بسم الله الرحمن الرحيم
هل مؤتمر أم جرس يحل مشكلة دارفور؟
أم جرس، وهي ضاحية نموزجية صغيرة حديثة الإنشأ وبمواصفات خاصة تحت دعم و رعاية مباشرة من رئيس تشادي دبي نفسه، لأنها مسقط راسه وكذلك هو سلطان في تلك المنطقة رغم أنه رئيس دولة، أم جرس تقع بقرب من باهاي وشمال محلية الطينة.
نعم، قد إنطلقت فعاليات مؤتمر أم جرس الثاني تحت شعار (السلام والتعايش السلمي في دارفور) في يوم الأربعاء الموافق 26/03/2014م، بترتيب وإعداد من لجنة التنفيذية للمؤتمر على راسها رئيس المؤتمر ووزير العدل السوداني / محمد بشارة دوسة ومقرر المؤتمر ومستشار رئيس التشادي/ محمد على أرض الشام ولواء معاش/ التجاني ادم الطاهر وأعضاء آخرون في لجنة إعداد الملتقى.
وتم تدشين الملتقى بزعامة رئيسين التشادي/ إدريس دبي هتنو والسوداني/ عمر حسن احمد البشير، وبرفقتهما عدد من الوزراء والمستشارين من دولتين، وكما حضر المؤتمر عدد من ممثلي الأحزاب السياسية السودانية وعلى راسهم / د.الترابي رئيس المؤتمر الشعبي ولواء معاش/ فضل الله برمة ممثل حزب الأمة القومي والأمير احمد عمر ممثل الإتحادي الديمقراطي وشيخ / موس هلال ممثل الجنجويد بإضافة إلى حضور سلاطين وملوك وعمد ومشايخ معظمهم من الزغاوة والتابعين لهم وتابع تابعين للأنظمة الدكتاتورية في الخرطوم وأنجمينا وعلاوة إلى النفعيين والمتطفلين هم كثر ولكن قلوبهم شتى ومآربهم مصلحة ذاتية، جميعهم إجتمعوا في حاضرة أم جرس على معية رئيس دبي في مائدة مستديرة فيها ما لذى وطابة من المأكولات والمشروبات التشادية حدث وحرج ومترفحين في فنادق خمسة نجوم فاخرة وجديدة، وهكذا أمضوا فيها أيام وليالي جميلة لا ينسوا في حياتهم.
وعلى ضفاف تلك الملتقى الفريد، قالوا أنهم ناقشوا كثير من المسائل متعلقة بالأمن والسلام دارفور في أناء الليالي وأطراف النهار وإختتموا المؤتمر في يوم الأحد الموافق 30/ 03/2014م ب(22) توصية ربما غير ملزمة على جنرال البشير في إنزالها على أرض الواقع لأنه معروف بناقد العهود والتوصيات،عموماً كانت المقررات خير من لا شئي رغم أنها لا تلبي مطالب أهل الأقليم، من أهم هذه التوصيات : تعزيز دور القوات المشتركة في حصم المتفلطين في الحدود بين الدولتين – ضرورة نزع سلاح من جميع في دارفور مع إبقاء عليه بيد القوات النظامية – إسراع في تسريح القوات الغير نظامية أو دمجها في القوات المسلحة – وفرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون – ودعوة حاملي السلاح للإسستجابة لنداء السلام – وتوفير مطلوبات العودة للنازحين واللاجئين – وأشاد الملتقى بدور دولة القطر ومجهودات رئيس دبي في إطار إيجاد السلام والأمن في دارفور.
طيب، هنا حزمة من الأسئلة حول مخرجات تلك الملتقى:
1- أين وجود ودور أهل الوجع وواطئي الجمرة في دارفور ( النازحين، اللاجئين والحركات السلمية والمسلحة والإدارت الأهلية الحقيقية)؟ ربما لم يقدم لهم دعوة رسمية بتاتاً وبتالي مؤتمر ناقص وما إلا حبر على الورق
2- قد إلتزم رئيس دبي بدعم توصيات ومقررات الملتقى مادياً وسياسياً وإجتماعياً، بل وعد بتنمية دارفور ! إذا هو صادق في كلامه أين هو كان منذ 1991م حتى الآن، لم يستطيع أن يذكر مصلحة واحدة قدمه لأهل دارفور طيلة فترة حكمه على تشاد، رغم أنه ولد وترعرع بين أم جرس وباهاي والطينة وقرأ في مدرسة كرنوي السودانية، ثم بنأ ثورته في دارفور حتى إحتل أنجمينا بدعم عسكري ولوجستي مباشرين من أبناء دارفور.
3- لماذا قدم دعوة لشيخ موس هلال وأهمل الآخرون ؟ أليس هم دارفوريون ولهم الحق في تحديد مصير إقليمهم؟ أم يحسبون أنهم موتى في إطار الإبادة الجماعية المخططة والمقصودة وجاري تنفيذها الآن بيد مليشيات الجنجويد الحكومية سواءٌ كانت مجموعة هلال او حمدتي، وكما في إعلان رئيس دبي بقتل كل من يرفض الإستسلام وتوصيات المؤتمر بآلة تشادية ويخص بذلك أبناء عمومته.
4- إذا كانت المؤتمر يهدف إلى إحلال السلام والأمن في دارفور، لماذا لم يتم تداول المشكلة من جذورها ويناقش الوضع الراهن الملتهب في الأقليم من القتل والتشريد والنهب المستمر في جنوب دارفور وشمال دارفور في هذه الأيام، حيث قتل عشرات من المواطنين الأبرياء العزل في قرى لا تبعد عن مدينة الفاشر حوالي 80 كيلومتر على مسمع ومرعا حكومة المؤتمر الوطني والأحزاب السياسية لا أحد بنطق الحق إلا زوراً، لا حياة ولا إنقاذ لمن يصرخ في دارفور حتى يموت كمداً، بل أسوا من ذلك الحكومة تمنع إيصال المواد الإغاثية للمضررين وأيضاً تحرم المتشردين الوصول إلى المعسكرات النازحين.
5- قال رئيس البشير ” ندعوا حاملي السلاح الإنضمام إلى وثيقة الدوحة للسلام” ولكن السؤال أين إتفاقية الدوحة الآن من الحرب المشتعل في دارفور؟ إنها زادت طين بلة، وجنح نظام الخرطوم ثمارها من قروش المانحين وقروض الممنوحة بإسم دارفور.
6- إذا كان الملتقى يخص 70% من أمره قضية حصم أبناء الزغاوة الموجودون في الحركات المسلحة كما يقول المؤتمرون، إذن لماذا لم يتم حوارهم سلماً بدلاً عن إعلان الحرب ضدهم بتحالف دولتين ؟ البشير ودبي ربما مغروران بقوة مليشياتهم ، عندما قال جنرال البشير هؤلاء أعدائي أقتلوهم يقصد الزغاوة أين ما وجدوا لأنهم ينوون السلطة ! لا، ليس هكذا تتقي شر من عاديت، مضت حادى عشر سنوات لم يتم حصم أمرهم مع إستمرار الإبادة ضدهم في دار زغاوة وجنوب دارفور حتى قتلوا تجار في نيالا وفي شمال دارفور دونكي بعاشيم والمناطق المجاورة لها حيث قتل حوالي 151 شخص، ومنذ بدء الحرب في دارفور عام 2003م تم قتل ما يفوق 580 ألف دارفوري وشرد ملايين منهم، إذاً كم عدد الزغاوة الذين قتلوا من بين هذه الرقم الخيالي؟ هل دارفور بقبائلها المتعددة متمثلة بإثنية معينة؟ أين إعتبار الآخرون؟.
7- لماذا سكتوا ممثلي الأحزاب السياسية في أم جرس عن ما يجري من الجرائم في السودان بأمر من رئيسين البشير ودبي؟ أليس هما بمجرمين؟ لا أحد يستطيع أن يقول الحق إلا مناضل / تاج الدين عرجة ربنا يفرج أسره، أظن هؤلاء الحضور إكتفوا بالأكل والشرب ومتعة الإقامة حتى سرقتهم الزمن وعادوا إلى أماكنهم بظروف مغلقة يحتوي على نسريات نقدية ممنوحة من رئيس دبي قيل بها حوالى(1000$) للفرد إكراماً لتلبية الدعوة الميمونة، هؤلاء ليس لديهم جراءة أن يقولوا كلمة الحق في وجه حاكم ظالم.
8- أخيراً، لماذا لم يقدم دعوة مباشرة ورسمية لولاة ولايات دارفور الخمسة لحضور فعاليات المؤتمر؟
بناءاً على ما ذكرته من الأسباب الأعلاه وبإضافة إلى مبررات أخرى لا أظن أن مشكلة دارفور يحل عبر نافذة أم جرس بنوايا سيئة ومبطنة من رئيسين، من ناحية إدريس دبي الذي يخاف من كيديات ومؤامرات الغادر جنرال عمر البشير على حساب حكمه في أنجمينا، وطموحات دبي في إفتتاح مدينته المحبوبة ويدخلها في العالم والتاريح من أوسع أبوابه، تارة آخري يخشى رئيس البشير بغية أن يحتضن تشاد المتمردين ومن هناك بنطلقون لإحتلال الخرطوم ، كما فعله د.خليل ابراهيم في عام 2008م ربنا يرحمه ويدخله الجنة، بجد كان هو بطل وأسد من أسود دارفور.
ربنا يهون علينا مصائب الدنيا ويقينا من شر هؤلاء الدمويين.
[email protected]