نحو حركة تنوير سودانية ( 1 )

حسن اسحق
( الانسان ولد حرا ،وهو الان مكبل بالاغلال في كل ،ان الحكام
في جميع انحاء الارض ،ماهم الا نواب للشعب وللشعب الحق في اختيارهم ) .
بهذه العبارة الصريحة الدلالة للمفكر جان جاك روسو في كتابه العظيم العقد
الاجتماعي ، وضع اساس متين للفهم الديمقراطي علي مستوي الحكم لكل النظم
السياسية في البلدان التي تعترف بحرية الممارسة الديمقراطية ، والشعب في
مفهوم العقد الاجتماعي ليس تابعا ، بل هو العمود الفقري للعمل الديمقراطي
الذي يحترم حرية الفرد في اختيار من يرونه مناسبا للحكم ،والحكام الذين
يتشربون من مبادئ النظم الديمقراطية لا يلجون الي السلطة بقوة السلاح
،لانهم يدركون تماما ،ان الشعب لن يقف في صفهم او يساندهم ، والوسيلة
الوحيدة هي صناديق الاختراع ،هي من تأتي بالحكام ،وهم مكلفون من قبل
الشعب . في هذا البلد  العظيم السودان ، كم نحن بحاجة الي حركة تنوير
تستطيع ان تخترف هذا الواقع المعقد ،واحداث نقلة ايجابية في كافة
المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية ،ودراسة الواقع السوداني بطريقة
عقلانية بعيدا عن العواطف الدينية والعرقية ، واعادت الاعتبار للتاريخ
السوداني الاصيل الممتد لالاف السنين قبل دخول المسيحية والاسلام الي
السودان ،كان هنالك سودانا عظيما ،لان بدون دراسة عقلانية لذلك التاريخ
السوداني لن نستطيع إحداث اي اختراق للوضع الراهن المعقد ،وهذا الوضع
الراهن اذا ساد سيتحول الوطن العزيز الي المزيد من الدويلات . وهذا
مايريده المركز الاسلامو عروبي بعقليته الاقصائية ،وسيطرته الممتدة من
التمكين وابعاد الاخرين .  وحسب العقلية الاسلامو عروبية تحول السودان
الي دويلات سيضمن له فترة بقاء اطول ،لان هؤلاء يخشون التغيير وحدوث اي
تغيير حقيقي او حركة عقلانية ،اذا اجتاحت الواقع السوداني ،وتنسم السودان
رائحة ديمقراطية حقيقية ،سينكشف زيف ادعاء هؤلاء لنموذجهم الديني الذي
خدع به الشعوب السودانية ،وبأسم الايدولوجية الدينية سيبتر اجزاء عزيرة
،كما بتر الجنوب.لان الصورة التي رسمها المركز الاسلاموعروبي عن الجنوب
،انه لا يدين بالاسلام ،لذلك لايحق له التواجد في ارض المليون ميل ،وتم
ذلك باسم الدين .والمؤسف ان الاديان عندما اتت ،لم تأتي لكي تفرق بين
البشرية ،بل اتت لتصلح جزء من بعض الاخطاء التي تؤمن بها  المجتمعات
،وهذا الاصلاح يتم بالتدريج ،وبخطوات ثابتة ،والدين لايستبعد الاخر الذي
يختلف معه في الدين والدين في حد ذاته رسالة انسانية سامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *