بقلم : أحمـــــد قـــــــارديا خميـــــس
التنظيم العالمي للإخوان المسلمين أو – كما يطلق عليه البعض – التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، نشأ هذا التنظيم في بدايته كمكتب أو مجلس تنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين يضم في عضويته أفرع الجماعة في الدول في عهد الإمام المرشد الأول للجماعة حسن البنا ، هذا عطفاً علي أراء كثير من الكتاب الذين لهم إهتمامات وبحوث تخص شأن الجماعة. إلا أن رجل الأعمال يوسف ندا والذي يشغل منصب “مفوض العلاقات الخارجية للاخوان المسلمين” أكد في مقابلة تلفزيونية مع (بي بي سي العربية) بثت في أكتوبر 2009م أنه لاوجود لما يسمى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين واصفاً هذا التنظيم بأنه ” إشاعة صدقها الكثير من الاخوان.
هذا التنظيم ومعه النظام، هما بالفعل نكبة ولعنة ونغمة وبلاء ، أبتلي بهما السودان ويتمثل ذلك في منتوج ونتاج أفعالهما التي أوصلت البلاد إلي ما هي عليه الآن، ويظهر قبح صنيعهما جلياً في التشتت والتوترات الارتباك الذي ألقي بظلاله علي المشهد السياسي والجفرافي والاجتماعي للدولة السودانية .
التنظيم المقصود هنا هو “جماعة الاخوان المسلمون في السودان” ومن إلتحق بها وما نبت عنها من مسميات وتشكيلات منذ جبهة الميثاق الاسلامي وحتي المؤتمر الوطني الحالي ، خرج برنامج الجماعة في كل مراحلها تقريباً عن سماحة الاطار الدعوي الديني التقليدي لتلبس عباءة الجهاد في سبيل الله وصولاً إلي إقامة الدولة بفكر جاهلي طائفي متخلِّف ليسيطر علي البلاد والعبادعلي عكس إتجاه الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
أما النظام فيتمثل حاليا في المؤتمر الوطني الظالم والذي ركب ظهر السلطة عن طريق الدبابة أواسط عام 1989م، وأصبح مضرباً للمثل في القهر والطغيان بالجبروت الذي حكم به السودان ومازال يمارسه حتي إكتشف الشعب خديعة الشعارات الوهمية التي كان يغلف بها الإنتهازيون سوء أعمالهم من أعلي كرسي سلطوي بالبلاد. أصبح لسان حال المواطن يقول : أن الإسلام السياسي لا هّم له إلا التخطيط والتآمر ( لتكويش ) السلطة بيد القِلة وبالتالي إقصاء وتهميش الآخرين. (يتبع)…
[email protected]