بقلم كلول : من جبل طورا
لاشك ان الحزام الثاني لصيد الرقيق في السودان لايزال بنفس الضعف وهشاشة الحصانة الاجتماعية والفكرية والمادية التي كان يعاني منها منذ سقوط الدولة النوبية المسيحية عام 1504 م وقيام الدولة السنارية وتولي الهجين مجهول الهوية عمارة دنفس الحكم في السلطنة الزرقاء (السودان) بالتحاف مع رقيق البقط العائد من البصرة العراق عام 132هى إثر الانقلاب العظيم الذى دحرفيه العباسيون الامويين من خلافة الاميراطورية الاسلامية ، ثم ارجع ابي عبدالله عباس السفاح هؤلاء العبيد عقب ان حررهم مقابل هدية قيمة بعث بها ملك دنقلا النوبي يقال زكريا مع ابنه اعترافا بتولي النظام الجديد في بغداد وبعد عودتهم اسكنهم الملك في شندى وكريمة وحلفاية الملوك بعيدا عن الحدود مع العرب لكن هيهات . ومن الجدير بالذكر ان جميع تلك الملابسات تمت نتيجة للحدث الجلل الذى وقع عام 652 م 31هي. حيث اجبر العرب المسلمون الملك قلندون ملك النوبة علي ابرام معاهد او هدنة البقط التي موجبها ظلت الدولة النوبية تدفع الجزية من ابنائها، تلك اغرب وابشع واجبن ضربية علي الاطلاق في تاريخ المجتمع البشرية وقدرها 360 رأسا من الرجال والنساء شبابا اصحاء بغيرعلل جسدية او نفسية وعلي غرة كل حول وقد استمرت مدة هذا الغرم سبعة قرون من عمر الزمن .لقد احتج بعض المسلمين علي عبدالله بن سعد بني ابي سرح وقال قائلا منهم كيف يا عبدالله ان تعاهد اهل الكتاب علي ان يدفعوا لك الجزية من فلذات اكبادهم ؟ فقال ليس بيننا وبين الأساود عهد انما كانت هدنة موقوتة !! وكلما تململ النوبة او قاموا بمحركة رفضا لهذه الضربية الجائرة رماهم المسلمون بقوة لاقبل لهم بصدها لانهم مكشوفون الظهر في افريقيا وبعدين من اعالي البحاروالعالم الخارجي . ومن اشهر الحملات التأدبية لاخضاع دنقلا ، تلك التي قام بها السلطان صلاح الدين الايوبي عام 1172 ميلادية حيث قامت القوات الاسلامية بمحاصرة دنقلا لمدة ثلاثة اشهر وبعد استسلامها أخذ صلاح الدين جميع الرجال والنساء القادرين علي المشي الي القاهرة وباعهم في سوق السبتوتة بالقرب من جامعة الازهر الشريف حالياا!! لقد حدثت العديد من الاضطرابات خلال المائتين سنة التالية الي ان اضطرى المماليك ان يأخذوا ابناء ملك النوبة صغارا لكي يتربوا في القصور المصرية بهدف ان يتأثروا بالنظام الا ان القلاقل لم تنته ضد ضربية البقط المهينة التي كادت ان تجفف سكان الدولة النوبية ، وفي عام 1333م ابلغ المماليك عظيم النوبة بانهم عزموا علي ان يصبح الحاكم في دنقلا مسلما حتي يؤدى ذلك الي الغاء جزية البقط ويسود الامن لهذا انهم مضطرون بتعيين ملكا من المسلمين النوبة المقيمين في مصر، من ثم فطن الملك النوبي للامر فاقترح لهم ابن بنته من عبدالرحمن ابن كنز الدولة وكيل الوالي علي اسوان ، فاصبح اول ملك مسلم علي دنقلا . بهذا خرج الملك التوبي باقل الخسائر كما كان يعتقد من هنا بطل دفع الجزية والعشور، لقد لصار ملك البلاد مسلما والناس علي دين ملوكهم ، ثم تخلوا عن المسيحية التي لم تستطع حمايتهم ماديا او ادبيا من شرور المسلمين الذين إباحوا ارضهم وعرضهم و كان افضل لهم ان يقلدوا الغالب بدل التمسك بمناهج المغلوب التي لاتشبع ولا تغني من جوع . حيث كانت الجزية طوال مدة السبعة قرون دفع من مجتمع مملكة دنقلا وما حولها ، وبهذا اشتدت الضغوط علي سوبا حتي تم تقويض اركانها في التاريخ آنف الذكر ، فاضحي الشمال والوسط السوداني مسلما او في حكم المسلم . من هنا حلت مشكلة الحزام الاولي لجلب الارقاء من جنوب مصر كما كان معروفا لدى العقل العربي قديما ان الانسان الاسود هو العنصر الاساسي والمناسب الذى يستحق ان يستعبد من المنطقة المذكورة وما يجاور اراضي ممبسا (كينيا ) والشمال الغربي للقارة السنغاال ومالي والحبشة .. لقد تم تحريم استرقاق سكان هذه المنطقة الشمال والوسط السعيد السوداني ثم احلوا سبي ابناء الحزام الثاني هو النيل الازرق وكافة مواطني الجنوب وجزء كبير من اهالي نوبة شمال كردفان وجميع جبال النوبة ودارفور وما بعدها ورخصوا بسفك دماءهم وانتهاك كرامتهم وسمحوا باذلالهم وجعلوا منهم اغرابا وفي مستوى ادني من البهائم واستخدموا الدين الاسلامي لانه لا يحرم استعباد البشروصحيح الشريعة يأذن بتسرى الاماء وملك اليمين والحكام الجدد لم يكتفوا باستغلال هؤلاء محليا واجبارهم علي خدمة السادة والسهر علي راحتهم فحسب بل احتكروا الحرية واسموها باعراق معينة ونزعوا من العبودية صفة (اليد العاملة الدائمة الرخيصة) وجعلوها سجية صاخة باجناس يعرفونها ويحددون مصدرهم ،كما استدعوا فيئات من خارج الديارمثال العناصر الاسيوية التي قطنت مكة بعد هجرة العرب الاقحاح الي البلدان المتفوحة واهل المغرب والمتحدثين بالعربية والعجم من المسلمين واغروهم بوفرة الكلا والعبيد وبالاقامة الدائمة اذا ماطاب لهم المقام للتمتع بهذه الخيرات الطبيعية من شبه البشر والعشب والسوائم والتجارة في الانام . فجذبت الدعوة تلك العناصر التي ترونها تتفاخر بانها غير افريقية ويطلقون علي انفسهم احرار السودان وتناسوا ان عبارة سوداني عند العرب بمعني العبد وحتي هذه اللحظة يسمي سكان الشام والاردن الفول السوداني بفذدق العبيد وهذا هو العلم الثاني لوصف السودان . وقد رحب هؤلاء الاجانب بالكرم السوداني الفياض ثم تدفقوا زرافات علي تلك النعمة واستوطنوا الجزيرة والشمال وسنارثم بدأت عملية كسب العبيد بالمجان و بارخص الاسباب وظل العدو
ان علي الحزام الثاني كما ذكرنا ولمدة ثلثمائة وسبع عشرة سنة فترة حكم الدولة السنارية وثلاث ستون سنة فترة النظام التركي وثلاث عشرةعاما مدة دراويش المهدية وسبع عشرون سنة صدر الحكم الثاني البريطاني المصرى .
كان المستوطنون امثال آل المهدى والميرغني والشريف الهندى والزبيرباشا الفارسي ونوبة الشمال والعائدون من سبي البقط وقليل من الفونج واثنيات الهمج يغيرون علي تلك المناطق ويجلبون الفتيات والفتيان
بعد قتل الرجال والمقاومات من النساء ثم تمت عملية التنشئة والاستلام وتدجين العقول والتربية علي الخضوع والغاء الذات وطمس الهوية وقطع الصلة بالاسرة الطبيعية في تلكم الحزام . كان يطلقون علي هؤلاء التعساء اسماء خاصة بهم حتي يجعلوا منهم طبقة مميزة تفرزهم عن مجتمع الاحرار تشعرهم بالتبعية وبالدونية . ومن الاسماء البارزة والمشهورة الخاصة بالعبيد عبدالرسول وعبدالنبي وسرور وفرج الله وجابك الله والله جابووعطية الله ومرجان ومرسال وزرق الله وسعيد وبخيت ومسعود وزرق وعجب سيده عبد وعبد وعبد الخ…وبالنسبة للنساء سعيدة وخادم الله والسرة وسعدية وخادم الرسول ومرجيه وبخيتة السبب ان اشكال السودانيين والواناهم متقاربة لايوجد خط دقيق فاصل في شبه الاديم اوالتركيبة البدنية لانهم من اصول افريقية جملة وتفصيلا الا ما قل وندر من المهاجرين الطارئيين كما اسلفنا . وهؤلاء تم استوعابهم جينيا ومن ثم اختفي أثرهم عقب اجيال معدودة بفعل عملية التناسل التي جرت بغير قصد والرغبة الملحة في التكاثر وتعدد الزوجات بدون عقد قران والمملوكات باليمين . وقد تطور هذا المعني الي ان وصل الي يجلب اولئك البنات والذكورمن ابناء الاندجنس ويبني لهم سيدهم اكواخا ام قرية صغيرة بالقرب من مسكنه ثم يترك لهؤلاء العبيد حرية العشرة والمعاشرة وانجاب المزيد من الذرية التي تكتب باسمه ويحسبون من اولاده.
ثم التبس الامر علي فرق صيد الرقيق التي ازدهرت تجارته محليا وتصديرا ،و كانت الحجاز والقاهرة هي السوق الرئيس لهذا النشاط الاجرامي في ذلك الزمان، فجعل قراصنة القنص يصطادون كل طفل داكن البشرة ظنا منهم انه من طائفة العبيد المسموح بخطفها، الا مع سوء الطالع قد تم اعتقال الكثير من ابناء السادة الاحرار وتعرضوا للبيع في بازار النخاسة ، حيث بذل اولياء امورهم جهدا مضنيا في اطلاق سراحهم إثر شهادة شهود عدول ، ثم استعادت الحكومة الاسلامية النظر في هذه القضية برمتها . فصدر قرارا باخراج صكوك شجرة نسب وهمية تثبت التحاق الاسرة بفئة القوم الذين لايجوز بيعهم او استرقاقهم ، فظهرت طبقة الوضاعين الذين لهم درايا باسماء وانساب العرب فيسألون الذبون اذا كان يرغب في الحاقه باسرة آل البيت وعلي او بالعباس عم النبي فيصدر الوضاع سلسلة من الاسماء الخيالية الي ان تصل نسل العائلة المرجو الانتماء اليها بالزور و لايوجد حسيب او مراجع لتلك الشهادات وهي للحماية فقط وليست وراء ها حقيقة ملزمة .
لقد استمر هذا الحال من العلاقة بين حكومة المركز وتلك الاقاليم آنف الذكر الي ان وصلت قوات محمد علي باشا عاصمة السلطنة الزرقاء سنار وبدون قتال سوى معركة واحدة قصيرة مع الشايقية حسمتها قنبلة واحدة قتلت حوالي عشرة خيالة ، وعندها صار الشايقية عملاء ودلللاء وجزء من الاستخبارات التركية ومقاتلين الي جانب القوات الغازية . وللانصاف كان معهم الحق في الاستسلام المبكرلان الدولة السنارية الاسلامية المركزية قد انهارت تماما وليست لها وجود واصبحت مقسمة الي اكثر من عشرممالك ومقاطعات مستقلة متصارعة وفقدت الحس الوطني والانتماء الاقليمي وصارت مجرد عشائر تفاخر بالعدوان علي بعضها والتنمر علي سكان الحزام الثاني الذى يعاني من العزلة الجغرافية والافتقار لكل اسباب القوة للدفاع وحماية ابسط مقدراته الانسانية، وهي في مواجهة جماعة بربرية تدين بعقيدة جوهر مباديئها الحرب والبغي والسلب واغتنام حقوق الضعفاء باستخدام منهج حمال اوجه ويقول (ادعو الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) (ولااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )البقرة(وجادلهم بالتي هي احسن) ويردف (فذكرإنما انت مذكر وليست عليهم بمسيطر) ويزيد (قل الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)ويعود هذا السبيل القول من ناحية ثانية (قاتلوا الذين ولايؤمنون بالله ولاباليوم الاخر ولايحرمون ما حرم الله ورسوله لايدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتي يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) مشروع اقتصادى التوبة……(وقاتلوا المشركين كافة) (يا ايها الذي آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) الآية الاخيرة من الحجج التي استخدمت في الغارات علي اقليم الحزام الثاني لصيد الرقيق في السودان ، علي اقل تقدير وتوجد مغالطات ومطاولات ومبررات من قبل فقهاء الزور والضلال ….
مع امتداد التاريخ الطويل للدولة الاسلامية كانت قصة الحكم بالشريعة والحاكمية لله سلاحا بتارا في يد الانظمة المستبدة باسم الاسلام لاشك ان المنهج الاسلامي هو الذى يعطيها الرخصة والمبرر لما تفعل من جور واثارة الحروب والعنرات العقائدية والعنصرية في اضطهاد الاخرين ماوجدت الي ذلك سبيلا . واستغلالا لما سطرنا اعلاه من متعارضات وبيانات ونصوص متضاربة ، رقيقة مسالمة مهادنة دأبها التحتضر ،والمدينة والقيم الراقية وحرية الاختيار ومجارات المثل العليا والاخلاق الرفيعة التي تليق بانسانية الانسان وتحفظ كرامته وتجل من شأنه تارة…وتارة اخرى ، ما ورد في النصوص الثانية وكما يقولون ان العبرة بالنهاية وذبدة النتيجة هي الدمار والقهر والقتل وحرق الاخضر قبل اليابس هذا تناقض ما كتب به من سلطان هو السعي الي الهلاك وقطع الرقاب وانزال الهوان بالناس وخراب بلدانهم وسحل اجسادهم وسلب ازارقهم وزعزعت امنهم والاعتداء علي حراماتهم وضرب استقرارهم ورزع الخوف والشرور في افئتهم ، واى دعوة ابغض من دعوة تحريض طائفة علي قتل اخرى تحت اي حجة اوذريعة ومن يفعل ذلك مصيرة الفردوس ونعم المقام !!!؟ ان الخير بين وضده كذلك ولماذا القهر والتسلط يا اؤولي الاباب؟ قال لي رجل يهودى متقدم في السن عام 1976امام الهرم الكبير في الجيزة كان يبيع تماثيل صغيرة للأثارالمصرية كنت امعن النظر في تلك الصور المنحوتة بدقة فسألني الرجل من اى البلاد انت؟ فقلت من السودان ولاولي مرة احضر الي مصر وقال السودان من اى القبائل في السودان؟ فقلت من جبال النوبة وقال هذه صناعتكم حتي الوصايا العشر الايمانية هي فكرة نوبية الا ان اليهود اهلي كتبوها في التورات وانا يهودى فاصبت بالدهشة لقد كنت اصغر سنا وفقيرا لاى معرفة الحديث في ذمة القائل ….ان انصار الحنيف لايرتوون من ارتكاب الجرائم برفع شعارات براقة يصعب وضعها موضع الممارسة والتطبيق العملي ولايتعظون بخقفات من سبقهم في الفشل وتجرع مرارة الاندحار..
وفي دراسي للتاريخ الاسلامي لم ار دولة او حكومة تحولت من جماعة الي اخرى سليما ولكن العنف هو الوسيلة الوحيدة لانتقال الانظمة وتنصيب الافراد في السلطة ،وهل سفك الدماء من المدنية وشيم التحضر والعمران في شيئ؟ ان العرب جماعة من الرعاع واهل حركة دائمة وغارة الفت العيش علي اسنة الرماح وجل الدين الاسلامي استجاب لطبعهم وجارمنهجهم فمستحيل ان ياتوا بغير ماتعودوا. ان سودان النيل وقع ضحية منذ استسلام قلندون المشئوم ثم تعاقبت علينا سنون الذل وتبنينا هذا السلوك الهمجي ومارسنا علي انفسنا عين ثقافة الصحراء القائمة علي بث الخراب والدمار، وكرر راى ان الدين هو الصالح من الاعمال ودونه مجرد هوس وحركات هي اقرب الي الباطل وجرائم منظمة ودومات لالهاء البسطاء الذين عشعشت الاهوام علي عقولهم منذ الصغر والدين لايصلح نظام للسلطة المدينة المتحضرة لانه ينحاز لمعتنقيه اى دين هو عقيم في هذا الشأن لانه لايحقق العدالة ولايستطيع ان يجبر الناس ان يصبحوا ملة واحدة
…
وللانصاف ان جميع المارسات التي وقعت علي نفر الحزام الثاني لصيد الرقيق في السودان لم تات عن طرف العرب الاقحاح لكن من السودانيين وغيرهم الذين تشبعوا بالمنهج وتغمسوا الفكرة وطبقوا شرورها علي اهلهم . الانجليز الكفار هم مفتاح الفرج الاخير ونسيم رياح آدامية اولئك الذين حرموا من طعم الوجود والاعتزازبشرف وطنهم ..الاستعمار ( بقصد السيطرة) وانا اسميه (الاستعمار) (بهدف التعمير والترقي) عمر يعمر تعميرا في عام 1902م اصدراللورد كتشنير الله يطريه بالخير مذكرة تقول تحريم كافة انواع التجارة بالبشر في السودان وان اى شخص ولد بعد يوم 2 سبتمبر عام 1898 م هو حر ولايمكن ان يدعي احد استرقاقه او ملكيته واليوم المذكور هو تاريخ دحر جيش دراويش قوات الامام المهدى وفرار الخلفية الي قدير بجبال النوبة حسب توصيه الامام قا ل لهم اذا بلغ بكم الضيم زوروا قديروتعالوا انصروا الدين !!! لامجال هنا لذكر عبث المهدية وما فعلته قبلها التركية الاولي بهؤلاء وذلك يوجد منه شرح وافي في كتابي الذى يصدر قريبا (تحت عنوان الدولة النوبية والتاريخ السرى) لكن اقول في عام 1900م اجرت احصائية شاملة لعدد العبيد من الحزام الذين عثر عليهم الانجليز وهم في ايدى اخوانهم الشمالين اذا اولئك يعتبرون سكان الحزام الثاني اخوى لهم ولو كان في الانسانية؟ 20517 في مديرية دنقلا وما بين 6000 و7000 في مديرية حلفا وفي مديرية الدامر وشندى 19615 وفي كردفان الشمالية كان عدد الرقيق المسجل رسميا 40000 كما يوجد حوالي 10000 في العاصمة المثلثة 9000 في القرى المجاورة وفي عام 1883 اجري احصاء من قبل الادارة التركية وكان عدد العبيد في مدينة الخرطوم 27000 الفا وهذه النسبة كانت تمثل ثلثي سكان العاصمة كما ذكر مدير بوستة حلفا في اواخر النظام التركي ان كل بيت في شمال السودان ووسطه يملك مابين اثنين الي ستة من العبيد داكني البشرة . يقول المؤلف ان العبيد من الاندجنس في السودان الجنوبي والغربي والوسط خاصة اصحاب البشرة الدانكة يعتبرهم الشماليون المتحدثون بالعربية رقيقا واملاكا خاصة وينعتون الذكر بالعبد والاثني بالخادم ، كما يعتبرونهم غير مسلمين طالما اسروا اثناء الجهاد والحرب المقدسة وحسب الشريعة هي تلك الغارات التي كان يأمر بها محمد علي باشا … كان احمد ود دفع الله والياس ام برير اكبر تجار رقيق في الابيض كان لديهما ميليشيات مسلحة تغير علي جبال النوبة وتقتل الرجال وتأسر الاطفال والنساء وهؤلاء التجار من الدناقلة والجعلين والنور دنقرة وابوقرجة والزاكي طمل وكبير المجرمين حمدان ابوعنجة وجميع الذين استخدموا العنف واستعبدوا السودانيين وافتخروا بهذه الممارسات هم السودانيون بدل ان يعتذروا لاخوتهم الذين اسائوا اليهم عن جهل وعدم دراية و في غفلة من الزمن ، لكن يصرون حتي اليوم بانهم اصحاب القدح المعلي ونحن من جابنا لن نستجيب لاى حل قبل ان نصفي حسابنا التاريخي طالما لايزالون يوكدون علي اخضاعنا ودونيتنا .. قال شوقي البدرى ان اجداده كانوا يهاجمون الناس في جبال النوبة ويقتلون النساء والرجال ويسبون الاطفال ويفتخرون بذلك شكرا لك انت اول واخر شمالي غير مستلب وغيرمستعبد من الداخل بعد ياسر سعيد عرمان وياسر جعفر انه التاريخ انها المسئولية الانسانية والحضارية نعم نحارب حتي اخر قطرة من الدماء من اجل تحريرى الانسان السوداني من الامراض والاوهام وعلل الاديان ونضرب علي يد كل عابث بمصير هذا الوطن مهما طال الوقت وبهظت التكاليف .
كانوا يرسلونا الي مصر محمد علي عبيدا لاستخدامنا جنودا لان موتنا لديهم لايساوى جناح باعوضة واننا عندهم نصف بشر ولكن اثبتنا للاسرى المالكة في ذلك المجال حيث بعثت بهم مصر للحرب في كريت والبقان وروسيا والسعودية وترقي العبيد في العهد التركي اعلي المناصب العسكرية اذكر منهم الماظ افندى الذي وصل رتبة الاميرالاى وتلك الرتبة لم يصل لها احمد عرابي الا بعد عشرسنوات ومنهم الزين فرج الذى قاد القوات التي ارسلت الي المكسيك وشغل منصب القائد العام للجيش التركي في الخرطوم وقتل قبل اسبوع من مقتل غردون باشا كما منهم الشاعر الفحل الذي نبغ في اللغة التركية والعربية محمد الامام العبد وكان يصحح الشعر لشاعر النيل حافظ ابراهيم ولقد توفي عام 1911م ومنهم عبدالله سيد بك هو من جبال النوبة ومنهم علي جيفار هو من الشلك وغيرهم ولم يرزمن شمال سودان احد طيل تلك الفترة مما يدل علي قوة ذكاء اهل هذه الحزام في القدرة علي ادارة الحروب وهذا الانجاز لاتأتي من فراغ هو دليل انهم يتمعون بصفات الفطنة العقلية والاستطاعة البدنية والصبر علي تكبد المشاق . لقد استغلت هذه الامكانيات لخدمة اغراض الغير لكن وصلنا الي اخر المطاف وانجلت غمامات التغييب وخزعبلات الطائفية وانكشف تحريف المستعربيين وبطلت افتراءات الترابي : الترابي رجل عضيف لانه يعيش زرق اليوم بيوم سياسيا معتمدا علي المروغة والمخادعة وقلت معرفة الاتباع والمتعلميين الكسالة الذين لايجيدون البحث ومستقبلي المسلمات كما قلبها ورسمها الغير . ومن عدم جدية هذا الشيخ المعمم دائما يضع متاعه علي ظهر العساكر مثال نميرى والبشير محمد الامين خليفة و من معروف العسكرى ما عنده دين دائما يتكل علي سلاحه في حل اى مشكلة . ومن الناحية ثانية تناسي الترابي انه من اهل الحزام الثاني كما انه ليس من عرب المدر اوالوبر ولامن رقيقهم السابق الذين تبنوا العربية بالدونية لم سمحوا له في نهاية الامر بان يصبح تابع لاسيادهم مباشرة قبلهم. استمعت للترابي يوما هو يتحدث في مقابلة مع قناة الجزيرة عن النوبة في شمال السودان وقال ان هؤلاء كانوا رطانة ونحن علمنا هم اللغة العربية ونسي الترابي انه من قبيلة برقوا التي نصفها في تشاد ونصفها في سودان النيل و نسي الترابي انه مهما تشرب تعاليم الاسلام وتحدث بلهجات كل اهل الجزيرة العربية شمالية وجنوبية لن يعترف به بانه من طائفة العرب:
ان العرب جنس يميزهم عن العجم وفي جزيرة خاصة بهم كما جزيرة الانجليز حيث اصبحت لغتهم ثاني اكثر لغة في العالم ويتحدث بها الناس ولكن من المستحيل ان يدعي احد خارجها ويقول هو انجليزى ويصدق. اصحي ياعزيزى الضحاك بدون مفرحة في عام 1999 هل تتذكر مذكرة العشرة التي صدرت من ابناء البحر(النيل) لان السودانيين يسمون النهر (البحر) في خطأ شائع ثم القوا بكم في قارعة الطريق لانكم غرابة اجلاف تجاوزتم الحدود، علي الحاج محمد ومحمد الامين خليفة واخرين سذج وانت كبير السحرة بعد ان تكبدتم وزر واثام تاريخية وجرائم في القتل والتنكيل بالسودانيين لايمكن ان يغفرها لكم احد ، فعدت يا دكتور واطة تبتلع اكاذيبك وفضلات كلام قلته في الامس القريب كما تعتقد ان ذاكرة السودانيين جميعا كانت في حكم الغيب وبهذا قد اقريت بانك ضال ومضلل . وحينما وقع هذا الامراللهم لاشماتة لم يذرف عليك الاسلاميون او العرب دمعة او تقطيب جبين ثم تقول ان الشهداء في جنوب السودان لستم بشهداء بل فطساء وجيف لاحظ لهم في الدنيا ولا في الدار الاخرة كفي ياعالم الوضوء وبنات الحور من الفجور …ومن هان يحل به الهوان
وعاش ابطال وانصار الجبهة الثورية ولنا موعد مع التاريخ يا ارباب العنصرية ورواد التخلف الفكرى.
والي اللقاء في طرح اخر كاتبه كلول بور: من جبل طورا
[email protected]