دارفور ما بين الماضي والحاضر والمستقبل .. رؤية قاتمة وهدف ضايع بأيدي أبناءه ./ بقلم بخيت شوشو
مقدمة تاريخية للتوثيق.
جدي من امي الفارس السلطان ‘راكب’ أخ جدي السلطان عبدالفقراء بن أقرو بن السلطان نيي بن السلطان عبد الرحمن تبس ..الخ من سلسلة سلاطين قبيلة ‘الزغاوة/ كوبي’ ساهم في تاريخ السودان ، اختلف مع اخوته حول السلطنة ، تركها وذهب مناصرا للثورة المهدية ، ككل اجداننا الدارفوريون الذين حاربوا الترك او المستعمر التركي المصري ولاحقا الانجليزي المصري ، في مرحلة ما من مراحل بناء تاريخ السودان المهمة ، منهم الخليفة عبد الله التعايشي ، خليفة المهدي والامير مادبو والامير تكراسي وصالح دنكاسا وغيرهم كثر اتو من دارفور سطروا تاريخا ناصعا ولكن!!
استشهد جدنا السلطان راكب في منطقة القلابات بشرق السودان مع قوات المهدية الذين كان أغلبهم من دارفور بجميع أطيافهم وقبائلهم ، ناصروا المهدية ووقفوا معها وكانوا قادة وجنودا وأمراء حتي اخر معركة وهي معركة ام دبيكرات ، استبسلوا فيها أيما استبسال ، وضربوا مثلا للبسالة والشجاعة والتضحية .. للاسف تجاهل المؤخرين بعض الأسماء عن قصد واظهروا البعض منهم في تزييف واضح وبائن لتاريخ السودان المزيف افتراء .. هكذا ظل اجدادنا مساهمين في تاريخ السودان وظلوا مناصرين للمهدية حتي سبعينيات القرن الماضي ، وكذلك بعد مائة عام او ينقص بقليل دخلوا مع الصادق المهدي حفيد الإمام محمد أحمد المهدي الي الخرطوم في بسالة نادرة ، سيطروا فيها علي مقاليد الامور ولكنهم اخفقوا بعدها لاسباب لا نعلمها .. وبعد عشرون عاما ايضا فعلها ابناءهم في عملية الذراع الطويل بقيادة الشهيد خليل ابىاهيم وعرف حينها وبعدها بغزوتي المرتزقة في 76 و2008 !! .. ولكن للأسف رغم ما فعله أهل دارفور ظل الصادق المهدي يعمل ضدهم .. ويقف حجر عثرة أمام أي محاولات منهم للاستيلاء علي السلطة سلما كان حربا … وظل علي هذا المنوال منذ قيام الثورة في دارفور حتي الان لم يناصرهم في قضاياهم .. ولم نري له دورا في محرقة دارفور .. ولم يزر معسكرا للنازحين او اللاجئين داخل السودان او خارجه .. وكذلك لم يصرح يوما بان ما حدث يرتقي لان يسمي بابادة جماعية وظل يتستر لحكومة البشير … ولم يطالب يوما بتسليمه للمحكمة الجنائية رغم الإدانات الدولية والشعبية في الجرائم الذي يرتكبه في حق الأبرياء علي مدي 14 عاما ، وكذلك رغم ان اهل دارفور هم الذين ناصروه في اخر انتخابات ديمقراطية رئيسا للوزراء للمرة الثانية وهم من تسببوا في أمجاده الذي كان علي اكتافهم واباءاهم ولكن !!
مهما كان من الامر لم ننتقد الصادق المهدي في شخصه وانما ننتقده في سياساته لانه تنكر لاهل دارفور ووقف مناصرا لحكومة الظلم والجبروت والطغيان الاثم ، مما ساهم ذلك في اطالة عمد النظام ومعاناة أهل السودان .. والآن بعد كل ما جري يسعي جاهدا لإخماد ثورة المهمشين بتوقيعه يوم أمس وهو علي قيادة المعارضة فيما ما يسمي بخارطة الطريق وهي لم تكن إلا محاولة لإخماد ثورة الهامش وإعادة إنتاج دولة الظلم والطغيان بثوب جديد في حيلة يائسة !!.
* للتذكير مما قاله الصادق المهدي :
* البشير زولنا ما بنجر فيهو شوك وهو الذي ارتكب أبشع الجرائم في حق أهل دارفور وكردفان وبموجبه تم إدانته بارتكاب إبادة وجرائم حرب وجرائم اخري ضد الإنسانية في دارفور وكردفان .
* نرفض حكم اهل الهامش .. قالها صراحة في إحدي تصريحاته وهو في الخرطوم بعد غزو معركة امدرمان .
* أوصي مصرحا لوسائل الإعلام بإنزال اقصي العقوبات ضد قوات حركة العدل والمساواة ابان دخولها امدرمان واصفا إياهم بالمرتزقة وهو الذي جاء باباءهم في السبعينات من ليبيا غازيا الخرطوم !! ولكنه العنصرية والحقد الذي لا نعرف سببه.
* دافع عن البشير حينما تم القبض عليه في جنوب أفريقيا وأرسل خطابات للاتحاد الأفريقي ولقادة جنوب أفريقيا.
* دعم النظام العنصري في الخرطوم في كل المحافل الدولية ووقف منتصرا له أمام المحكمة الجنائية الدولية.
* ابتكر فكرة التجمع العربي في دارفور وكردفان وهو ما يعرف الآن بالجنجويد .. الذين قضوا علي الأخضر واليابس وكل ذلك كان بنات أفكاره .
* من المؤسف جدا أن نناضل 14 عاما بعد ان قدمنا تضحيات جسام ليوقع عنا الصادق المهدي ممثلا للمعارضة ومن هناك البشير ممثلا للحكومة !! .. إنه الهوان بعينه وإذا ذهبتم معه او وقعتم مع من ساهم في كل ما جري ويجري لاهل دارفور انه العار الذي ستلاحقكم وتقلق مضجعكم وكنا منامكم .. وتلعنكم فيها دماء الأبرياء والضعفاء والشهداء الي يوم تبعثون .
تعلمت أن أقول الحقيقة فما استطعت
اللهم هل بلغت فاشهد