لم تفق الحكومة السودانية من صدمة الغارة الإسرائيلية على شرقي البلاد واغتيال اثنين من مواطنيها، حتى عاجلتها صدمة أخرى تتحدث عن إبعاد الخرطوم عناصر عربية وأخرى من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على خلفية تلك الغارة.
وبينما لم تؤكد المعلومات المتوفرة حتى الآن صحة هذه الأنباء، عجلت الخرطوم بنفي الأمر دون الدخول في تفاصيل تمنح الآخرين مساحة للتحرك بخيالاتهم.
بيد أن ذلك لم يمنع من الإشارة إلى ما قيل إنها علاقات معترف بها من المسؤولين السودانيين وجهاز المخابرات الأميركية الذي أكد من قبل أنه يتلقى معلومات تتصل بمكافحة الإرهاب من نظيره السوداني.
وفي هذا السياق قال مستشار وزارة الإعلام السودانية ربيع عبد العاطي للجزيرة نت إن لدى السودان ما يكفيه من الأزمات الكبيرة، وبالتالي من غير المنطقي أن يدخل في مشكلات جديدة تحت اسم ترحيل أشخاص ينتمون لحركة حماس أو غيرها.
وأكد عبد العاطي أن السودانيين مشغولون بجبهتهم الداخلية وكيفية معالجة الأزمات المحلية، واصفا الأنباء حول ترحيل عناصر من حماس أو عناصر عربية محاولة للتشويش وخلق نوع من الاضطراب لزعزعة الثقة بالحكومة السودانية.
الأمر وارد
وعلى الرغم من تشكيكه بصدقية ما نقل، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم بابكر محمد الحسن في “انعدام عنصر الشفافية وغياب المعلومة الكاملة” ووقوع حوادث سابقة من هذا النوع احتمالا كبيرا بأن “يطرد السودان من يرى أنهم يهددون أمنه القومي بغض النظر عن جنسياتهم”.
واستبعد في تعليقه للجزيرة نت أن تنبع الأشياء من فراغ فيما يتصل بالأنباء الأخيرة عن ترحيل بعض الأشخاص، مشيرا إلى مخاطر الجهل بحجم وتأثير تلك المعلومات على الأوضاع السودانية والمنطقة العربية بكاملها.
أما الخبير بمجال الدراسات الإستراتيجية الحاج حمد فاعتبر أن هناك كثيرا من الضبابية التي تحول دون الاطلاع على الحقائق المجردة، ولمح إلى وجود أحاديث متفرقة عن علاقة النظام السوداني غير المباشرة مع الموساد.
ورجح أن تكون هناك تفاهمات سودانية غير مباشرة مع الموساد طالما كان هناك تواصل مع المخابرات الأميركية حول محاربة الإرهاب، منبها إلى وجود معطيات جديدة على الأرض العربية “وبالتالي ليس مستبعدا أن يتخذ السودان قرارا بإبعاد عناصر متهمة بالإرهاب من أراضيه بإيعاز من المخابرات الأميركية لتكون قد حققت إسرائيل هدفها الرئيس من ذلك”.
غير أنه أشار في تصريحه للجزيرة نت إلى أن الأمر لا يزال مجرد تكهنات أكثر من كونه وقائع مسلما بها “على الأقل في الوقت الراهن”.
المصدر: الجزيرة -عماد عبد الهادي-الخرطوم