وردي فنان جنوبي وسوداني!!!
بلغني الأن فجيعة رحيل المبدع والفنان الكبير جداً محمد وردي. أول ما خطر بذهني وانا اطوف به في شوارع جوبا حينها في الأمسية السابقة لإحتفال إستقلال جنوب السودان، حيث طلب مني خليني أشوف جوبا، وكان أن حضر حينها
للمشاركة في ذلكم الحدث الكبير المهيب لميلاد دولة جنوب السودان. قال لي حينها فيما معناه انا ” ما فاضل لي عمر كتير ودي بلدي، شوف الهواء دا نضيف كيف؟ داير لي واطه هنا في جوبا دي أربط اولادي بها لانها لو مشت هسع بسبب ناس الخرطوم ديل وسياستهم بيجي يوم أكيد حنكون سوا…. الرابطنا بالجنوب ما بقدر المؤتمر الوطني يقطعوا”.
المفارقة العجيبة الثانية في إبداع وإختراق محمد وردي للوجدان السوداني، جنوبه، شماله، شرقه، غربه ووسطه، بل في تجاوزه للسياسة وتهكمه عليها، حين شارك في حفل العشاء الذي أقيم بمناسبة ميلاد دولة جنوب السودان بجوبا وبمشاركة كل، اعني كل، قيادات الاحزاب السياسية، جنوباً وشمالاً بإستثناء المؤتمر الوطني، وغنى حينها اغنية أصبح الصبح، ورقص عندها حتى شيخ الترابي، تفاعل الجنوب والشمال الى حد دهشة الغرباء عن ذلك الوجدان،
الوجدان الذي خلقه وردي وحده، الوجدان الذي دعا الجنوبيون في لحظة تحررهم وميلاد إستقلالهم، ان يقولوا : الجنوب لن يحتفظ فقط بالعلم القديم للسودان الموحد كما طالب رئيس الجنوب من رئيس الشمال، حيث قال شعب الجنوب
سنحتفظ أيضاً بمحمد وردي فهو منا. وردي فنان جنوبي، نوبي، سوداني شمالي!
مرفق بعض الصور التي إلتقطها عند إحتفاء وإحتفال المبدع الفنان العظيم بميلاد دولة جنوب السودان في 10 يوليو الماضي.
منعم الجاك