ورحل صديق مساليت

ورحل صديق مساليت

كلمة الأستاذ/ عبدالعزيز أبونموشة رئيس الجبهة الشعبية الديمقراطية للعدالة والتنمية
فى الإحتفال بإحياء الذكرى الأولى لإستشهاد القائد/ صديق مساليت رئيس هيئة أركان حركة/ تحرير السودان.

السادة/ قيادات وممثلى المقاومة الدارفورية بمختلف مقاماتكم ومسمياتكم.
السادة/ مؤتمر الشرق الديمقراطي.
السادة/ إتحاد عام روابط دارفور بمصر.
السادة/ إتحا عام روابط دارفور بالحركة الشعبية.
السادة/ رابطة أبناء المساليت بمصر.
السادة/ مركز عزة لتنمية المرأة والطفل.
السادة/ إتحاد عام نساء دارفور.
السادة/ مركز الأب فلب غبوش للسلام والتنمية.
السادة/ مركز السودان المعاصر.
السيدات والسادة:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أرجو أن تسمحوا لى أن أتقدم بأجزل التحية لقوات ثورة المهمشين الباسلة تحت أى مسمى كان وفى شتى ميادين النضال المختلفة، وأن نجدد العهد مع شهدائنا الكرام الذين سطروا بدمائهم الذكية أسمى آيات الصمود والنضال وأن نترحم على أرواحهم الطاهرة ، متمنين عاجل اشفاء لجرحانا والحرية للمعتقلين والمحكومين ظلما والتحية لأهلنا وشعبنا فى معسكرات النزوح واللجوء وفى معتقلات سجون النظام، كما نتقدم بالشكر والإمتنان لرابطة أبناء المساليت التى هيئت لنا هذا المكان.

الحضور الكريم
التاريخ لحظات حاسمة وللرجال الأشداء والشرفاء مواقف ولا ينال هذه المواقف إلا من يستحقها، مواقف هؤلاء الرجال هى من صنعت وتصنع التاريخ الشعوب، ولنا فى التاريخ رجال غيرو مجراه وأصبحوا رموزاً يقتدى بهم.

فتاريخنا الدارفورى مليئ بهذه المواقف المشرفة والبطولية، التى تصدت للظلم والعدوان على مختلف حقب التاريخ والذى شكل لنا تراث نضالى كبير نستمد منه قوتنا وصلابتنا فى تصدينا اليوم للعقلية المركزية المستعمر الجديد.
القائد صديق مساليت
نجتمع اليوم في تأبين المناضل البطل الشهيد  القائد صديق عبدالكريم ناصر الوجه البارز والحاضر والقوي في الثورة الدارفورية، وقد إعتمدنا هذا التاريخ 28/ 10/2009 لإحياء ذكرى إستشهاده وشهداء بورو الأماجد لأننا لا نعلم على وجه الدقة تاريخ تنفيذ المآمرة نسبة للتعتيم الإعلامى الذى صاحب إغتيال القائد ورفاقه بقصد إخفاء معالم الجريمة والتستر على الجناة، حتى فاهت رائحة فعلهم النتنة.

كان القائد صديق مساليت منفتحا على الاخرين بكل إنتمائاتهم القبلية وتجليلتهم الفكرية وكل قادة الفصائل الدارفورية، دون ان يشعر احدا من هؤلاء ان للقائد صديق موقفا مسبقا منه لانتمائه القبلى أو الثورى أو الفكرى. الا ان يد الخيانة باغتته، فتم تصفيته لصالح النظام، فكان فقده خسارة كبيرة لثورة المهمشين احس به شعبه فى معسكرات اللجؤ والنزوح اصدقاؤه وحلفاؤه مثلما أحس به أهله ورفاقه في النضال  وكل الذين قدروا مواقفه الشجاعة ونبل أخلاقه.

وان روحه الطاهرة حاضرة بيننا ترفرف على اجتماعاتنا ولقاءاتنا تحثنا الخطى لمواصلة النضال، والتعاضد من أجل إسترداد حقوق شعبنا المسلوبه، وتشعرنا بإن  دارفور للدارفوريين بمختلف مكوناتهم الإجتماعية والثقافية والسياسية.

لله در هذا الشعب الأبى…كلّما فقد بطلا من أبطاله إلاّ وقام مقامه بطل أبلى بلاءه أو زاد عليه.
فبالأمس لما ودّع شعب دارمساليت السلطان تاج الدين قاهر الفرنسيين ربما ُوجد من ضعاف الإيمان من يقولون:من أين لنا بمثل السلطان تاج الدين؟!… ليأتى السلطان بحر الدين ليقدم إنجازاً سياسيا كبيراً على الإطلاقً بتوقيع إتفاقية قلانجى ليحقق حق تقرير مصير شعبه ومحافظاً على السودان بحدوده الحالية، ثم المناضل عبدالله السحينى  الذى إحتل أورطة نيالا 1921م وقتل قائدها ماكلين وغاب السحينى ليعيد التاريخ نفسه مع الفرشة إبراهيم دارفورى الذى دخل فى مشادة كلامية طلب فيها من الزبير محمد صالح مغادرة أرض أجداده عندما كان الأخير فى زيارة إلى الجنينة فى العام 1997م ووضح جليا إنحياز الزبير لمجموعة عرقية معينة، وغاب دارفورى ليأتى آدم بازوقة ليبهر العدو ببسالته وشجاعته، ثم غاب بازوقة فتلاه الشهيد عبدالله ذنبور ويعقوب كنقور وهكذا لم يعجز الشعب يوما عن رفد ساحات النضال برجالات وأبطال كثر من إجل الحرية والعدالة والإنعتاق.

واليوم يغيب عنّا و يغادرنا حبيبنا وقائدنا و شهيدنا ” صديق مساليت ” ـ نحسبه والله حسيبه ـ بعد أن فتح جبهة جديدة للقتال فى أقصى جنوب دافور لطالما تخوّفت منها حكومة الخرطوم و حلفاؤها وعملاؤها.

أيها القائد
لقد شاءت الأقدار أن تفارقنا و أنت في قمة عطائك الثورى، وكنت تعد العدة للجولة الحاسمة مع الطغمة الحاكمة فى الخرطوم بعد أن إجمع كل المكون الإجتماعى لدارفور على لوائك..

لقد اختطفتك يد الغدر والخيانة لصالح عدو شعبك فى دارفور مرتكبى جرائم الإبادة الجماعية فى حقهم لأن العدو يحسب لك ألف حساب ويعرف قدرك وقوتك وشراستك فى ساحات الوغى لوحدك، فكيف بك وأنت تقود وحدة أبناء دارفور؟.

أيها القائد الحاضر
إن من يريد أن يتحدث عنك حديث رثاء و تأبين، يعجز لسانه و يجف قلمه و لا يجد الكلمات المعبرة، لأنه مهما حاول انتقاء الألفاظ  وأوتي بلاغة في البيان أو فصاحة في اللسان، فلا يمكنه إنصافك و ذكر خصالك و مآثرك. بل و يصعب تتبع سيرتك الحافلة في ميدان النضال من أجل الحرية والإنعتاق والتي لك فيها صولات و جولات من قبل أن تتفجر الثورة فى دارفور، تبقى على الدوام تضيء بأفكارك و تشرق بأسلوبك و تشع بإخلاصك و تنبئ عن حركتك و نضالك الجاد المخلص، الذي يبقى نبراسا يحتذى به.
لقد رأيت النور في مدينة مستريه بدار مساليت بولاية غرب دارفور، فى الأول من يناير 1979م (شهادة كل المهمشين الذين يأرخ لميلادهم بيوم الإستقلال)، كنت مناضلاً منذ نعومة أظافرك حيث شاركت بفاعلية فى حماية أهلك حول مستريه والقرى المجاورة لها من هجمات الجنجويد فى منتصف التسعينيات وأنت لم تبلغ الحلم بعد، ثم إلتحقت بقوات الشعب المسلحة السودانية فى العام 1999م سلاح المدفعية لتأهل نفسك عسكرياً لقيادة الجولة الحاسمة مع مغتصبى أرض الأجداد، فلم تلبث أن إلتحقت بالثورة عندما تقلدت مدفعك وأعلنت إنضمامك للثورة أمام القائد العام لحركة جيش تحرير السودان القائد الشهيد عبدالله أبكر مع بداية الثورة، وتركت بسماتك الواضحة فى ملحمة الفاشر ومتورد بجنوب دارفور وكل العمليات العسكرية التى خاضتها حركة جيش تحرير السودان فى دارفور وخارجها، وشاركت فى مؤتمر حسكنيتة 2005 حيث تقلدت منصب قائد ثانى الشرطة العسكرية، ثم أعلنت إنسلاخك المبكر من الحركة فور توقيع إتفاقية أبوجا تحت مسمى حركة جيش تحرير السودان للعدالة والتنمية.
تلك الإتفاقية التى فى نظرك غير ملبية لطموحات شعبك ولم يسترد الحقوق والأرض المغتصبة، فخضت معارك ضارية فى منتصف العام 2006 حتى تمكنت من بسط سيطرتك الكاملة على منطقة دفاق وكل الشريط الموازى من ديم بشارة حتى أم دافوق فكان لا يُسمع صوت رصاصٍ فى تلك
إعلان الوحدة فى جوبا ديسمبر 2007
السنة إلامن ناحيتك، وشاركت فى مؤتمر جوبا فى العام 2007م أملاً فى لم شمل الحركة والمناضلين والذى كان يؤرقك كثيراً تمزقها، فكنت أول من تنازل عن الألقاب والمسميات وعمدت على تفكيك مؤسساتك السياسية والعسكرية دفعاً للثوار تجاه الوحدة وأول من ناديت لها، فكان لك شرف تبؤ مقام رئيس هيئة الأركان لتلك الوحدة تقديراً لقدراتك العسكرية ومواقفك المشرفة، ولكن الأعداء كانوا يتربصون بك، فكانوا يدبرون المؤامرات وأنت بصدق القائد لم يدر بخلدك مثل هذه الفكرة الماكرة فكانت الخيانة العظمى للقضية بتصفيتك فى تآمر عنصرى بغيض.

أيها الرفيق القائد
أمام هذه السيرة العظيمة، أعرف أنه لا يمكنني في هذه العجالة أن أنصفك و أوفيك حقك بمثل ما أنصفت به جميع من رافقوك فى النضال، سواء بحسن وحيادية معاملتك أو إرشاداتك وبلائك فى القتال. فقد اإستبسلت فى كل المعارك من أقصى شمال دارفور إلى أقصى جنوبها، و كنت رحمك الله، مَثل الجميع في التضحية و أخلصهم إيمانا بعدالة القضية و أشدهم يقينا و أعظمهم عناء و أكثرهم خلقا و فضلا و هديا.

أيها القائد
فارقتنا، و نحن لا نزال في أمس الحاجة إليك وإلى مواقفك و قيادتك. كيف لا و حياتك كلها إنضباطاً ، درسا في الأخلاق الكريمة و العواطف النبيلة و السلوك القويم، و كنت تتحلى بصفات الكفاءة والقدرة على القيادة و الرزانة و سعة الصدر و هدوء الفكر و عفة اللسان، و التحكم في العواطف و مقاومة الأهواء و الإحساس بالقيام بالواجب، و مثابرا على استرجاع ثقة المواطن في  ثورته عبر وحدة الصف الثورى، مؤمنا بإرساء قواعد دولة ديمقراطية جميع مواطنيها فيها سواء فى الحقوق والواجبات تحت دولة السودان الموحد بأرادة شعوبه

أيها القائد
إن الموت حق و هو سبيل الماضين و الغابرين و مورد الخلق أجمعين، و في أنبياء الله و سالف أوليائه أفضل العبرة وأحسن الأسوة.

لكل اجتماع من خليلين فرقة و كل الذي دون الممات قليل
و أن افتقادي واحدا بعد واحد دليل على أن لا يدوم خليل

ايها القائد الجسور
إنه لنعم الروح، روح ضمه بدنك و لنعم البدن، بدن ضمه كفنك. ونعم الكفن كفن الشهادة.
و اليوم إذ نقف جمعينا رفقاء النضال والمشردين والنازحين والاجئين والفاقد التربوى… نساءً ورجالاً شيوخاً وأطفالاً. إجلالا و خشوعا أمام روحك الطاهرة، فإن عزاؤنا و عزاء أهلك وشعبك و جميع من عرفك و أحبك، هو التمسك بمبادئك والإيمان بعدالة ومشروعية مطالب شعبك الذي ناضلت من أجلها، في إنكار ذات وتجرد، شجاعة، صبر و صلابة في الحق، حزم وعزم  و تواضع مع قوة.

الحضور الكريم
نحن لا نزعم أن رحيل هذا الجبل الأشم و القمة الشامخة ليس فيه خسارة للثورة والشعب..
ولكن نقول أن هذا ثمن اختار شعب دارفور أن يدفعه عن طواعية وطيب نفس مقابل أن ترتوي شجرة الحرية والديمقراطية بما تحتاج من الدّماء حتى تستغلظ و تستوي على سوقها فتورق أغصانها مؤذنة بعودة كرامة شعبنا فى دارفور و مهمشين السودان بوجه عام.

إن مصيبة الفقد، و إن جل خطبها و عظم على النفس أثرها، فإن الله تعالى ليعد بحسن الصبر فيك و حسن العوض عنك و كفى بالصبر فضلا أن يُخص صاحبه بما أُختص به النبيون و الملائكة المقربون. ولكن فجيعتنا إنك قتلت غدراً بأيدى من تحسبهم من خلصائك.

فنحن اليوم نعاهدك وننجدد البيعة بأن رسالتك ماضية ما حيينا وكما كنت تتنبئ بأن القضية ليست بالضرورة أن تُحل فى حياتك ولكن المهم عندك أن تكون الرسالة باقية تتنقل عبر الأجيال حتى تتحقق الحرية، كما ستظل وحدة الصف الثورى شغلنا الشاغل كما كنت دائما تدعو لهاً.

الحضور الكريم
أن التآمر على القائد صديق لم تكن المرة الأولى ،حيث تآمر بعض منتسبى الإتحاد الأفريقى الذين يعملون لصالح النظام علية فى ديسمبر2007م مع نهاية المؤتمر عندما هبطت الطائرة التى تقل وفد مجموعته المشارك فى أعمال مؤتمر جوبا فى رحلة العودة فى غير المكان المحدد لها عبر GPS على بعد 150 كيلو  متراً من موقعه داخل أدغال أفريقيا وتركهم كذلك لمدة ثلاثة أيام فى أرض مقفرة موحشة لا ماء فيها ولا حياة، والغريب فى الأمرإن منظمى المؤتمر لم يحركوا ساكناً لإنقاذ الموقف، ظنا بأن صديق ضمن المجموعه ولحكمة يعلمها الله تخلف صديق عن تلك الرحلة.

فالتآمر لم يكن قاصراً على صديق فى شخصه بل كان تآمراً على تنظيمه المقاتل الشرس بأكمله فتم إعتقاله و16 من قادة فصيله والذج بهم داخل سجون إستخبارات الجيش الشعبى وتصفيتهم فى مثل هذا الشهر من العام الماضى، حتى زوجته لم تسلم من تلك المآمرة فوافتها المنيه بعد  بضع شهور من الحادثة متأثرةً بهول الموقف حيث كانت شاهدةً على أعمال الدهم والتعسف فى الإعتقال. والرفاق الذين تم تصفيتهم مع المناضل البطل صديق مساليت هم:
1.     القائد أركان حرب الرئاسة/ اسحق آدم يحى       قريضة                    جنوب دارفور.
2.    القائد/ يعقوب أبوشعير                                 أم دخن                     غرب دارفور
3.    القائد/ أحمد أبوبكر أحمد                              قوكر                        غرب دارفور.
4.    القائد/ جمعة محمد أبكر                               سيسبان                     جنوب دارفور
5.    القائد/ إبراهيم آدم عِتره                               دفاق                        جنوب دارفور.
6.    القائد/ أحمد آدم اللاوية                                 ”                               ”      ”
7.    الفائد/ أبوالقاسم إبراهيم                             جويغين                          ”      ”
8.    القائد/ عبدو إبراهيم                                  إليبو                              ”      ”
9.    محمد سينين                                          دفاق                               ”      ”
10.    آدم عمر                                                 ”                                 ”      ”
11.    إبراهيم إدريس                                       مايو                           ولاية الخرطوم
12.    عمر زكريا قمر                                     دفاق                            جنوب دارفور
13.    عبدالعزيز ود العمدة                               بليرة                             جنوب دارفور

ومن الذين تم أعتقالهم ونجو من مؤامرة التصفية:
1.    شخصى الضعيف وكنت أشغل منصب مدير مكتب رئيس هيئة الأركان صديق مساليت
2.    قائد الشرطة العسكرية/ بابكر عبدالرحمن عبدالعزيز وهو من اردمتا بغرب دارفور
3.    القائد/ الصادق أرباب                          سيسبان                          جنوب دارفور

جماهير الثورة وشعب دارفور
أن فخامة الرفيق الفريق أول سلفاكير كير ميارديت رئيس حكومة الجنوب مطالب أخلاقياً بتمليكنا نتائج لجنة التحقيق المزعومة والكشف عن حيثيات ملابسات إغتيال القائد صديق مساليت تحقيقاً لمصداقيته، خاصة فى ظل إعترافهم بتورط أفراد من الجيش الشعبى بتصرفات فردية فى حادث الإغتيال، فنحن نعتبر أن قضية إغتيال القائد صديق مساليت لم تنتهى بعد.

الحضور الكريم
أن السلام خيار إسترتيجى للجبهة مع إحتفاظنا بكل الخيارات مفتوحة أمامنا ونعمل بكل جد من أجل وحدة الثورة وضمان التعايش السلمى بين مكونات شعب دارفور الإٌجتماعى فلا أمل لحل قضية شعب دارفور فى ظل الإنقسامات التى تعيشها المقاومة الثورية فى دارفور فلا يعقل الجلوس على مائدة التفاوض ونحن أطراف عدة.

أن تعدد المبادرات لا تستطيع أن توحد الحركات الدارفورية فعلى الرفاق العمل بأنفسهم من أجل الوحدة وعليهم تهيئة الأجواء لذلك عبر وقف الملاسنات من خلال وسائل الإعلام وإدعاء الكل الشرعية دون الآخر، فدارفورومطالبها العادلة والمشروعة وما يتم تحقيقه من خلال التفاوض لكل أهل دارفور الذين حملوا السلاح والذين لم يحملوا، علينا أن نقبل بعضنا البعض لنجلس لندرس أسباب الإنقسامات بكل صراحة ووضوح لنضع لها الحلول الجذرية فشعبنا يعانى ويريد حلاً سريعاً لمعاناته، فقوتنا وإنتزاع حقوقنا وبناء دارفورنا بحاجة الى هذا التماسك، والى وحدة الموقف وان تكون مصلحة دارفور اولا وقبل كل شيء، ثم يأتي بعدها باقي المصالح التي لابد ان نكون في فلكها.

فنحن من جانبنا نرى إن الجبهة الشعبية لها الحجه الموضوعية فى الإنفصال عن الآخرين علماً بأن لكل مبرراته وظروفه ولكننا نؤمن بالوحدة وأهميتها لذلك نسعى لها، وحدة حقيقية وجادة يضمن إستمرارية ونجاح الثورة فى تحقيق أهدافها.

كما لا يفوتنى أن أعلن ترحيب الجبهة بالسياسة الأمريكية الجديدة تجاه السودان التى وحدت الخطاب الأمريكى فى تسمية ما جرى وما زال مستمراً فى دارفور بالإبادة الجماعية والتأكيد على محاكمة مرتكبى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية فى حق شعبنا فى دارفور عبر محكمة الجنايات الدولية ونرفض توصيات لجنة حكماء أفريقيا الذين يدعو لإنشاء محاكم مختلطة تحت مظلة القضاء السودانى ونؤكد تمسكنا بإنعقاد الإختصاص المحكمة الجنائية للقصاص لشعبنا من مجرمى الإبادة الجماعية فى دارفور.

وفى الختام نشكركم جميعاً على الحضور والمشاركة ونشكر رابطة إبناء المساليت بمصر لتهيئتها لنا هذا اليوم وكذلك نشكر كل الذين ساهموا فى كشف المآمرة وتسليط الضو  عليها رغم التعتيم الأعلامى الذى صاحبها، ونخص بالشكر حركة جيش تحرير السودان وحدة جوبا قيادة الرفيق إبراهيم أحمد إبراهيم، والجبهة الشعبية الديمقراطية قيادة الرفيق صديق أندر وتحالف نمور السودان ورابطة أبناء المساليت بشمال أفريقيا وهيئة محامى دارفور وناشطى حقوق الإنسان وملك منطقة قريضة والروابط وأبناء دارفور بالولايات الجنوبية وكل الذين لا يسعفنا الذاكرة لذكرهم الذين تعاطفوا مع هذا الموقف المخزى الأليم.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وعاجل الشفاء لجرحانا الكرام

والسلام عليكم ورحمة الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *