25/11/2012
عكست التقارير الواردة من دارفور حجم انتشار مرض الحمى الصفراء وإعلان وزارة الصحة الإتحادية الأوضاع بانها ” وبائية” مما يعكس تردي الأوضاع الصحية، و تشير آخر الاحصاءات الواردة من منظمة الصحة العالمية بأن العدد الإجمالي للحالات المبلغ عنها حتي الآن 537، منها 127 حالة وفاة وتأثر كل إقليم دارفور بهذا الوباء بصورة متباينة حيث بلغت نسبة الحالات 62.7٪ في وسط دارفور ، 8.5٪ في جنوب دارفور، 19.3٪ في غرب دارفور و 8.8٪ في شمال دارفور، و بلغ معدل الوفيات 23.6 في المائة ، وهنالك حتي الآن نحو 30 قرية ومجمع سكني في دارفور تأثرت بإنتشار الحمى الصفراء فيهاومن المتوقع إرتفاع هذا العدد بصورة كبيرة في مقبل الأيام القادمة.
إن الوضع الصحي في دارفور قد تدهور بصورة مريعة حيث إنعدمت أبسط مقومات الخدمات الصحية وزاد الوضع سؤا بعد طرد المنظمات الطوعية التي كانت تعمل في الأقليم حيث كان يوجد في دارفور 13 منظمة أجنبية تعمل في مجال الصحة وقد قامت هذه المنظمات بجهود كبيرة في توفير الخدمات الصحية الأولية لأبناء الشعب الذين يعيشون في المخيمات لا سيما النساء والأطفال. كما قامت بأنشاء نظام صحي متكامل يقوم برصد تفشي وإنتشار الأوبئة ولكن الحكومة قامت بطرد كل هذه المنظمات ووضعت في مكانهم منظمات تابعة لها وتفتقر إلي الخبرة الكافية المطلوبة للتعامل مع هذا النوع من الأزمات الصحية.
إن أهلنا في دارفور لأمس الحاجة هذه الأيام لكل أشكال الدعم والمساعدة وعلي وزاة الصحة أن تتحرك فورآ وتقوم بالعمل علي نشر التوعية وسط المواطنين والتعريف بالمرض وسبل إنتشاره وطرق الوقاية وفق توصيات منظمة الصحة العالمية ونود بهذا الخصوص أن نشيد بالأخوة أعضاء اللجنة التنفيذية بنقابة أطباء السودان الأصلية داخل الوطن لما يقومون به من جهود بنشر التوعية وسط المواطنين بخصوص هذا الوباء كما يجب علي وزارة الصحة العمل الجاد والعاجل علي دعم وتطوير المستشفيات العامة بولايات دارفور المختلفة والتأكد من وجود المصل الواقي للحد من إنتشار المرض كما يجب إتاحة المجال للمنظمات الطوعية العالمية لتقوم بمهامها لما لديها خبرة عالمية للتعامل مع هذا النوع من الأزمات
وإدراكآ منا بخطورة الوضع الصحي في دارفور فأننا نعلن بأسم كل الأطباء السودانين العاملين في المملكة المتحدة وإيرلندا إستعدادنا التام لتقديم أي نوع من المساعدة للحد من خطورة هذا الوباء كما نهيب بكل الأطباء والسودانيين العاملين في مختلف بقاع الأرض بأن يهبوا لتقديم أي نوع من المساعدة لأخوانهم في دارفور حتي يتجاوزوا هذه الظروف الصحية الصعبة التي يمرون بها
إن هذا الوضع الصحي المتدهور في مدن وقري دارفور يحتاج لجهود جبارة من قبل جميع الجهات السودانية والعالمية لمحاصرة هذا المرض الفتاك والحد من إنتشاره والقضاء عليه ونود أن ننبه هنا بأن سياسة دفن الروؤس في الرمال والتي درجت الحكومة الحالية إتباعها مع مثل هذه الأزمات لن تجدي في مواجهة هذا الوباء الذي لا يعرف حدودآ وإذا لم تتصدي له الحكومة بكل قوة وحزم فسوف ينتشر ليعم كل مدن وقري السودان
اللجنة التنفيذية لنقابة أطباء السودان بالمملكة المتحدة وإيرلندا