وتاهت حكمة نائب الرئيس بين غلاة العروبية ..و دعاة الافريقانية

وتاهت حكمة نائب الرئيس بين غلاة العروبية ..و دعاة الافريقانية

ولا عزاء للوطن………..
المشهد السودانى الراهن غير مفرح البتة ,لكنه يصورنا جميعا رضينا ام ابينا ،فهكذا نحن السودانيون,يعجزنا الهم حتى يعوق تعلقنابالحلم ويحاصرنا الاحباط واليآس من صوب وحدب حتى يكاد ينزع منا الامل. الوطن يواجه فى الوقت الراهن احد اخطر
المنعطفات فى تاريخه المعاصر……..

الكل ينظر لمستقبل السودان بعين الخيبه و الامل و ماذا سيكون مآله بعد عام 2011م .
انه تقرير المصير ذلك البعبع الذى يقض مضاجع الحادبين على وحدته ،لكل حساباته ،هناك من يحاول اعادة تشكيله الى
دولتين واحدة فى الجنوب واخرى فى الشمال…….و هؤلاء ندعو الله ان يخيب فالهم ، و آخرون  يرون الامل فى سودان

موحد قوى  برؤية جديدة بعيدا عن الاستقواء بالدين و العنصر .

ان ما يجرى فى السودان ما كان ان يصل هذا الوضع لو تجردنا من الاهواء والانفعال وتطلعنا الى المصلحة العليا المتمثله فى
قيام دولة المواطنة التى يتساوى فيها الكل فى الحقوق والواجبات ويسودها النظام والقانون ……………………….هذه الايام الساحة السياسة حبلى وكثير من الكلام الممجوج يضخ فى عقول الرعية صباح مساء………..

والبلاد مقبلة على ديمقراطية استثنائية ان جاز التعبير , الديمقراطية التى نأمل ان ترتق اسمال الوطن واطرافه البالية وتصرف الكل
نحو مهام المستقبل وتحدياته ….فى غمرة الاحداث  وقع حديث نائب الرئيس على عثمان محمد طه فى اللقاء التقليدى
لقطاع الثقافة بالمؤتمر الوطنى فى الاسبوع الاول من سبتمبر الماضى كالصاعقة عندما ذكر فى سياق حديثه  ,,,نحن عرب و مسلمون ….و لن نفرط فى هذه وهذه ….فمن اراد الافريقانية فاليذهب اليها ….

هذا الحديث احدث صدمة فى نفوس السودانيين داخل الوطن وخارجه . فاخطر ما فى هذا البوح انه يسهم  فى اجهاض حلمنا بالسودان الواحد , بل مثابة ضوء اخضر و دفعة معنوية للانفصاليين اينما وجدوا بل يشهر عجز سياسة المؤتمر الوطنى فى التعاطى مع القضايا الخلافية فى السودان ….. الحكمة ضالة المؤمن فمثل هذا الحديث الجارح يتجاوز حدود اللياقة وقواعد الحوار………

ليس فقط لانه يفتح الباب نحو الاقصاء العرقى والدينى وسيادة شريعة الغاب…..بل  يتجاوز ذلك الى التشويش المتعمد والتلويث المفتعل للاسلام و بث الالغام فى مسارب تبليغه عبر الحكمة والموعظة  الحسنة ……….

ما كان يخطر على بال احد ان يسقط الشيخ على عثمان نائب الرئيس و عراّب المؤتمر الوطنى بعد المفاصلة الى هذا
الدرك، شيخ على ذو اللسان الذرب و الوعى المتقدم بقضايا السودان …انه صاحب الاداء المتميز فى الديمقراطية الثالثة
كنا نرى فيك الرمز الانقاذى المتوازن و طوق النجاة عندما تدلهم الخطوب ……..عفوا فلكل جواد كبوة

ولكل صارم نبوة ……

يا سيادة نائب الرئيس

ان اهدار الجهد فى مثل هذا الحديث اسفاف لا طائل ورائه، فلن يترك المسيحيون دينهم الى الاسلام ولن يتراجع النوبة والفور والزغاوة والبجا والدينكا وقبائل النبل الازرق و عموم الزرقة عن انتماءاتهم العرقية ليصيروا عربا….و ان كانوا
مسلمون….فما قلته  ضالة عرجاء واهداء للصائدين والمتربصين والكارهين و مقامرة على مستقبل السودان الواحد
ان ارادة الله ارادتنا مختلفين متباينين لحكمة قدرتها مشيئته ….و هنالك من النصوص القرآنية  ما
يؤكد ذلك …قوله تعالى ؛ / لو شاء ربك لآمن من فى الارض كلهم جميعا أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين /

سورة يونس 99

فلقد اقر الدين حقنا فى الاختلاف ،بل اعترف الاسلام بالديانات الاخرى ولهم شرعيتهم فى الواقع الاسلامى

اهل الكتاب والذمة ……….

بجب ان نفكر بهدوء ،وان لا تاخذ هتافات الجموع الغفيرة وماسحى الجوخ و الارزقية عقولنا وتزين لنا الباطل حقا
فتجعلنا مطية لانفعالاتنا فنقع فى المحظور ..فمثل هذه الاقوال تثير العصبية النتنه التى نبذها الدين الحنيف
و تفتح باب الاقصاء الدينى والعرقى على مصرعيه و توقر صدور الاخرين وتستفز مشاعر الكثيرين حتى ممن

يوالونكم .

اما خريج مدرسة الاداء الصحفى الردىْ الصحفى اسحق احمد فضل اللة فمقاله ما تحت ارض جوبا و المنشور
بصحيفة الوفاق بتاريخ 9/9/2009 وجد فى حديث نائب الرئيس ضالته فطفق يخسف جنوبا وشرقا وغربا
فعمل على التحريض واذكاء نار الفرقة وتكريس الفتنة النائمة فى مقال ينفس سما زعاف، تنم عن نفس مريضة
و فكر ملوث  ــــــ سيرا على منهج كل من ليس معنا فهو ضدنا ،،،،،اتقى اللة فينا يا اسحق ،،،،فقل خيرا او

اصمت ،،،،،،،،،

ان التعاليم وحدها لاتشكل السلوك الجماهيرى……لكنه يتأثر بالمثل والقدوة الحسنة والقيم النبيلة ….
لذلك فان الحرص على تربية الناس على تلك القيم فى واقع حياتهم اجل وامضى  و هى المهمة الموكوله
الى النخب السياسية والثقافية بالدرجة الاولى ……..و اول المعنيين بذلك انت


يا نائب  الرئيس

و قديما قال الافوه الاودى
تهدى الامور باهل الرأى ما صلحت
فان تولت فبالاشرار تنقاد
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
و لا سراة اذا جهالهم سادوا

بابو عثمان عمر على / استراليا / ولاية كوينزلاند / بريزبن
البريد الالكترونى : [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *