هل يستحق إنسان دارفور كل هذا العذاب …؟
إدريس عبدالكريم أتيم
منذ أن خلق الله الانسان في الارض و فضله علئ سائر الخلق و كرمه على جميع
الخلق و ميزه بالعقل ليتدبر في أمور الدنيا و ايضا كلفه لقيادة باقي
المخلوقات في الارض ، و من هذا المنطلق نقول لماذا كل هذا العذاب لإنسان
دارفور و هل يستحق انسان دارفور كل هذا العذاب في الدنيا على يد بشر مثله
يشترك معهم في الوطن والعقيدة بل وقد سبقهم في هذا الوطن
عند تكوين دولة
السودان. هل قدسية و حرمة قتل الانسان الا بالحق يستحق انسان دارفور كل
ما حدث له من العذاب و القتل الجماعي و اغتصاب النساء و هل البشر في
دارفور لايستحقون هذه الحٌرمة حتى يٌعذبوا في الدنيا من اناس يشتركون
معهم في الوطن و الدين …؟
الانسان في دارفور لا قيمة له عند حكومة المركز في الخرطوم اذ كانوا
يُعذبون ويقتلون مع الاغتصاب و التشريد من ديارهم بسبب مطالبة بحقوقهم ،
و هل هناك مقارنة بين الإنسان في دارفور مع الدول الأخرى سواء كانت
العربية او الافريقية في العالم الثالث في احترام حقوق الانسان ناهيك من
العالم المتقدم …؟ ومثال أمامنا جلي في الثورة التونسية الفتية القوية
التي اطاحت بالدكتاتور زين العابدين بن علي في اثر مقتل ثمانية و ثلاثون
مواطن تونسي في تلك الثورة الشعبية التي اندلعت في تونس بسبب البطالة و
ضيق المعيشة ما بالك من رئيس قتل شعبه بمئات الاف و يعترف بقتل عشرة آلاف
على الملأ وسط الاسرة الدولية، و المجتمع الدولي يعلم بالتفاصيل ما حدث
في دارفور من القتل و الاغتصاب و حرق و التشريد والابادة الجماعية ، الآن
الرئيس مطلوب لدى العدالة الدولية و ان هذا الشعب الذي يستحق العدالة
أولاً و الإعتذار ثانيا والأحترام و الاجلال في ثورته و في نضاله ضد
سياسات المركز و كما نوحي ابناء جنوب السودان التي توجت نضالهم بحق
تقرير المصير و الآن كل الدلائل تشير الى قيام دولة منفصلة في جنوب
السودان ، أيضا شعب دارفور يستحقون دولة إلا اذا تمت اعادة صياغة ما
تبقى من السودان بعد انفصال جنوب السودان … وإعادة الصياغة هذه لا
تتأتى الابتغيير شامل و كامل في سياسة المركز و صياغة جديدة لنظام الحكم
في السودان يستند على الديمغراطية و الحكم الرشيد و تحديد علاقة الدين
بالدولة التي فيها اكثر من دين و الاتفاق على الهوية في ما تبقى من
السودان بعد اعلان نتيجة الاستفتاء اذا كانت النتيجة الانفصال و هذا
البلد تتعدد فيها الثقافات و الاعراق و الاثنيات لابد من الاعتماد على
هوية تستوعب كل هذه الاختلافات و برغم من ما تم في دارفور من الاغتصاب و
قتل جماعي و اتباع سياسة الارض المحروقة لبعض القبائل في دارفور يمكن
التسامح و العفو و العيش معا في السودان الموحد و لكن العدالة في جرائم
دارفور لا تنازل عنها و يجب محاسبة كل الذين ارتكبوا الابادة الجماعية و
الاغتصاب .
اذا كان بعد انفصال الجنوب لم تقوم حكومة المركز بالتنازل عن كبرياءها
و عنجعيتها و غرورها و الجلوس مع كل مكونات المجتمع السوداني للتفاوض و
الاتفاق على وضع جديد وصيغة جديدة لادارة ما تبقى من السودان . على
دارفور أن تستقيل أيضا كدولة على غرار استقلال جنوب السودان علما بان
دارفور دولة مستقلة قبل ضمها لباقي السودان الذي اقعد دارفور خمسين
سنة الى الوراء.
كما ذكرت الدولة الجديدة في الشمال مرهونة بالتحول الديمغراطي و اتفاق
على هوية على باقي السودان و تحقيق العدالة و الحكم الرشيد و الشفافية
اذا كانت الوحدة هي الغاية و هذه هي الأساسيات لبناء دولة حديثة
والسودان دولة ذات بُؤر مفتعلة كثيرة سببها التهميش و الظلم و إقصاء
الأغلبية المهمشة في السودان .
ادريس اتيم