ثروت قاسم
Facebook page : https://m.facebook.com/tharwat.gasim
Email: [email protected]
1- عصر الفضاء الالكتروني ؟
في عصر الفضاء الالكتروني بلا سقوف ، ربما تكون ، يا حبيب ، قد تابعت ما يحدث في اديس ابابا من حوارات ومفاوضات ، وكانك تسكن في فندق راديسون بلو ، حيث تجري هذه الحوارات والمفاوضات . ولكن هناك بعض الاشياء التي ربما لا تكون في الحقيقة هي الاشياء ، كما قال الفيتوري في يوم ، وبالتالي ربما لا تكون هي الاشياء التي يتم نقلها عبر الوسائط الاعلامية .
دعنا ناخذ كمثال دور الممثل الامريكي الرئاسي الخاص السفير دونالد بووث في حوارات ومفاوضات اديس ابابا ، مع مبيكي ، مع الوفد الحكومي ، ومع وفد المعارضة كل على حدة في النقاط التالية :
2- السفير دون بووث ؟
تم تعيين السفير بووث ، 64 سنة ، كممثل خاص لاوباما في دولتي السودان في 28 اغسطس 2013 خلفاً للسفير برنستون ليمان . السفير بووث رجل هادئ الطباع لدرجة البرودة ، ويؤمن بالدبلوماسية الهادئة ، والتلويح بالجزرة امام الخصوم ، وفي نفس الوقت حمل عصا غليظة مدببة خلف ظهره ، ولكن بطريقة يراها الخصم . واهمية السفير بووث مردها لتأثيره الكبير على مبيكي ، وبالأخص على الوفد الحكومي ، لانهما من يملك تقديم التنازلات ، والكف عن الإملاءات والتهديدات .
منذ يوم الاثنين 21 مارس 2016 ، وتحفظ الاربعة الكبار ( السيد الامام + الرئيس جبريل ابراهيم + الفريق مالك عقار + القائد مني اركو مناوي ) على التوقيع على خارطة الطريق ، قام السفير بووث بجولات مكوكية حملته الى الفاشر والخرطوم وجوهانسبرج وباريس والى اديس ابابا ، في محاولة منه لتجسير الهوة بين الفرقاء ، وحمل الاربعة الكبار على التوقيع على الخارطة ، مع تقديم الضمانات اللازمة لتوقيعهم . هذا جهد يُحمد لإدارة اوباما ، خصوصاً بالمقارنة للتجاهل التام من قبل معظم الدول العربية والاسلامية للمحنة السودانية .
يقول لك السفير بووث في مدونته ، إنه في يوم الاحد 12 يونيو 2016 ، إغتال معتوه امريكي من اصول افغانية 49 من مرتادي ملهى ليلي للمثليين في اورلاندو في ولاية فلوريدا ، فقامت الدنيا ولم تقعد ، وصار الحدث يحتل الصدارة في نشرات الاخبار العالمية لاسابيع على التوالي . في المقابل تجد اكثر من عشرة اضعاف هذا العدد من القتلى تغتاله مليشيات الجنجويد كل يوم ، 7 ايام في الاسبوع ، منذ عام 2003 في دارفور والمنطقتين ، ولا يحرك العالم ساكناً ، ولا يقول حتى بغم .
فتأمل !
3- السفير بووث ومبيكي ؟
يسمع مبيكي لكلامات السفير بووث الهادئة ، ويعمل بها ، ببساطة لان إدارة اوباما هي من يقوم بتمويل الجزء الاكبر من مخصصات لجنة مبيكي ؛ وكما قال حكيم دار زغاوة ( الكاش ما معاهو نقاش ) .
لعب السفير بووث الدور الثاني الاهم ، بعد السيد الإمام ، في اقناع مبيكي بعدم تقديم تقرير لمجلس السلم والامن الافريقي ، إلا بعد توقيع الاربعة الكبار على خارطة الطريق . ذلك ان نظام الانقاذ كان يضغط على مبيكي ، وبشدة ، ليقدم تقريره للمجلس ليؤكد فيه :
+ عدم جدية وعدم مصداقية المعارضة في الوصول الى تسوية سياسية مع الحكومة ، بدليل رفضها التوقيع على خارطة الطريق . كان النظام يسعى لشيطنة المعارضة ، بإظهارها ساعية لإستمرار الحرب والانتفاضة المدعومة بالسلاح ، وليس للحوار السياسي والمفاوضات السلمية .
+ وفي نفس الوقت ، إظهار الحكومة على إنها حمامة سلام وديعة ، بدليل قبولها التوقيع على خارطة الطريق ، رغم ما إحتوته من بنود تدابر مصالحها الحيوية .
سمع مبيكي لكلامات الحكومة وقال سراً :
سمعنا وعصينا .
سمع مبيكي لدفوعات السيد الإمام والسفير بوث ، وقال لهما جهراً :
سمعنا واطعنا .
5- السفير بووث ونداء السودان ؟
يقول لك السيد الامام ان قضية المعارضة واضحة وضوح الشمس في رابعة نهار الخرطوم ، ولا يحتاجون لشرحها للسفير بووث ، لأنه مقتنع بها ، وبصحتها . ثم ان المعارضة لا تملك على اي كروت تتنازل بها او عنها ، فهي تردد لكل من القى السمع وهو شهيد ، إنها مع الحل السلمي للمسألة السودانية عبر آلية الحوار والمفاوضات ، وإذا تعنت النظام واستغشى ثيابه واستكبر ، فسوف تضطر المعارضة لولوج باب الخيار الثاني وهو الانتفاضة الشعبية السلمية غير المدعومة بالسلاح ، وغير المدعومة من الخارج ، لتغيير النظام .
في هذه المرحلة من عملية الحوار الوطني ، يطلب السيد الامام من الشعب السوداني ومن المجتمع الدولي ممثلاً في السفير بووث الضغط على الخرطوم لتوافق على ثلاثة امور لا أكثر ، وهي في مصلحة النظام اكثر منها في مصلحة المعارضة ، وهي تحديداً :
+ الامر الاول ان توافق الخرطوم على عقد اجتماع اديس ابابا التحضيري في او قبل يوم الجمعة 16 سبتمبر 2016 ، وتشارك فيه بممثل ضمن لجنة السبعتين .
+ الأمر الثاني ان توافق الخرطوم على مشاركة الوفد الذي تشكله المعارضة في الاجتماع التحضيري .
+ الامر الثالث أن تصل الخرطوم الى اتفاق بينها والحركات المسلحة حول وقف العدائيات وتوصيل الإغاثات الانسانية للنازحين قبل بدء اجتماع اديس ابابا التحضيري .
في هذا السياق ، يردد السفير بووث ، ما يقول به اوباما دوماً وهو أن أكبر مصدر لعدم الاستقرار فى الشرق الأوسط اليوم ليس المطالبة بالتغيير. وإنما هو رفض التغيير. وهذا ينطبق على ، وصحيح في السودان . يتحفظ السفير بووث بان صناعة القرار في السودان صارت في ايادي المؤسسة الامنية – العسكرية ، وليست في ايادي ممثلين منتخبين ، الامر الذي يطيل من الحروب الاهلية في دارفور والمنطقتين ، ببساطة لان المؤوسسة الامنية – العسكرية لا تؤمن بالحلول السياسية ، وتؤمن فقط وحصرياً بالحلول الامنية والعسكرية لقمع الخصم وتدميره ، وليس الحوار والتفاوض معه . ويعيب السفير بووث على قادة المؤسسة الامنية – العسكرية في نظام الانقاذ إنهم يقولون ما لا يفعلون ، يقولون أشياء في العلن ، ثم يتراجعون عنها في الخفاء ، بتبريرات ما انزل الله بها من سلطان . ولكن سياسة ادارة اوباما هى دائما نفسها … يجب على قادة المؤوسسة الامنية – العسكرية أن يحترموا العملية الديمقراطية ، والحوار السياسي ، والتفاوض السلمي .
في يوم الاثنين 8 اغسطس ، عقد السفير بووث اجتماعات مع كل قادة المعارضة المتواجدين في اديس ابابا ، كل على حدة ، ليضمن قبولهم كلهم جميعهم توقيع الاربعة الكبار على خارطة الطريق .
حالياً وحتى إشعار أخر ، يقف السفير بووث في صف السيد الامام ! ولكن مع اولاد العم سام ، لا يمكن التكهن بما يحدث في الغد … فهذا من قبيل الرجم بالغيب ، كما الحال مع اهل الكهف .
( سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ … ) .
في مدونته يشير السفير بووث إلى غزل قادة الحركات المسلحة في السيد الإمام في الملتقى الشعبي التفاكري في اديس ابابا يوم الثلاثاء 9 اغسطس ، فيحكي لك ان القائد ياسر عرمان قد اكد ان السيد الامام عنده ( سحر ) ، وحد به الناس حوله ، وان الشعب السوداني يطلب من السيد الامام ان يبطل فيروس الإنقاذ الذي ضرب الحياة السياسية في السودان ، ويطلب من السيد الامام ان يلقي عصاه لتلقف ما يأفكون . كما لا ينسى السفير بووث ان يشير الى كلمات الرئيس جبريل ابراهيم العاطفية من رجل عركته الميادين حين يطلب من قادة حزب الامة الذين يخططون لعودة السيد الامام للسودان :
( نرى أن تعطوه مهلة ، لأن مهمته قد تكون اكتملت عندكم ؛ ولكنها لم تكتمل عندنا … عودة السيد الامام الآن تكون خسارة ، وليست ربحا لنا بحال من الاحوال . ).
وفي الخرطوم ، أذن مؤذن ، وانشد شاعر :
ود المَهَدِى .
أَب كِرعينَن دَابَه ، عَصَاتن ريح ،
سِيد القُول الدرَج و فَصِيح ..
مُروَاد العَين
قُولك سِكِين
فِى بَطن الزِّيف
لِم البَلد القنجَر و فَات
لِم لَبن الأُمَات
و سوق الحر للضُّل .
ود المَهَدِى .
ياله من ولد ايقونة :
صداح يا ملك الكنار وأمير البلبل
تهتز كالدينار في مرتج لحظ الاحول
فوق الأسرة والمنابر لم تترجل
وإذا خطرت على الملاعب لم تدع لممثل
ولك إبتداءات الفرذدق في مقاطع جرول ….
ود المهدي !
نواصل …
تعليقات:
سلامات يا دقير ( ماذا تعني الكلمة يا ريس عمر )
شهادة من اديب فحل اعتز بها خصوصا ولغة الضاد ليست الاولى عندي وافكر عند الكتابة بها بعكس لغتي العجم الاخرتين اللتين لا افكر عند الكتابة باي منهما .
انت شاهد على الاحداث وتؤكد صحة المعلومات ولكن غيرك اعتبر المعلومات مفبركة اذ كيف لي بمعرفتها وانا لاجئ لا حول لي ولا قوة
ولا ادري كيف لهم بمعرفة شخصيتي
اعتذر 6 من السياسيين من الشيوعي والبعث العربي عن المشاركة في اديس ابابا وقدموا اسبابا غير موضوعية وكنت اتمنى ان تشارك الاستاذة بثينة خراساني لانها حازت على ثالث اعلى مجموع في الاصوات . كما لم نتمكن من الاتصال بالصحفية اميرة الجعلي لانها لم ترد على تلفونات مندوبنا
وخليك شمس وما تغيب يا الحبيب