اشرف عبدالعزيز
*بدا والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر مهزوزاً خلال مؤتمر صحافي عقده الأربعاء حول استغلال اثنين من موظفي مكتبه للنفوذ وارتكابهمتجاوزات وشبه ذلك ب «الطعنة لشخصه ».
*عبر الوالي عن أسفه بعبارات بسيطة لا تخلو من إقرار واعتراف بأن موظفيه أذنبوا ذنباً كبيراً وقال »دي ما كانت المحرية في ناس
قعدوهم في مكان زي دا « ومضى محاولاً إبعاد أي شبهات عن نفسه قاطعاً بأنه تمسك بالمضي في الإجراءات العدلية الى مداها الأخير .
*وزاد الوالي بأن المتهمين في قبضة الجهات العدلية ولا يسمح بلقائهم منوهاً إلى أن كل ما ينقل عنهم لا يمت للواقع بصلة، وأقر
للمرة الأولى أن المتهم الأول يعد من قدامى كوادر المؤتمر الوطني، وعمل في مواقع عديدة بينها وزارة الصحة ومكتب الإنتاج الإعلامي.. ومشهود له بالخبرة.
* ومضى في تناقضه ليقول في ذات الصعيد «إذا ثبتت عليه التهمة نقول « الشيطان غشاهو »، وقطع بعدم صحة ما تناقلته بعض المواقع الإلكترونية عن صلة قرابة تجمعه مع أحد المتهمين وأبدى في ذات الوقت عتابه على الصحف واتهمها بنشر الكثير من الشائعات عن القضية نقلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي من دون تثبت .
* وفي المقابل أكد أنه أبلغ الرئيس البشير بتفاصيل القضية منذ بداياتها وأن الرئيس أمر بإكمال التحقيقات حتى النهاية مشدداً
أن حكومته لم تضف أي نوعٍ من القدسية على المتهمين بإخفاء هوياتهم، وأضاف عدم نشر الأسماء كان تقديرات الجهات العدلية
وأردف »نحن وديناهم بالأسماء «.. وعاد في ارتباك بائن ليقول إن المتهمين مازلوا في دائرة الاتهام ولم تثبت عليهم تهمة التزوير،
وفي الأثناء كشف أن التحقيقات التي أُجريت أكدت استغلالهم للنفوذ والتورط في بيع ست قطع استثمارية في مواقع متفرقة بجانب ( ٥) سيارات من موديلات مختلفة، وأنه طلب من لجنة الأمن التي تولت التقصي في قضية مكتبه توسيع التحقيقات لتشمل مصلحة الأراضى منوهاً الى إخضاع ( ۳۰ ) شخصاً للتحقيق ثبت تورط اثنين فيما تحوم الشبهات حول آخرين.
* واستمرت التناقضات وكشف الخضر أن توجيهات جديدة ستصدر فيما يخص التعامل مع الأراضي الاستثمارية، وأشار إلى أن سياسة المتهمين في التجاوزات عند بيع الأراضي كانت باتباع ما يُعرف بأسلوب »الكوبري « بألا يظهر اسم البائع الأساسي فيما شدد على عدم صلتهم بالكيفية التي يحاكم بها المتهمين وقال »نحن حولناها منذ ۲۲ مارس بعد تحقيق داخلي لشهرين «
*التناقضات بينة حتى أنها لا تحتاج لتعليق ومن الطرف أن الخضر لم ينسَ حتى التعليقات الساخرة من بعض الصحف على الإعلانات المدفوعة الثمن التي تبارك خطوات إنجازاته وتدافع عن نزاهته ومنها إعلان نُشر عن من أسموا نفسهم (رفاقه في صلاة الفجر) فأوضح بأنه يصلي الفجر في أكثر من مسجد وأن مثل هذه الإعلانات ربما القصد منها تدميره معنوياً.
*من الواضح أن الهزة التي أصابت حكومة الخضر نتيجة استغلال موظفيه لنفوذهم لا تُقاس بمقياس ريختر بل تحتاج لمقياس زلازل
جديد، فالرجل تأسف حتى النخاع مشيراً بأن قضيتهم شغلت الرأي العام، ولكن هل يكفي الأسف بعد التحلل؟ لذلك لابد من أن يغادر الوالي منصبه بعد (مكتب الخضر-قيت) أما طريقة اعتذار عبدلله الشبراوي في قصيدته اعتذار لا تجدي وقد صُنفت من أضعف قصائدالشعر الحديث:
ضاف ذنبي وأخجل الذنب وجهي.. واعتراني من الحيا تقصير
الجريدة