نقدر دور قطر العظيم في حل أزمة دارفور
* بنك تنمية دارفور يدعم جهود التسوية الشاملة
* مشاركة كل الفصائل في المفاوضات تحقق السلام الشامل
* نسعى لضم عبد الواحد لمسيرة السلام
الخرطوم – عادل أحمد صديق :
أشاد السيد مني أركو مناوي كبير مساعدي الرئيس السوداني رئيس حركة جيش تحرير السودان ورئيس السلطة الانتقالية لدارفور بالدور القطري تجاه حل أزمة دارفور، مشيرا الى الدور الكبير الذي تقوم به قطر تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى ونوه الى ان إعلان سمو الامير إنشاء بنك للتنمية يعد خطوة أساسية وكبيرة تصب في تعزيز ودعم الاوضاع الانسانية والعملية السلمية في دارفور.
دور قطر
وقال مناوي لـ (الراية) إن الدور القطري واضح ومقدر وعظيم ونشكرهم على هذا العمل الكبير، وقد لعبت قطر دوراً مشهوداً في الاستضافة والقيام بتحركات من شأنها المساهمة في دفع العملية السلمية وتقارب الرؤى بين الحركات في إطار المفاوضات، وهذا جهد مقدر ونشكر قطر عليه أميراً وحكومة وشعبا، وحرصهم على التوصل الى حل شامل ونهائي لأزمة دارفور في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها السودان ودارفور بصفة خاصة، قطر لديها دور كبير في سلام دارفور.
جهود السلام في الدوحة
وأضاف: هناك جهود كثيرة تسعى لتحقيق السلام وهناك استعداد تام من قبل الحكومة السودانية لإنهاء المشكلة وايضا وجود الحركات المسلحة في الدوحة هذا دليل على حرصهم وجديتهم في التوصل الى السلام عبر الحوار وأبدى المجتمع الدولي رعايته لهذه المفاوضات وحضوره المكثف في قطر دليل واضح على ان المجتمع الدولي مستعد ان يقدم كل ما لديه من جهود لإنهاء المشكلة . وقطر صبرت كثيرا على عملية السلام واستضافتها لجولات التفاوض وانها ماضية قدما في انهاء المشكلة.
وأكد أن إعلان سمو الأمير عن انشاء بنك للتنمية في دارفور خطوة ايجابية تقدرها السودان لكونها تدعم جهود ايجاد التسوية الشاملة كما ان البنك سيعزز من التنمية والاستقرار بدارفور، نقول انها خطوة في المضي قدما لمرحلة التنمية.. ورؤيتنا للتنمية في دارفور هي ان التنمية وصلت مرحلة تجد فيها مبالغ وجهود من شأنها دعم العملية التنموية ولدينا مقترحات تتمثل في تجاوز مرحلة الاغاثة الى مرحلة التنمية.
وحول الجهود الحكومية لدعم مفاوضات الدوحة قال: نحن قدمنا الكثير في جانب المفاوضات وفي إنجاحها خاصة في إطار توحيد الاخوة الفرقاء في الحركات المسلحة، ومازلنا نسعى في هذا الطريق ورؤيتنا للمفاوضات هي رؤية واحدة متمثلة في حث كل الاطراف للوصول الى اتفاق في أقرب وقت ممكن وكذلك ندعو الحركات إلى توحيد مواقفها ورؤاها التفاوضية في المحادثات عبر مفاوضات الدوحة وكذلك القبول بالاخرين بمن في ذلك اخواننا في حركة العدل والمساواة.
وقال مناوي: جلسنا مع حركة العدل ونصحناهم بقبول الاخرين معهم في طاولة المفاوضات وايجاد صيغة لتوحيد اتفاقيات الدوحة للسلام (مع العدل والمساواة وحركة العدالة والتحرير) بهدف التوصل الى اتفاق نهائي وشامل، ولدينا وفد نشط يجري اتصالات ومشاورات في قطر.
تعدد المنابر
وأضاف: حتى هذه اللحظة لاتوجد تعددية في المنابر لحل ازمة دارفور، وان هناك منبرا واحدا للتفاوض وهو منبر الدوحة، ولكن لا اعلم ماذا يكون بعد قطر، الواقع ان هناك اشارة طيبة بالنسبة لاهل السودان خاصة اهل دارفور، ان المنبر واحد وهو منبر قطر، وان الحكومة والحركات تتفاوض فيه الان، وهناك بعض الحركات لم تشارك مثل حركة عبدالواحد محمد نور وغيرها وهناك مساع لضم عبد الواحد نفسه للعملية السلمية، ليس هناك تعدد في المنابر بل تعدد الاتفاقيات هذه اشارة سلبية بالنسبة لإيجاد حل لقضية دارفور.
اتصالات مع الحركات
وقال: التقينا بقيادات من حركة العدل والمساواة مثل الاخ الدكتور خليل في الدوحة بجانب عدد من القيادات في بعض الحركات وسليمان جاموس واحمد تقد وبشارة سليمان وناقشنا معهم ألاينفردوا بأي طاولة في المفاوضات وقلنا لهم ان الانفراد لايحل مشكلة دارفور وطالبناهم بوقف العداء مع كل الحركات بما في ذلك الحكومة السودانية، باعتبار ان الحرب لابد ان تنتهي، وقلنا لهم اذا كنتم تريدون القبول لابد من قبول كل الاطراف والجلوس معهم في مائدة الحوار للوصول الى حل كامل وشامل. وقال مناوي:لدينا اتصالات مع عبد الواحد محمد نور في بعض المستويات، لتوحيد الحركات الدارفورية المسلحة كما تناولت تلك اللقاءات عدداً من القضايا الملحة والمهمة ضمنها التحديات الانسانية والأمنية بالاقليم والتأكيد على ضرورة تنسيق الجهود وتوحيد الرؤى والأهداف الخاصة بقضية دارفور وضرورة تحقيق السلام.
اتفاقيات سلام الدوحة
وأكد أن اتفاقيات الدوحة بشأن السلام، (التي وقعت بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة وحركة التحرير والعدالة) هي بداية للاتفاق النهائي والشامل، لان الاتفاق الاطاري هو اتفاق يمهد الطريق للتوصل الى التسوية الشاملة للقضية، وان من اكبر ايجابيات الاتفاقيات هناك وقف اطلاق النار، وان وقف اطار النار ينعكس ايجابا على الاوضاع وحياة المواطنين اليومية في دارفور، واذا تمت مناقشة التفاصيل بالتأكيد سيتم التوصل للاتفاق النهائي.
مؤتمر المانحين
وقال مشاركتنا في مؤتمر المانحين بالقاهرة كانت إيجابية وجيدة وهناك استجابة كبيرة من المجتمع الدولي خاصة الدول الاسلامية التي قدمت الكثير حوالي 850 مليون دولار وهناك أمل في ان يقدم المانحون مبالغ إضافية.. والعامل الايجابي الاكبر هو تبني قطر لانشاء بنك للتنمية برأسمال 2 مليار دولار يكون مقره السودان ومن ثم يتم تنفيذ المشروعات من خلال البنك. وتعد هذه خطوة ايجابية تصب في دعم العملية السلمية. كما ان حضور قطر في هذا في المنبر كان اكثر لمعانا.
إنفاذ اتفاق أبوجا
وقال: الواضح ان اتفاقية ابوجا لم يتم تنفيذها خاصة البنود الاساسية التي منها بند الترتيبات الامنية، والتنمية وكذلك الخدمة المدنية ومشاركة اهل دارفور وقضايا اخرى مهمة كل هذه الاشياء لم يتم تنفيذها والمسألة تسير بالصبر.
استقرار الأوضاع
وأكد أن الاوضاع في دارفور تحتاج كثيرا من المعالجات وتوفير الخدمات فالاوضاع تشهد استقرارا، بالرغم من تقلص الاعمال العسكرية بدرجة كبيرة وبطريقة تدريجية ، وأكد ان الاوضاع الانسانية تحتاج الى الكثير حيث ما زالت المعسكرات مكتظة بالنازحين واللاجئين ولابد من استيعاب كل الحركات خارج بوتقة السلام حتى يكتمل السلام لتحقيق الاستقرار والسلام الشامل والنهائي.
تأجيل الانتخابات
وأضاف: نحن كحركة تحرير السودان لم ندخل في العملية الانتخابية لأنها جزء من المجتمع والقوى السياسية السودانية.. ولدينا تحفظات على قيام الانتخابات وتحفظات منها انه تم اجراء عدد من الاجراءات حول الاحصاء السكاني وتوزيع الدوائر الجغرافية وكذلك السجل الانتخابي، كما ان هناك كثيرا من المواطنين لم يسجلوا في المعسكرات خاصة في دارفور وكل هذا يؤثر على قيام الانتخابات دون ايجاد حلول لها، وفيما يتعلق بمطالبة التنظيمات السياسية والاحزاب بتأجيل الانتخابات دون سبب مبرر ايضا يعوق مسيرة الاستقرار في السودان.
رسالة أخيرة
وأكد أن السودان في مفترق طرق خاصة انه يشهد قيام الانتخابات والاستفتاء لجنوب السودان والتي ربما تؤدي الى انفصال او وحدة ونتمنى ان تؤدي الى وحدة. والوضع في دارفور متشعب وكل هذه التطورات لابد ان ننظر لها بنظرة عقلانية حتى نخرج من المأزق الموجود.