هيئة علماء السودان قادة حرب مقدسة جبانة اعدائها الاطفال

هيئة علماء السودان قادة حرب مقدسة جبانة اعدائها  الاطفال
بقلم عثمان نواي
“بيان من هيئة علماء السودان تجنباً للفتن المحدقة بهذه الأمة الإسلامية بشأن ما يردده المارقين والملحدين من عملاء الدول الشيوعية والصهيونية بأن أولئك الذين خرجوا عن طاعة ولاة الأمر في نيالا فنالوا جزاءهم العادل بما كتب الله لهم مدعين أنهم شهداء زوراً وبهتاناً”
تداولت مواقع الكترونية عدة بيانا لهيئة علماء السودان ياهم فيه المتظاهرين فى نيالا ” بالخروج عن طاعة ولى الامر” , ويذهب البيان بعيدا ليصف قتلهم على ايدى القوات الامنية بنيالا ” بانه الجزاء العادل لهم ” . ترى هل الجزاء العادل لمطالبة اطفال المدارس ” بحق المواصلات ” ليكملوا دراستهم التى يعانون الامرين للاستمرار فيها فى ظل الفقر والجوع وحالة انعدام الامن المزمنة فى دارفور منذ نعومة اظافر بعض هؤلاء الاطفال الذين تدور الحرب فى اقليهم لاكثر من عشرة سنوات الان . هل الجزاء العادل هو القتل لمطالب اطفال مدارس نيالا بمواصلة الحياة ؟ , ام ان ليس من حق هؤلاء الاطفال فى نظر هيئة علماء المسلمين ان يكونوا على قيد الحياة فى الاساس , ولذلك العادل والطبيعى ان ” يقتلوا ” ؟ , ولماذا هذا التجريم وهذا الحنق والغضب , واى ولى امر ذلك الذى خرجوا عليه ؟ الا يخجل ولى امر هؤلاء الاطفال ان كان حقا ولياً من ان يخرج عليه الاطفال ؟ باى وجه يبقى وهم يطالبون بحقهم فى التعليم والطعام والحياة الانسانية الكريمة , وهو لا يقدم , بل ويمنع عنهم كل اسباب الحياة والبقاء , بعدم اهتمام وقدر عالى  من اللامبالاة والفساد والعنف , الذى وصل عند مطالبتهم بتلك الحقوق الاساسية  الى قتلهم وزنزع حقهم الاساس كبشر ” حق الحياة”.
يبدو ان ما يسمى بهيئة علماء السودان , تتولى دورا مقدسا هذه الايام , حيث رفعت نفسها لمقام يخولها الحكم بالموت والحياة على البشر ويمنح صكوك الغفران . هذا الدور كما ذكرنا من قبل هو جزء من  اللعبة اليائسة للنظم السودانى لتحويل ملاعب الصراع عن القضايا الحقيقية الاساسية , والتى يجب حلها عقلانيا وسياسيا على طاولات المفاوضات . ويبدو ان النظام بالهروب الى الوجه الدينى الراديكالى , والاحتماء خلف القداسة الفقهية والدينية , يحاول ان يتفكك  التزاماته السياسية والقانونية تجاه حلحلة ازمات  البلاد المستفحلة , فى كافة مجالات الامن والاقتصاد والسياسة . فالدولة السودانية كاداة لتقديم الخدمات الاساسية للمواطنين والحفاظ على حدود البلاد وامن المواطنين تعانى فشلا حقيقيا , وقدرة النظام على الامساك بالدفة تزداد فى الضعف والانفلات , ويبدو ان النظام الان يلجأ لهؤلاء المتشددين والمتوهمين للدين , من اجل اشعال حرب مقدسة جديدة تحرق اثار الدمار الهائل والجرائم ضد الانسانية التى ارتكبها النظام . وهذه اللعبة الخطرة التى يلعبها النظام سيكون هو اول من يحترق بها وهو شديد العلم بذلك , ولذلك يحاول بعض ربانه الهروب من السفينة الغارقة , ولكن يبدو ان سياسة الارض المحروقة التى يمارسها النظام منذ فترة على مساوى جنوب كردفان والنيل الازرق ومن قبلها دارفور , يبدو انها ستتحول شيئا فشيئا لسياسة قومية , ولكن بطريقة شديدة الفتك , حيث يحاول النظام تفجير قنابل العنصرية والتمييز , ووضع الدين فى واقع رئيسى فى الصراع الدائر فى البلاد بين مختلف مكونات الواقع السياسى الراهن.
وعبر استخدام هيئة علماء السودان , وبعض المتشددين , يلبس النظام صراعه العنصرى الدموى , لباسا دينيا لمحاولة اضفاء قداسة  , مناقضة لطبيعة الصراع شديد البعد ليس فقط عن قيم الدين , بل ايضا عن القيم الانسانية الطبيعية التى تحترم حق الانسان فى الحياة , وفى حقيقة الامر فان الصراع الذى يديره النظام ضد ابناء السودان فى مناطق الهامش المختلفة هو صراع بدائى تماما , مبنى على محاولة محو الاخر للسيطرة على الارض والموارد التى تحت سيطرة الاخر نسبة لوجوده فى منطقة معينة الارض , كانت محظوظة بموارد اكبر , وهذا الصراع البدائى الغير مبدئى والذى لا صلة له لا بالدين حتى من اتجاه ادخال الناس فى دين ما بالقوة كما حاول المسيحيون الاسبان فى امريكا  ا اللاتينية فى القرن السادس عشر , حينما ادخال الاف الهنود الحمر القاطنين غابات الامازون فى المسيحية بالقوة , مما ادى الى ابادة شعوب باكملها هناك , ولكن حروب الانقاذ المقدسة التى تحاول ان تخوضها , لم تكن فيها صادقة فى محاولة تغيير دينى , انها فى حروبها لا تحاول حتى الاحتكاك بالبشر و تضربهم مليشياتها عبر الطائرات , اولا للتاكد من الفتك وقتل اعداد كبيرة من البشر , وثانية تجنبا للمواجهة المباشرة للجيوش على الارض , وبالتالى الاحتكاك بالعدو , والدخول فى مواجهة بشرية قد يفضلها داعية دينى فى حرب مقدسة , حيث يختار النصر او الشهادة . الا ان حروب النظام اتسمت بهذا الجبن الشديد فى المواجهة , والرغبة الشديدة فى التدمير وسفك الدماء الى حد ارتكاب المجازر الجماعية بحق مئات الالاف من ابناء السودان معظمهم على الاقل فى دارفور التى قتل فيها نصف مليون انسان كانوا ” مسلمين “.
ان اطفال نيالا شهداء ليس فقط لقضيتهم بل ايضا لطفولتهم , وبرائتهم , والحياة التى كانت عارمة تخرج من عيونهم وصدورهم , والتى ما استطاع مجرمو النظام احتمالها عندما ثارت غضبا , و صرخت رفضا , وطالبت بحقها ” العادل ” فى الحياة , فخشيها النظام وكان رده الرصاص , الذى لن يحميه طويلا , لان حتى الاطفال فى ال15 من عمرهم لا يريدون هذا  النظام بعد الان , وهم على ضعفهم الا ان نقائهم يجعلهم قادرون تماما على الانتصار ..  والانتصار – لهم وحدهم ..!

http://osmannawaypost.net/
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *