نتنياهو يرضخ لاوباما ويقبل "دولة" فلسطينية

رامات جان (اسرائيل) (رويترز) – رد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاحد على ضغوط غير معتادة من واشنطن باعطائه اخيرا موافقته بشروط على اقامة دولة فلسطينية.

ولكن في كلمة ترد على كلمة الرئيس الامريكي باراك اوباما للعالم العربي قبل عشرة ايام اخفق دفاع الزعيم اليميني عن المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة في تبديد التوتر مع البيت الابيض في الوقت الذي يحاول فيه الرجلان وضع شروط جديدة لعملية السلام في الشرق الاوسط في اول اشهر لهما في السلطة.

وقال نتنياهو الذي يرفض تأييد اقامة دولة للفلسطينيين منذ توليه السلطة في مارس اذار انه يوافق الان على اقامة مثل هذه الدولة ولكن فقط اذا تلقت اسرائيل سلفا ضمانات دولية بان تلك الدولة الجديدة لن يكون لها جيش وان يعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة يهودية.

واضاف نتنياهو في جامعة بار ايلان قرب تل ابيب “اذا تلقينا هذه الضمانة الخاصة بنزع السلاح والترتيبات الامنية التي تطلبها اسرائيل واذا اعترف الفلسطينيون باسرائيل دولة الشعب اليهودي فسنكون مستعدين لاتفاق سلام حقيقي (و) الوصول الى حل يتضمن قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح الى جانب الدولة اليهودية.”

وقال العالم السياسي الاسرائيلي ايتان جيلبوع عن كلمة نتنياهو ككل ” لو نظر (اوباما) الى نصف الكوب المملوء فلا بد وان يكون هذا كافيا.

” لكن اذا كان يبحث عن مواجهة مع اسرائيل فسينظر ويقول ان نصف الكوب فارغ.”

وتساءل دبلوماسي اوروبي رفيع في الشرق الاوسط الى اي مدى غير ذلك جوهر الموقف الاسرائيلي. وقال “انها نوايا طيبة وكلمات طيبة ولكني لا اعتقد انها سترضي الامريكيين.

“انه يحاول كسب الوقت.”

واعلن البيت الابيض ان “الرئيس يرحب بالخطوة المهمة للامام في كلمة رئيس الوزراء نتنياهو.

“الرئيس ملتزم بالدولتين.. دولة اسرائيل اليهودية وفلسطين المستقلة.. في الارض التاريخية للشعبين.”

ونادرا ما أثار الزعماء الفلسطينيون مشكلة بسبب اصرار اسرائيل على ضرورة الا تملك دولتهم في المستقبل جيشا في وضع يهدد جارتها ولكنهم رفضوا طلب ان يقبلوا صراحة اسرائيل كدولة يهودية.

ويقولون انهم اذا فعلوا ذلك فانهم يضعفون موقف العرب المسلمين والمسيحيين الذين يشكلون 20 في المئة من مواطني اسرائيل ويقوضون مطلبا رئيسيا بحق العودة لما يسمى الان باسرائيل لملايين من الفلسطينيين المصنفين على انهم لاجئون منذ فرار العرب خلال انشاء اسرائيل عام 1948.

واشارة البيت الابيض الى دعم اوباما “لدولة اسرائيل اليهودية” قد يطمئن الاسرائيليين الذين سيجدون ايضا في اشارته الى”الارض التاريخية للشعبين” ترديدا لدفاع نتنياهو القوي يوم الاحد عن مطالبة اليهود التي بدات قبل ثلاثة الاف عام بهذه الارض وبمدينة القدس.

واعرب الزعماء الفلسطينيون عن اعتراضهم ولاسيما على رفض نتنياهو القاطع لاي حق للاجئين في العودة او تقسيم القدس حيث يريد الفلسطينيون ان تكون عاصمة دولتهم الجديدة.

وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان تصريحات نتنياهو خربت كل المبادرات وشلت كل الجهود التي تبذل وتتحدى المواقف الفلسطينية والعربية والامريكية.

وقال صائب عريقات الذي تفاوض على اتفاقيات السلام المؤقتة ان عملية السلام كانت تتحرك بسرعة السلحفاة وليل الاحد قلبها نتنياهو على ظهرها.

واكد المطلب الفلسطيني بان تجمد اسرائيل كل التوسعات في المستوطنات التي تضم نحو نصف مليون يهودي في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.

وجعل اوباما ايضا وقف المستوطنات مطلبا شخصيا. وكرر نتنياهو موافقته على عدم بناء مزيد من المستوطنات ولكنه اشار الى انه مازال يريد السماح لما وصفه “بالنمو الطبيعي” للمستوطنات الموجودة.

وقال “ليست لدينا اي نية لبناء مستوطنات جديدة.

“ولكن هناك حاجة للسماح للمستوطنين بان يعيشوا حياة طبيعية والسماح للامهات والاباء بتربية ابنائهم.

ويشعر نتنياهو بقلق من ان يؤدي شن حملة اقوى ضد المستوطنين الى انهيار حكومته الائتلافية اليمينية.

ولم يعلق البيت الابيض على المستوطنات ولكنه قال ان اوباما سيضمن ان كل الاطراف “تفي بتعهداتها.” والتزمت اسرائيل بموجب خارطة الطريق لعام 2003 التي تمت صياغتها برعاية امريكية بتجميد النشاط الاستيطاني .

واكد نتنياهو استعداده للقاء كل الزعماء العرب في المنطقة وحث الفلسطينيين على استئناف محادثات السلام.

ولم يتضح على الفور ما اذا كان عباس سيقبل دعوة نتنياهو لاستئناف المحادثات. وجعل عباس وقف الاستيطان شرطا لاستئناف المفاوضات.

ومع وجود غزة تحت سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي ترفض اتفاقيات السلام المؤقتة وتواصل مهاجمة اسرائيل فلا يوجد على ما يبدو احتمال فوري يذكر لانهاء الصراع الدائر منذ اكثر من 60 عاما. ولكن دبلوماسيين يقولون ان مشاركة اوباما التي تضع ضغوطا على كل الاطراف اثار امالا بعد سنوات من الجمود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *