جوبا تشيد بمداهمة السلطات السودانية منزل أحد قادة الميليشيات الجنوبية.. وتصفها بالخطوة الجادة
لندن: مصطفى سري
وصفت جمهورية جنوب السودان طرد الحكومة السودانية لقائد الميليشيا الجنوبي جيمس قاي واعتقال (5) من ضباطه وعدد (24) جنديا أمس بالخطوة الجادة. ونفت جوبا في المقابل وجود أي قيادات معارضة سودانية في بلادها، وأبدت استعدادها لتقديم المساعدة في حل المشكلة بين الحركة الشعبية في الشمال مع الخرطوم.
وقال الدكتور برنابا مريال بنجامين وزير الإعلام والبث الإذاعي في جنوب السودان والمتحدث الرسمي باسم الحكومة لـ«الشرق الأوسط» إن مداهمة السلطات السودانية منزل قائد الميليشيا الجنوبي جيمس قاي ومحاولة اعتقاله تعتبر خطوة جادة من جانب الخرطوم في إطار تنفيذ الاتفاق الذي وقعه رئيسا البلدين عمر البشير وسلفا كير ميارديت الأسبوع الماضي في أديس أبابا، وأضاف أن خطوة الحكومة السودانية تؤكد ما ظلت تردده جوبا قبل توقيع الاتفاقيات معها بوجود دعم وتحريك ميليشيات ضد جنوب السودان حتى وقت قريب، وقال «وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين اعترف بأن قواته قامت بإسقاط جوي لميليشيا ديفيد ياو ياو لكنه قال: إنها أغذية»، وتابع «على كل هذا اتجاه جديد من السودان نقدره وندعمه وسنمضي معا في تنفيذ الاتفاقيات التي وقعناها معهم»، وقال: إن الخطوة تعزيز للثقة في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة.
ونفى بنجامين أي وجود لقوات الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية في الشمال في بلاده، وقال: إن الاتفاقية وضعت آليات للمراقبة سواء في الحدود بين البلدين أو غيرها وإن الطرف الآخر سيعرف إن كان هناك وجود لقيادات أو قوات من المعارضة في جنوب السودان، وأضاف «ليس هناك وجود لمعارضة مسلحة ولا نسمح لها بالانطلاق من أراضينا ونحن جربنا الحرب خمسين عاما ولا نريدها أن تعود مرة أخرى»، مشيرا إلى وجود لاجئين من منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان مسجلين لدى المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة وليس لديهم أي نشاط سياسي أو عسكري، مبديا استعداد جوبا للعب دور في حل المشكلة في المنطقتين، وقال «لا بد من حل المشكلة سياسيا والرئيس سلفا كير يمكن أن يقدم مساعداته في ذلك لأننا لا نمكن أن نساعد بالحرب في حل المشاكل وحرب خمسين عاما انتهت وإلى الأبد»، وأضاف «لا بد أن يعيش البلدان وكل المنطقة في سلام»، وقال «نحن متفائلون في أن تمضي الاتفاقيات إلى خطوات أخرى جادة لا سيما بعد حل مشكلة منطقة أبيي وترسيم الحدود»، وتابع «لا بد من حل قضية أبيي وننتظر قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بنهاية الشهر الحالي».
وكانت السلطات الأمنية السودانية قد داهمت منزل القائد الجنوبي المعارض لحكومة الجنوب والمدعوم من حكومة الشمال جيمس قاي الكائن في مدينة أم درمان، ويحمل رتبة (لواء)، بعد تبادل لإطلاق النار مع ما تبقى من قواته.
وذكرت تقارير صحافية أمس هروب قاي الذي يترأس حركة تحرير جنوب السودان، أول من أمس إلى جهة غير معلومة حيث تبعه بعض من أفراد ميليشياته، فيما اقتادت قوى الأمن 5 ضباط و70 فردا وضبطت 5 مدافع ثقيلة.
واعتقلت الأجهزة الأمنية 24 من أفراد الميليشيا بعد مداهمتها منزلين متجاورين بالمنطقة التي طوقتها، منذ ظهر الأحد، بعدد كبير من السيارات والجنود ووضعت قوة الأمن يدها على عربة مليئة بالأسلحة، وسط حالة من الذعر عمت قاطني المنطقة بعد تبادل إطلاق النار.
وكانت حركة تحرير جنوب السودان قد رفضت الاتفاقيات الموقعة أخيرا بين حكومة السودان ودولة الجنوب في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، خاصة اتفاقية الترتيبات الأمنية والتي تنص على منع تحركات المعارضة المسلحة في البلدين، وقال مصدر أمني إن عملية المداهمة محاولة من الحكومة لتجفيف العاصمة من الميليشيات التي تقاتل حكومة الجنوب، وأضاف أن السلطات الأمنية استولت على (8) سيارات وعشرات الأسلحة الصغيرة.