وحدة الهامش خطوة لتغيير قواعد الماضي الظالمة.

ادم ابكر عيسي
فمنذ العام ١٩٥٦اي بعد خروج المستعمر من البلاد ورثت نخب المركز النيلي الحكم وشرعوا في اتخاذ اجراءات فيما عرفت بسودنة الوظائف آنذاك فأحكموا قبضتهم علي الحكم ،عجنوا التنوع الذي يتميز به السودان لتكون هوية البلاد عربية إسلامية من دون مشاركة أهل الاقاليم ليقرروا في مصير الشعوب وشكل الحكم في البلاد،الأمر الذي ادي الي الشعور بالمرارة والاستياء وسط الهامش،وإعلان الرفض لها باشكال متفاوتة ضد سياسات المركز النيلي، مما دفع الجنوبين في بواكير عهد الاستقلال للخروج وإعلان التمرد علي الحكم وتبعهم جبال النوبة والشرق ودارفور والنيل الازرق،إذا ماهي القواسم المشتركة التي دفع تلك الاقاليم لحمل السلاح ؟هو عنصرية ،واختلال ميزان السلطة والثروة ،وممارسات من النخب المنخازة الي العنصر العربي الاسلامي ويعكس بجلاء حقيقة العقلية العنصرية والاقصائية لتلك النخب ،في طريقة التحليل للاحداث وللواقع السياسي ،ومايزال مفهوم العبودية راسخا في العقل الجمعي للنخب النيلية عبر السوشيال ميديا وحتي مستوي النقاشات الاعتيادية .
حميدتي ومن معه في المجلس لهم القدم المعلي في اسقاط النظام تلك حقيقة ساطع كسطوع اشعة الشمس علي كوكبنا لايستطع أي كائن كان إنكارها إلا لمن كان له غرض ،نعم هناك جرائم ارتكبت في مناطق النزاعات في النيل الازرق وجبال النوبة ودارفور،وفظائع كبيرة جدا ،لا تسقط الا بمثول مرتكبي هذه الجرائم الي العدالة الدوليةاوالمحلية في حال توفر نظم قانونية عادلة ،مع اجراء مصالحات وطنية تدارك الوضع ومنع عودة النزاع مرة اخري .
كما للحقيقة والتاريخ لابد من التاكيد علي ان قوات حرس الحدود (الجنجويد)هم سبب البلاؤي وحرق القري ،والابادة التي طال كل ارجاء دارفور حتي وصل ملفه الي مجلس الامن الدولي وقتها لم يكن حميدتي قائدا لحرس الحدود بل آخرين هم كانوا سبب في تلك الفظائع وجرائم حرب ضد الانسانية ،ليست تبريرا لحميدتي لكن تلك حقائق معلومة للجميع ودلائل تؤكد ذلك ،قائمة المطلوبين للجنائية تثبت ذلك ،سطع نجم حميدتي مع نهاية ٢٠١٣ في مايو٢٠١٤م معركة قوذ دنقو ..
من سيئات نظام الانقاذ صناعة مليشيات قبيلة لا تدين بالولاء للدولة بل تدين للدولار والدراهم اكثر من ولاءها للدولة والوطن ،مما ترك عبئ ثقيل علي بناء الدولة ،من خلال تواجد تشكيلات عديدة تحمل سلاح وهي خارج سيطرة الدولة ،وهذا تحتاج الي عقل عميق وثاقب من اجل تدارك الوطن من الانزلاق .حسنا فعل المجلس وخاصة حميدتي علي تقليب مصلحة الثورة علي حساب رجل فاسد وقاتل ومغتصب لشعبة ،وراقص علي جماجمهم ،وانحاز لثورة الشعب ،تلك الخطوة لابد ان تجد الثناء ومباركة مهما كان رائ في شخصة او سلوكه تلك مرحلة اخري تتم الاحتكام الي العدالة الناجزة لانصاف الجميع ..علينا ان نعمل لنظافة وكر الفساد والدولة العميقة وضبط سلاح (الامن الشعبي ،والكتائب الخاصة .وتصفية الواحدات الجهادية ،والدفاع السعبي)للانتقال الي مرحلة بناء السلام واعادة هيكلة الجيش وكل الاجهزة الامنية تعكس تنوع وتعدد المجتمع وتعبر عن المعيار السكاني لاقاليم السودان .
كما ان عنصرية بعض مكونات المجتمع امور تؤدي الي تفتيت الدولة بل مهدد للامن وسلم السودان والمجتمع ،علي الذين يكنزون الذهب والفضة طوال ثلاثة وستعون عاما من تاريخ الدولة عليهم ان يعلموا بان قواعد اللعبة تغيرت ،وان الوعي المفاهيمي متقدم من اي وقت مضي ،وان الهامش اضحي شريك اساسي واكثر تقاربا من اي وقت مضي ،واي استهداف أحد ابناءهم تعني استهداف للهامش العريض ،اما ان تبقي الجميع شركاءفي صناعة المستقبل ويمتلكون فرص متكافئة حسب نسبة السكان ،واعادة المعوج الي الصراط المستقيم باستعاب قضايا الحرب والسلام ومناقشة اسبابها التي ادت الي حمل السلاح ،لكي لا يطر الاخرون الي حمل السلاح وتضيع وحدة تراب الوطن .
التباكي علي الارث القديم من الضياع لابد من ان تنتهي الان ،مطلوب رؤية وطنية بعيدا عن اجندة المركز الظالم وقواعدها الظالمة التي عمل علي افتقار واحتقار ابناء الاقاليم .سياسيا ،واخلاقيا وثقافيا .واجتماعيا .وزرع بينهم فتن اجل ان تسود لهم السلطة انتهت عهد الغفلة والتبعية العمياء ، علي الهامش ان تستعد للقادم عبر وحدة صفه شرقا وغربا وجنوبا وشمالا من اجل وضع أسس جديدة للتعاطي مع الواقع واجل تشكل وضع جديد لتغيير تلك القواعد الظالمة ،ورد الاعتبار والكرامة والحقوق كاملا ،وتناسي الشقاق وتباين الماضي لاهدف اكبر واسمي هو وحدة الكيان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *