوب.”
واضاف “وعليه فان الشمال سيكون في وضع اقتصادي سيء للغاية اذا انفصل الجنوب في عام 2011 ومن ثم فان سياسات المال هي التي تقف في قلب هذا الخلاف.”
وأضاف وزير خارجية السودان أن العلاقات بين السودان وتشاد تحسنت بعد خلافات مريرة في السنوات الاخيرة.
وقال “العلاقات بين السودان وتشاد طيبة. على الاقل تقلص مستوى العداء السياسي وقمنا بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
أديس أبابا (رويترز)