موسى لـ «الحياة»: المرحلة الانتقالية بدأت وترشحي للرئاسة في حاجة إلى «تفكير وتدبر»
القاهرة – أحمد رحيم
الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى واحد من الشخصيات التي تحظى بقبول لدى كثيرين من المصريين، بعدما أكسبته مواقفه وتصريحاته «النارية» أثناء توليه وزارة الخارجية ثقة «رجل الشارع». غنّى له مطرب شعبي وردد الأغنية مثقفون، ويعوّل كثيرون على دور يلعبه في المرحلة المقبلة. هاتفته «الحياة» لإجراء هذا الحوار الذي بدا فيه غير راغب بعد في التصريح بشكل واضح في تأكيد خوضه المنافسة على المنصب الرئاسي بعد الفترة الانتقالية وهو يترك الأمر إلى «التفكير والتدبر». كما أنه دافع عن تحفظه في الحديث في المرحلة الراهنة، قائلاً إنه يرغب «في عدم ركوب الموجة». وشدد على أن «المرحلة الانتقالية» بدأت في مصر، مؤكداً ثقته أن الرئيس حسني مبارك سيلتزم موقفه «الذي أعلنه للعالم كله وليس للمصريين فقط».
وفي ما يأتي نص الحوار:
* ما هي الصورة التي تتمناها للشارع المصري في ظل القلق من الانفجار؟
– كنت أتمنى أن بعض الذي حدث أمس (أول من أمس) يبدأ التحقيق فيه لتهدئة الأمور. التظاهرات الحاشدة أوجدت رد فعل من النظام، وكلام الرئيس عن أنه لن يترشح مرة أخرى أوجد بطبيعته فترة انتقالية من أوائل فبراير (شباط) وحتى تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وهذه الفترة يمكن أن تُستثمر أفضل استثمار في الحوار بين القوى وتعديل الدستور وإحداث نوع من أنواع الوصول إلى توافق وطني. الفترة الانتقالية الظروف أتاحتها بالفعل، والرسالة وصلت ويجب ترك فرصة للعمل السياسي. لكن ما حدث في ميدان التحرير أدى إلى تعكير الجو، ولذا أرجو أن التظاهرات غداً تكون فقط للتعبير السلمي عن الرأي ومن دون مصادمات. يوم الاربعاء لم تكن هناك قوات تفصل بين المتظاهرين وهناك فرصة لتعزيز قوات الجيش وأرجو أنه لو حصل صدام أن تكون هناك قوات كافية للفصل بينهم. أرجو ألا تنفلت الأمور، وقد سمعت اعتذار رئيس الوزراء الجديد (أحمد شفيق) عما حدث، على رغم أنه غير مسؤول عنه. ويجب التحقيق في الأمر فوراً.
* هناك خلاف بين مؤيدي ومعارضي الرئيس على من يقود الفترة الانتقالية؟
– الرئيس في هذه الفترة سيظل رئيساً، وسيتم تعديلات دستورية يناقشها القانونيون. الشباب عبّر عن آرائه ووجهات نظره بطريقة لائقة ويجب ترك الفرصة للعمل السياسي كي تتحدد ملامح المرحلة المقبلة.
* هناك تخوف من ارتداد النظام عن وعوده في حال تم فض التظاهرات؟
– هنا نعود إلى موضوع الثقة التي أصبحت مفقودة في الوسط السياسي كله، لكن أقول إن إعلان الرئيس أنه لن يترشح مجدداً كان إعلاناً للعالم كله لا للمصريين فقط. مبارك أعلن موقفاً وسيلتزم به وهذا ما عرفته عنه، ويجب أن نستعد للمرحلة المقبلة التي لن يكون مبارك رئيساً فيها في ضوء إعلانه.
* هناك من يريدون ركوب الموجة من الطرفين لتعظيم مكاسبهم في المرحلة المقبلة، وهنا مكمن الخطورة في ظل وجود الشباب في الشارع.
– أي وضع سياسي لا يخلو ممن يريدون ركوب الموجة، وهذا ما جعلني أن أكون متحفظاً حتى لا أركب موجة. هذا موقفي: الوضع خطير وحساس. وحذرت في السابق من وقوعه وأطلقت في شرم الشيخ أثناء عقد القمة العربية الاقتصادية تحذيراً واضحاً من إحباط الشباب العربي. أنا لا أحب ركوب الموجة وسبق أن حذرت مما يجري، والآن أتابع الوضع، التقيت مجموعة من الشباب في ميدان التحرير واتصل بي كثير من السياسيين والشباب الخائفين على مستقبل الوطن. وأقول إن ما نراه الآن أمور موقتة. الخطورة أن كلمة الشعب استغلت سياسياً والتعبير الأدق هو المجتمع.
* الثورة المصرية ليس لها قائد أو محرك وبالتالي البعض متخوف من الفوضى.
– ليس شرطاً أن يكون هناك قائد للحركة الشعبية. هذه حركة جاءت تعبيراً عن الاحتجاج على موقف وظروف معينة. وهذه الحركة ستؤدي إلى ظهور قيادات كثيرة. الظروف ستولّد طاقات وقيادات. سياسيون كثر وأنا منهم قلقون وبصفتي أميناً عاماً للجامعة العربية أضيف إلى قلقي قلقاً.
* أما آن أن تكشف صراحة عن خططك المستقبلية وما إذا كنت ستترشح لرئاسة مصر بعد أن اتيحت الفرصة؟
– بكل صراحة المبدأ الأول هو أن لكل مواطن جاهز لأي منصب الحق في التطلع له. أنا لم أقرر شيئاً ولا أتطلع إلى منصب محدد لكنني على استعداد لخدمة مصر طالما أرى أنه ضروري أن أخدمها. أديت واجبي في الجامعة العربية ويكفي تماماً السنوات التي قضيتها في هذا المنصب وبعد انتهاء ولايتي الحالية بعد نحو شهرين سيكون الأمر انتهى بالنسبة لي وسأعود مواطناً مصرياً أؤدي دوري بهذه الصفة.
سأجري اتصالات ومع الوقت سأقرر أمر موضوع الترشح للرئاسة. فالأمر في حاجة إلى تفكير وتدبر وتقدير بحسب التعديلات الدستورية والحركة السياسية خلال الفترة الانتقالية.