الطريق الثالث – بكري المدنى
من يخاف (العدل والمساواة)؟!
* كان رييس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل ابراهيم هو القيادي السودانى الأول والأوحد حتى الآن والذي عبر عن رأيه بصراحة وشجاعة حول ما يجري في الشقيقة تشاد والتى يقود رئيسها السيد إدريس دبي شخصيا المعارك ضد حركة بوكو حرام وفي ظل تقاصر اهتمامنا بما يجري في محيطنا الإفريقي ما كنا لنعلم ما يجري في تشاد لولا تغريدة الدكتور جبريل ابراهيم!
* المفارقة التى قامت من بعد هي سعي بعد الجهات السودانية -للأسف بالترويج إلى ان حركة العدل والمساواة تحارب إلى جانب بوكو حرام في تشاد وهي ذات الجهات التى سعت من قبل الى إبعاد رئيس الحركة من أديس أبابا وتسعى دائما لربط جبريل والحركة بمحور اقليمي متوهم وذلك لتخريب علاقتها مع بقية دول الإقليم والعالم
* هناك من يخاف حركة العدل والمساواة في السياسة مثلما ان هناك من يخافها في الحرب ويعمل على قطع الطريق عليها ودون غيرها من الحركات المسلحة التى تحاور الحكومة اليوم في جوبا والا لماذا الآن الإتهام بالقتال إلى جانب بوكو حرام والذي لا يصدقه عقل وان صنعه خيال ؟!
* جهة ما وربما جهات وطنية مدفوعة بقوة دفع خارجية تستبق توقيع اتغاق سلام في جوبا وعودة حركة العدل والمساواة مع بقية الحركات المسلحة والمشاركة في العميلة السياسية وهي التى لها في رصيدها من الحساب الجماهيري ما ليس للحركات كلها مجتمعة ويحفظ الشعب السودانى في ام درمان ولن ينسى دخول قوات الحركة للعاصمة الوطنية ظهرا بقيادة رئيسها الشهيد خليل ابراهيم وهي تحمل الكثير من أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ومنها القاذفات بعيدة المدى والمضادات المتنوعة الأرضية والجوية والقادرة على نسف المبانى وتدمير الجسور ناهيك عن حصد الأرواح المدنية ولكن قوة الحركة مع تلك القوة لم تفعل وظلت تقود العملية بنظافة شديدة وحذر كبير رغم قلة خبرة جنودها وقادتها فى حرب المدن وعندما قدرت الانسحاب بعد ان بلغت رسالتها الجسر الفاصل بين ام درمان والخرطوم لم تلجأ الحركة بشهادة الجميع للنهب او التخريب فقط كانت تقاتل لتحمى ظهرها وهي خارجة مثلما كانت تهاجم بصدرها وهي داخلة لأم درمان!
* لن ينسى اهل السودان الى ذلك أيضا ان حركة العدل والمساواة هي الحركة الأكبر بين الحركات المسلحة الموجودة بالفعل على الأرض والتى لم تدخل في محاصصة مع النظام السابق ولم ترض بشراكة على حساب مبادئها والذين يروجون اليوم الى انها تسبح في الفلك القطري -التركي ويعلمون انه لولا الحركة لما كان(منبر الدوحة )من اساسه ولقد كان متاحا للقائد خليل ابراهيم عليه رحمة الله التوقيع على (صك)بالرقم الذي يريد مع التوقيع على اتفاق مع النظام السابق لو كانت القضية فقط قضية مال ينقص الحركة او ينقص دارفور او حتى ينقص السودان ولم تكن القضية هي قضية (عدل ومساواة)!
* لن ينسى أهل السودان أيضا وسيذكرون في مثل هذى الأيام المتشابهات ان الشهيد الراحل خليل ابراهيم رئيس ومؤسس حركة العدل والمساواة كان هو الوحيد من بين الثوار والذي رفض دخول قوات اممية إلى السودان وعده عملا ينتقص من سيادة الوطن في الوقت الذي سعي فيه غيره من أحزاب وحركات إلى ذلك وتسببت حكومة فيه بسياساتها الخرقاء!
* واخيرا هنالك من يخشى حركة العدل والمساواة في السلم أكثر من الحرب وذلك لوضوح خطابها القومي والخطاب الذي يؤسس لماهية واستقلالية الحركة كمشروع سياسي ووطني يقوم على مفاهيم الدولة العصرية بعيدا عن الأيديولوجيا وصراع الجدليات الثنائية إضافة لتنظيمها الذي يعزز هذا الخطاب مجسدا في شكل النظام الرئاسي والإقليمي الذي تدعو له ولعلها الحركة الوحيدة التى تقوم على نظام رئاسي فاعل يتكون من رئيس وستة من النواب هم في الأصل حكام الأقاليم السودانية المختلفة والذين لا يتخذ قرار دونهم وهو النهج الذي أخرج الحركة من جغرافيا دارفور إلى تاريخ وحاضر ومستقبل البلد الكبير