موسى في الخرطوم: قادة شمال وجنوب السودان حريصون على نبذ الحرب
شقيق الرئيس السوداني لـ«الشرق الأوسط»: أتوقع أن تعود الوحدة بين الشمال والجنوب بعد 3 سنوات
الخرطوم: سوسن أبو حسين
قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، الذي يزور الخرطوم حاليا، إن الجامعة العربية ستراقب الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان، المقرر أوائل الشهر المقبل، من خلال بعثة كبيرة يصل عددها إلى 87 مراقبا، مشيرا بعد لقاءات مع نائب الرئيس علي عثمان طه، ووزير الخارجية علي كرتي، إلى أن الجامعة ستعمل مع السودانيين للبناء على نتائج الاستفتاء في إطار من الحفاظ على العلاقات. وعما إذا كان هناك اتجاه لأن يبرم الطرفان اتفاقا يضمن عدم العودة للحرب ووقف أي عدائيات، قال موسى: «الروح السائدة في الشمال والجنوب بعيدة عن الحرب.. وإن مباحثات الطرفين تدور حول كيفية الإدارة السياسية للأزمة.. وشدد على أنه لا يشعر بأي توجه نحو العدائيات».
من جانبه، قال وزير الخارجية علي كرتي: إن زيارة الأمين العام للجامعة العربية جاءت في توقيت مهم وتمثل حرصا شديدا على أهمية المتابعة وتبادل الأفكار حول ما يمكن عمله خلال هذه الفترة المهمة من تاريخ السودان.
وألقى كرتي باللوم على أميركا وإسرائيل «لوقوفهما» وراء فصل الجنوب. وقال إن حكومة بلاده أعطت حق تقرير المصير للجنوبيين حتى تكون الوحدة طوعية ومتاحة. وأضاف كرتي، عقب لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس: إذا كان الاستفتاء سيقود إلى الانفصال، فلا مانع من علاقة جوار آمنة وسليمة.
وتابع كرتي قائلا إن الحكومة السودانية أعطت حق تقرير المصير لإيقاف الحرب، وهو ما وافق عليه الجميع، بما في ذلك الأحزاب السودانية. وقال كرتي إنه إذا اختار الجنوب الانفصال فلا نلقي باللوم في ذلك على الجامعة العربية ولا على حكومة السودان، وأضاف: نحن نلقي باللوم على إسرائيل وأميركا وكل الحلفاء الغربيين الذين ساعدوا في مسألة فصل الجنوب، أما نحن فقد قدمنا كل شيء من أجل الإبقاء على السودان الموحد، أما إذا كان الانفصال هو رغبة الإخوة في الجنوب فهذه إرادة الجنوبيين.
وردا على سؤال بشأن الخلافات العالقة بين الطرفين الشمالي والجنوبي، قال كرتي إن المخاوف لم تتبدد بعد، وإن هناك خلافا حول منطقة أبيي لحين الاتفاق السياسي. وذكر كرتي أن ما تبقى من خلافات حول ترسيم الحدود لا يزيد على نحو 17 في المائة وأن الحوار جار للاتفاق على نقاط لحلها. وقال: لا أعتقد أن مسألة ترسيم الحدود قد تؤدي إلى نزاع أو حرب. وانتقد كرتي ما قال إنه مساندة حكومة الجنوب لفصائل إقليم دارفور بغرب السودان، قائلا: إذا كانت حكومة الجنوب تريد أن يبدأ عهدها بالحروب سيكون عبر هذه الفصائل التي تحاول الاستفادة منهم. وأضاف: لا نريد أن تكون قضية دارفور طرفا في النزاع مع الجنوب.
وسئل موسى عن اعتزامه تسليم حكومة الجنوب اليوم 10 عيادات طبية متحركة، فقال «يوجد تعاون مستمر مع الجنوب» وأبدى ارتياحه لنتائج المباحثات، مشيرا إلى أهمية تقديم الدعم للجميع. وأكد أنه سوف ينقل هذا المناخ المريح الذي وجده في الشمال إلى الإخوة في الجنوب اليوم خلال المباحثات التي يجريها مع الفريق سلفا كير.
وعلى الرغم من حالة الاحتقان السائدة على المستويين الرسمي والشعبي بسبب رغبة الجنوب في الانفصال، فإن المراقبين يؤكدون أن الجميع يحاول الوصول إلى علاقة ودية تحافظ على الترابط التاريخي والأخوي بين شعبي السودان. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال محمد حسن البشير شقيق الرئيس السوداني، العضو الفاعل في لجنة التعبئة من أجل الوحدة، إنه يتمنى الوحدة، «لكن الانفصال أصبح أمرا واقعا.. لإنهاء الحرب». وأضاف «كان الانفصال ثمنا للسلام المنشود بين مناطق السودان المختلفة التي تتوق للسلام» وتوقع محمد حسن البشير عودة الجنوبيين للوحدة ولكن بعد ثلاث سنوات.
وفي جولة ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، في شوارع الخرطوم، تفاوتت آراء المستطلعين من السودانيين، حول قضية الجنوب، فمنهم من يريد الوحدة، ربما بسبب العاطفة، وآخر يريد الانفصال، لأن الطرف الآخر يريد ذلك.
وهناك من يقول إن كل أبناء الشمال يرغبون في الوحدة.. وغاضبون من أهلهم في الجنوب لدعمهم الانفصال.
وتسود حالة من الحزن لدى بعض الشماليين بسبب الانفصال، وأن خريطة السودان قد تتغير اعتبارا من أوائل العام المقبل. وشد آلاف الجنوبيين الرحال جنوبا، كما بقي من تربطه بالشمال مصالح عاطفية أو مادية، وبعض هؤلاء رفض تسجيل نفسه في الاستفتاء حتى يفوز بالمواطنة ويحظى بالهوية الشمالية. وقد أشارت الإحصاءات إلى أن من سجل نفسه للتصويت على الاستفتاء في الشمال نحو 117 ألف مواطن جنوبي من نحو مليون ونصف المليون، موجودين في الشمال، وسوف يدلون بأصواتهم في مراكز مختلفة في الشمال.