هدية جهاز الامن

حسن اسحق
ان دعوة الرئيس لحوار جامع ،واطلاق سراح المعتقلين ، وبادر الجهاز باطلاق بعض منهم صبيحة الثلاثاء ،كي لا تتوفر لهم اجواء اعلامية ،ورئيسهم يدعو للحوار، وهم في الضفة الاخري من القصر يصادرون الصحف بعد طباعتها ،والاسبوع السابق كل اعداد صحيفة الميدان صادرها جهاز الامن
وعدد الاحد والثلاثاء في هذا الاسبوع .وفي بيان لجهاز الامن نشرته الصحف كمانشيت عريض لاعادة انتاج الخداع في الشارع السوداني ،ان الحكومة ملتزمة بكلامها مع المعارضة ،وهناك فارق ان الرئيس يهرجل والامن يتبختر حينما اراد ذلك .ونفي في بيانه مصادرة صحيفة الميدان الناطقة بأسم الحزب الشيوعي ، ونفي مدير ادارة الاعلام بجهاز الامن مانشر من اخبار حول مصادرة الجهاز لعدد من صحيفة الميدان ، وابدي استغرابه من ذلك الادعاء المختلق . وفيما يتعلق بندوة حزب الاصلاح الان بالجامعة الاهلية اكد ان الحرس الجامعي وادارات الجامعات هي المسؤولة عن ادارة المناشط داخل الجامعات وليس جهاز الامن ، واي قرار يلي النشاط بالجامعات تتخذه ادارة
الجامعة بما يتوافق مع استقرار الجو الاكاديمي ومصلحة وسلامة الابناء الطلاب. جهاز الامن ينكر صلته بمصادرة الميدان ، ومنع قيام ندوة العتباني في الجامعة الاهلية ، ولكنه اعلن اطلاق سراح المعتقلين ، مثل هذا الاعلان يريد ان جهاز الامن ان يكسب ثقة اصلا هي غائبة عنه منذ سنين ، ومابين انكار المصادرة واعلان اطلاق السراح خيط رفيع يوضح الكذب الذي تداوله الجهاز عبر مدير ادارة الاعلام . الجهاز يعتقل لكنه لا يعلن عن الاعتقال ، ويصادر الصحف وينكر ذلك عبر بيان . وهل مدير الاعلام لا يعلم بما تقوم به مؤسسته ، ام ان هناك جهاز داخل جهاز الامن نفسه يعمل في السر ولا يعرفه مدير الاعلام .كأن الجهاز يريد ان يرسل رسائله ان حديث الرئيس نفذ
، وهؤلاء المعتقلين اطلقنا سراحهم ، كأن حرية التعبير يوزعها جهاز الامن لمن اراد ،ويأخذها متي ما رغب في ذلك . ان نفي مصادرة الميدان تأكيد علي كذب الامن نفسه . لو صدق بيان (الامنجية) فعليهم مراجعة مؤسستهم ، وهل هناك جهاز امن يعمل داخل الجهاز ولا يعرفونه . ان بيانهم يخاطب القارئ كأنه لا يعرف ان الجامعة هي مسؤولة عن ادارة انشطتها ، الامن يتدخل في كل شئ،وبات رقيبا علي ضمائرهم وحركاتهم . عندما يعتقل لا يستجيب لاي دعوة لمقابلة المعتقلين،وينكر في مرات كثيرة اعتقالهم . وامتلك جرأة مزيفة باعلان اطلاق سراح المعتقلين،واين البقية منهم يا مدير الاعلام.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *