قال الله سبحانه وتعالي في محكم تنزيله :﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه:43-44].
لقد ذكر القران الكريم الطغاة في 30 اية , مما يبين سوءهم وجبروتمهم وتكبرهم علي خلق الله والعباد .
ولكن الله سبحانه وتعالي بسلطانه وعزته اذلهم وكسر شوكتهم وقصم ظهورهم .
قال تعالي :﴿ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِ…هِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [النمل:51، 52] .
من هم الطغاة؟
هم من يغريهم الضلال بالطغيان , فيستبدون ويتجبرون ويستحوذون علي كل شي ويتملكونه , وكل ذلك من اجل السلطة والمال ,والحكام الطغاة يكون حكمهم جائر , يحكمون بالحديد والنار , مما يبث الرعب والترهيب في قلوب الناس , مما يؤدي الي الياس والاحباط في امكانية تغير الاوضاع .. فيركن الناس الي السلبية , والشعور بالهزيمة والانكسار.
كذلك خنق طموحات الانسان وتكبيل تطلعاته . وضعف إرادة الناس، وغياب الحوافز مما يؤثر سلباً على الإنتاج والعمل التسبب في جهل الشعوب , وغياب الوازع الديني , حتي اصبح الدين عند كثير من الناس مجرد طقوس وشعائر بدون روح , ولا امانة ولا تعاون , ولاعهد ولا اخلاص.
وبذلك تعود كل مآسي البلاد إلى آفة الطغيان. آفة تقتل الحياة… وتغتال في الإنسان، الإنسان ,
ومن الاسباب التي تجعل حكمهم يدوم لفترات طويلة , هي غفلة الناس وعدم قول الحق , فما يخدع الطغاة بمثل ما يخدع بغفلة الجماهير , وسكوتهم عن قول المعروف ونهيهم عن المنكر .
كذلك :اتخاذ الكثير من ضعاف النفوس ومرضى القلوب طريق التملق والنفاق، لأنه أسهل وأقصر طريق.
مثل , فقهاء السلاطين الذين استعملوا الاية الكريمة ( اطيعواالله ورسوله و اولى الامر منكم )
كذلك المثقفون والكتاب الانتهازيين الذين صفقوا وكتبوا بابتزال لا يليق باحقر البشر .أن لكل ظالم وطاغية نهاية، مهما علا وتجبر وطغى وظلم الناس، فلا بد له من نهاية مريرة محتومة، يلقاها في الدنيا والاخرة والامثلة كثيرة , اين فرعون الذي قال انا ربكم الاعلى؟
اين نمرود؟
وفي التاريخ المعاصر: راينا كيف سقطت دكتاتوريات , من لوران باغبو , مرورا ببن علي و حتي حسني مبارك والقذافي واخيرا علي عبدالله صالح , والحبل علي الجرار , لا يمكن ان تسكت الشعوب علي الظلم طويلا .
قُمْ واقْتَحِمْ نقْعَ الخُطوبِ بعزمةٍ
فالفذُّ مَنْ قَتَلَ الحياةَ تجارِبا
والحرُّ إنْ رامَ الحياةَ بعزّةٍ
لابدَّ أنْ يلقى الخطوبَ مُحارِبا
واثْبتْ لِمَدِّ العادياتِ كجلمدٍ
تتكسّرُ الامواجُ فوقَهُ ضارِبا
واتركْ فديتُك كلَّ وكْرٍ طافحٍ
سُحْتا عليهِ البارحاتُ نواعِبا