ندوة (المستجدات والتحديات ):د. جبريل ابراهيم: التحدي الراهن تحقيق سلام من خلال نظام لا يؤمن إلا بالحلول العسكرية

د. التيجاني السيسي: المفاوضات اختبار لجدية الارادة السياسية لحكومة الخرطوم
د. جبريل ابراهيم: التحدي الراهن تحقيق سلام من خلال نظام لا يؤمن إلا بالحلول العسكرية
د. كمال الجزولي: الحكومة ماطلت كثيرا في البحث لانهاء معاناة اهل اقليم دارفور
  أكدوا ان الحل من الداخل يعد هروبا من المشكلة .. متحدثون في ندوة -المستجدات والتحديات  

الدوحة :  عواطف عبداللطيفثلاث سنوات تصرمت وملف سلام دارفور يتداول في دوحة الخير .. اجتماعات تعقد وتنفض .. وفود تحل رحالها بفنادق الدوحة .. وورش عمل وتوقيع اتفاقيات اطارية .. وحديث ناعم في بعض الاحيان وخشن حد القطيعة احيان اخر .. مفاوضات وحوارات .. تهليل وتكبير .. وفي بعض الاحيان دموع زرفت حد البكاء المر ..كل ذلك وغيره الكثير لاجل دارفور التي تتوجع وتنزع للسلام .. للاستقرار ..

وفي اول لقاء مشترك ومفتوح بين حركة التحرير والعدالة وبعد رجوع حركة العدالة المساواة لمنبر الدوحة بعد قطيعة وما زال رئيسها الذي غادر لليبيا قبيل الاحداث الاخيرة غائبا والكثيرون يطرحون سؤالا عن صحته وأمنه فتأتي الاجابة من شقيقة د. جبريل بخير والحمدلله حتى قبل ان ادخل لقاعة الشيراتون ..  دليل على انه اغلق محادثة معه الان ..   وخلال ندوة نظمتها رابطة ابناء دارفور بدولة قطر وادارها القانوني المعروف كمال الجزولي وقدمها الاستاذ جبير عضو الرابطة وبلغته الرفيعة والمموسقة النازعة للسلام والاطمئنان وغاب عنها اعضاء السفارة السودانية بالدوحة ورئيس جاليتها ( رغم ان الندوة للتنوير والاستنارة وغير ملزمة لاي طرف ) وحضرها جمع من ابناء دارفور ومثقفين ومتابعين .. أمن المتحدثون ان عملية السلام في الاقليم تواجه تحديا كبيرا يتمثل في الارادة السياسية الحكومية التي رأوا انها غير موجودة وأكدوا أن حل المشكلة من الداخل وفق الأستراتيجية التي وضعتها الحكومة السودانية غير ممكن ولن يتم الحل الا من خلال منبر الدوحة.

وشدد المتحدثون ان توحيد الحركات المسلحة ورتق النسيج الاجتماعي في الاقليم  عنصران اساسيان لحل المشكلة التي تتفاقم يوما بعد الاخر على الرغم من انها وجدت تأييدا اقليميا ودوليا لم تحصل عليه أي قضية .

وقال امين العلاقات الخارجية في حركة العدل والمساواة د. جبريل ابراهيم ان رياح التغيير الكاسحة في المنطقة العربية لن يسلم منها اي نظام طاغية وقال ان وعي الشعوب عال واسباب الانتفاضة جلية ومتطابقة في كثير من لاحيان ومهما توفرت للشعوب مغريات مادية فالكل يطلب الحرية وهذه الانظمة مستعدة لان تعطي كل شيئ الا الحرية ولابد ان تقتلع تلك الانظمة اذا ارادت الشعوب الحصول على حريتها .
واكد ابراهيم قرب حدوث انتفاضة في السودان وقال من ياتي اخيرا ياتي كبيرا وشعبيا ومن قاد ثورتي اكتوبر وابريل سيقود ثورة ضد النظام وطالب الأنظمة ان تغير نفسها قبل ان يغيرها الآخرون والادعاء باختلاف وضع نظام عن آخر ليس صحيحا وقال نحن نعيش صدمة انفصال الجنوب ونعلم كلنا من دفع الجنو ب للانفصال مع سبق الاصرار والترصد فقد كان هذا النظام يحوي معسكرا سعى لفصل الجنوب  وقد رفض هؤلاء مساعي تحقيق الوحدة وجعلها جاذبة .
ووصف د جبريل  ابراهيم انفصال الجنوب بالكارثة الحقيقية وتسائل كيف ينفصل السودان  الذي ورثناه واحدا وكنا نعتز بمساحته وبتنا اليوم نشيح بنظرنا عن شكل خارطته الجديدة فهذه ماساة حقيقية واضاف من المؤلم اننا خسرنا البلاد وخسرنا السلام بالقنابل الموقوته الكثيرة التي بقيت .

كبت الحريات وتشرذم الحركات
وادان ابراهيم ما وصفة بكبت الحريات والقمع الذي يمارسه النظام السوداني وقال اننا نسمع قصصا يشيب لها الولدان وفظاعات لم يسمع بها اهل السودان من قبل ولا تشبههم اصلا .وانتقد المسؤول في حركة العدل والمساواة تشرذم الحركات المسلحة في دارفور وقال ان ذلك ساهم في تاخير عملية السلام ونحن اجتمعنا مع حركة التحرير والعدالة لمواجهة هذا التشرذم في اتفاق التنسيق المتقدم  .. وأضاف برغم انه دون الطموح ولكن نحن على يقين وجادون في الوصول للاتفاق في النهاية ولن يتوقف الامر عند التحرير والعدالة بل نسعى مع اخواننا في بقية الحركات للانضمام الى وحدة جامعة وقد بدأنا جهدنا مع سبعة فصائل في مايو الماضي ووقعنا اتفاقا معهم في لندن وسعينا مع حركة عبد الواحد نور وجلسنا معهم في لقاءات طويلة ونامل ان يكون ذلك سببا في انضمامهم لمسيرة السلام في الدوحة
,واكد ابراهيم ان العدل والمساواة وقعت مع حركة تحرير السودان بقيادة اركو مناوي بيانا سياسيا مشتركا حيث يمكن ان يؤدي هذا الى انضمامهم لمسيرة السلام.
واعتبر القيادي في حركة العدل والمساواة ان التحدي الآن هو تحيقيق السلام مع نظام لا يؤمن بالسلام ولا يريده وقال ان اهل السوادن يعلمون ان هذا النظام لا يريد السلام وهو يحاول فرض الحل العسكري وتطرق ابراهيم الى حديث الرئيس السوداني في لقاءه الأخير بالجالية السودانية في قطر وقال:ان رئيس الجمهورية اكد ان الخطة هي القضاء على الحركات المسلحة في دارفور ثم جمع السلاح ثم الحديث مع الناس بعد ذلك ,كما ان استراتيجية النظام للسلام من الداخل لا تتحدث عن التفاوض الا في البند الخامس .

وانتقد ابراهيم قيام الرئيس السوداني باصدار مرسوم بوضع دارفور الاداري وقال انه يعلم علم اليقين ان هذا من الأمور الشائكة في طاولة المفاوضات وسبب عدم توقيع البعض على اتفاق ابوجا هو موضوع الاقليم .

حديث غير مسؤول

ورفض ابراهيم اتهام البشير لحركات التمرد في دارفور بالقتال الى جانب نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا وقال ان هذا الحديث فيه الكثير من اللامسؤولية وهو سعي للوقيعة بين مواطني البلد ومواطني دولة اخرى وما حدث فعلا ان صحيفة خال رئيس الجمهورية هي من ادعى بان حركة العدل والمساواة تقاتل بجانب الحكومة الليبية مع ان الكل يعلم ان لا وجود للعدل والمساواة ولا لاي حركة أخرى .
ومن جانبه قال الدكتور التيجاني السيسي رئيس حركة العدالة والتحرير أن منبر الدوحة لمفاوضات دارفور مر بالكثير من المطبات والمنعرجات الا انه استطاع ان يتجاوزها  وان الحركة صبرت على كل هذه المنعرجات لكون ان قطر فتحت ابوابها للحوار وحل المشكلة وصبرت كثيرا عليها ولكون القضية هي قضية دارفور ومهما كانت الاستفزازات كان لابد من الصبر
وقال في هذه الاثناء الجانب الحكومي حاول كثيرا ان يلوي يد الحركة لكن الحركة بقيت في منبر الدوحة من اجل اهل دارفور .
وأوضح  السيسي ان استراتيجية السلام التي وضعتها الحكومة لتحقيق السلام من  الداخل ما هي الا هروب من حل المشكلة ..واضاف : لا يمكن ان يكون هناك سلام من الداخل الا اذا كان هناك سلام مع النفس.. وهذا لا يحتاج الى وسطاء كما هو الحال الان .

برنامج لن يحل المشكلة

واكد ان البرنامج الذي وضعته الحكومة في الخرطوم والمرتكز على الناحية الامنية بشل حركة الحركات المسلحة لا يمكن ان يحل المشكلة باي حال من الاحوال .
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد اعلن خلال لقاء له مع الجالية السودانية في قطر خلال الايام الماضية ان الحكومة ستقضى على ما اسماه بفلول الحركات المسلحة وستجمع منها السلاح ثم تتفاوض معها .
وانتقد رئيس حركة العدالة والتحرير قرار الحكومة السودانية انشاء ولايات جديدة في اقليم دارفور على اساس عرقي وجهوي وقال ان التقسيم الى ولايات  وفق هذا المفهوم هو السبب الرئيسي الذي ادى الى تفتيت اهل الاقليم .
وكان الرئيس السوداني قد اصدر مرسوما جمهوريا خلال اليومين الماضيين نص على قيام استفتاء لتحديد الوضع الاداري للاقليم ..وتعليقا على هذا المرسوم الجمهوري قال الدكتور التيجاني السيسي انه ضحك عندما سمع بهذا القرار الجمهوري اذ ان الاستفتاء حول الوضع الاداري للاقليم كان ضمن الاتفاق الاطاري الذي وقعته حركة التحرير مع الحكومة وهو موضوع يتم التفاوض حوله  الان وما كان ينبغي ان يصدر قرار جمهوري بشأن موضوع يجري التفاوض حوله لأن ذلك يخالف اعراف المفاوضات المعروفة دوليا .
ونفى د. التيجاني ان يكون اي من اهل دارفور قد شارك في القتال الجاري في ليبيا  ..وكانت حكومة الخرطوم قالت ان بعض منسوبي الحركات المسلحة الدارفورية قد شاركوا في القتال الدائر في ليبيا كمرتزقة مع نظام القذافي المنهار ..وعاد التيجاني بذاكرته لسنوات ماضية كانت فيها ليبيا مستضيفة الى قوات الجبهة الوطنية التي تشكلت للقضاء على  نظام جعفر نميري وقال ان ابناء دارفور الذين شاركوا في الجبهة الوطنية لم يكونوا مرتزقة ولم يكن لهم علاقة بالنظام الليبي .

وقيعة بين شعبين
وقال ان ما اثارته الحكومة بشأن ما اسمته مشاركة الحركات المسلحة في القتال في ليبيا يهدف ان يبطش النظام الليبي بأهل دارفور في بلاد المهجر كما بطشت بهم الحكومة في الخرطوم .
واشار الى انهم  رفعوا خطابا الى حضرة صاحب السمو امير دولة قطر المفدى طلبوا فيه تدخله لرعاية اهل دارفور في ليبيا وقام سموه باصدار التوجيه بنقل السودانيين من ليبيا الا ان بعض اهل دارفور لن يستطيعوا العودة الى بلاهم لان المشكلة في دارفور لا تزال قائمة .
وقال ان الشعب اليبيي يعرف من هم المرتزقة لانهم عايشوا اهل دارفور فترة طويلة  ويعرفون ان كانوا سيعملون مرتزقة ام لا .
وشدد رئيس حركة التحرير والعدالة على ضرورة توحيد الحركات المسلحة في دارفور  وقال :  بدون الوحدة لن تحل المشكلة وينبغي ان يتبع ذلك برنامج قومي من اجل حل مشكلة السودان القومية في الشمال مشيرا الى ان السودان الشمالي بعد انفصال الجنوب يواجه تحديا في مناطق جنوب كردفان وجبال الانقسنا وفي الشرق وفي الجزيرة بجانب التحدي الاقتصادي .
 وكان د. السيسي استهل حديثه في الندوة بتوجيه الشكر الى حضرة امير قطر والى معالي رئيس الوزراء والى سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية والشعب القطري لحرصهم على حل مشكلة دارفور من اجل استقرار الاقليم والسودان كافة ..كما توجه بالشكر الى السيد باسولي جبريل الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي ومساعديه لما بذلوه من جهود مضنية من اجل حل المشكلة .
وأعرب رئيس حركة التحرير والعدالة عن استيائه من الجهود التي ادت للتفريط في وحدة السودان ..واضاف : كنا نتمنى لو ترجمت اتفاقية نيفاشا على ارض الواقع بطريقة تجعل من الوحدة امرا جاذبا ولكن بعد ان حدث ما حدث يجب ان نقف عند الاسباب .
وقال انه لو كانت القوى متوحدة لما كانت هناك فرصة لأي تدخل من الخارج ..وعزا السيسي ما حدث في الجنوب لعدم اعطاء الجنوبيين حق الفيدرالية فكانت النتيجة الانفصال الحتمي .
وتطرق لاسباب الصراع في دارفور والذي اندلع في 2003 واكد انه لا حل للمشكلة الا اذا تمت معالجة جذور المشكلة بعيد ا عن الحلول الوقتية مشيرا الى ان اول محطة للعلاج بدأت في ابوجا لكن المؤسف انها عقدت المشكلة بدلا من حلها لأن ابوجا لم تكن الوصفة الصحيحة للعلاج .
وقال ان ضرورات الوحدة لم تكن مطلوبة لدارفور وحدها بل هي مطلوبة لكل قضايا السودان واشار في هذه الاثناء الى ان بروز الانتماءات العرقية وقد اصبحت القبيلة هي المدخل للوظيفة وجواز المرور لتحقيق الطموحات الامر الذي ادى لضياع الوطنية في السودان .
وأعرب عن مخاوفه ان ينتقل التفتت في جسد السودان من الاطراف الى وسط السودان وشرقها اذا لم تتوحد الجهود وقال ان دارفور كانت وحدة واحدة تتألف من 135 قبيلة تضمها منطقة واحدة ويحكمها الاسلام .

تحديات تواجه المشكلة
واشار ان دارفور تواجه تحديا يتمثل في تشظى المجتمع وتشظي الحركات  المسلحة الامرالذي ادى لتدخلات اقليمية ودول الجوار الافريقي وتزايد عدد المبعوثين فأصبح اهل دارفور تائيهين بين المبادرات الا انه اكد ان جميع المبادرات توحدت في الدوحة بمساعدة الوسطاء الاقليميين والدوليين ..واكد ان المباحثات في الدوحة لن تنجح الا اذا توحدت الحركات المسلحة .. والتحدي الذي يواجه مفاوضات قطر يتمثل في انعدام الارادة السياسية لدى الحكومة السودانية لحل القضية حلا عادلا وشاملا .. والمفاوضات هو الاختبار الوحيد لارادة الحكومة واذا لم نصل الى شئ فلا ينبغي ان ننكفئ ونعود الى اهلنا دون ان نحقق شئ .
واكد ان التأييد الاقليمي والدولى الذي وجدته الثورة في دارفور لم تجده اي ثورة في العالم اذ  ان اكبر بعثة لحفظ السلام في العالم توجد في دارفور . واعرب السيسي عن خيبة امله من الجهود التي يبذلها البعض من اجل خلق النعرات العنصرية والقبلية  في دارفور لتشتيت الوحدة في المجتمع الواحد ..واكد مجددا انه لا حل لقضية دارفور الا اذا تمت الوحدة في الاقليم  .. وشدد ان الحركات حريصة علىها – الوحدة – من اجل اهل الاقليم  لا من اجل  تحقيق ما اسماه بمطامع الحركات المسلحة وذكر ان التحدى الاخير والاهم هو كيفية تنفيذ الاتفاق الذي تفضي اليه المفاوضات الجارية الان في الدوحة .

اخذت وقتا طوبلا

من جهة ثانية قال د. كمال جزولي الحقوقي السوداني ان الوقت طال للبحث عن حل لمشاكل اقليم دارفور، وانه في ظل هذا التطويل انتهكت حقوق اهالي دارفور، واستبيحت دماؤهم، وتواصل مسلسل الاختفاءات والاغتصابات، واشعال النعرات القبلية، وتشريد الملايين في الداخل والخارج …واضاف جزولي أن حكومة الخرطوم ماطلت كثيرا لاجل البحث عن ما ينهي معاناة دارفور، وواصلت مسلسل جرائم الحرب، والجرائم ضد الانسانية، وجرائم الاعتقال الاداري، والتعذيب دون محاكمات، وكل هذا باسم الامن ومواجهة المناوئين.
واعتبر الباحث القانوني والحقوقي أن نظام الخرطوم بعد كل هذه المدة، جنى على السودان في مختلف الميادين والقطاعات ، فدمرت الصناعات والاستثمارات ، وتاسست بالمقابل راسمالية طفيلية لا ترى في بيع الاراضي ورفع اثمانها بصورة بشعة الا فرصة للاغتناء السريع على حساب التنمية وتحسين معيشة السودانيين ورفع مستوياتهم .
واشار الى أنه بالموازاة مع هذا النهج الذي سارت عليه حكومة الخرطوم، استمر مسلسل اهلاك القطاع العام وكتم انفاس المعارضين ، وخنق الحياة الاسرية ، وتواصل خلال كل تلك السنوات البحث عن تسوية للقضايا المصرية التي تخص السودان واقليم دارفور على وجه الخصوص، واستمر السجال بين الصقور في النظام وبين المحسوبين على تيار الحمائم ، وكل هذا جعل كلمة الحكومة تجاه القضايا الكبرى منقسمة ، تتقدم مرة وتتراجع مرات ، وتفشل كل محاولات ايجاد الحلول الملائمة التي تحفظ الحقوق وتجبر الضرر، وتحقق التنمية التي ينشدها السودانيين .
وقال جزولي أنه بالمقابل ، وفي ظل تشرذم الأركان داخل الحكومة السودانية استمرت الحركات المسلحة الدارفورية في الانقسام والابتعاد عن وحدة الكلمة تجاه قضيتهم المصيرية ، واضاف أن من احكم الدروس التي استفادت منها الحركات هي ضرورة توحيد الصفوف على طاولة الحوار، كما جرى في منبر الدوحة، ووقف حرب الجميع ضد الجميع .
واعتبر ان ميثاق العمل المشترك الذي وقعت عليه كل من حركة جيش التحرير والعدالة وحركة العدل والمساواة الاسبوع الماضي، شكل منعطفا مهما وقويا ازاء توحيد لغة الحوار والتنسيق في مسار السلام الذي وصل الى مراحله الاخيرة، وجعل الكلمة واحدة امام الحكومة السودانية… ودعا جزولي الحكومة السودانية ايضا لتوحيد صفها ورؤيتها للسلام في الاقليم، وتجنب الدخول في حسابات ضيقة لا تحقق اي هدف لها مهما ناورت، وذكر الحكومة بان ممارساتها في السابق بالسعي لشق الصفوف يمثل واحدا من الدروس التي يجب ان تتعلم من نتائجها، وان تعلم أن كلا الطرفين خلال الفترة الماضية كانت خسائره اكبر  من مكاسبه.
هذا واستمرت الندوة الى وقت متأخر من الليل رد فيها المتحدثون على كل الاسئلة مما اضفى جو من الصراحة والوضوح وانفض الجميع شاكرين لرابطة ابنا دارفور بالدوحة جهودها للمساهمة في تقريب وجهات النظر لاجل دارفور واستقرار انسانها .
هذا ما قاله النافذين في هذه الحركات التي نتابع دوما لقاتها التي تعقدها لكن الجديد هذه الندوة كانت الموشر القوي ان الايام القادمات ستشهد مزيدا من التلاحمات بين لحمة دارفور وحركاتها .. ولم يخفي د.جبريل ودكتور السيسي صداقاتهم وزملاتهم وتقديرهم لبعضهم البعض وإن اختلفت الرؤى مترجمين على ارض الواقع ” ان الاختلاف لا يفسد للود قضية ” ..   
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *