من كرينك قلعة الصمود …وجب وضع النقاط على الحروف

من كرينك قلعة الصمود  …وجب وضع النقاط على الحروف

بقلم حسن ابراهيم فضل

أقلام متحدة

 

** مطلوب تحقيق شفاف حول مشاركة قوات الدعم السريع في جريمةكرينك

 

**  على قادة الكفاح المسلح ان يختاروا ما بين الكراسي  وحماية المدنيين في دارفور

 

** ان مطالب  تقرير المصير والانفصال هي رسائل انهزامية تخدم اعداء الاقليم

 

ان الهجوم البربري الذي تعرضت له مدينة كرينك بولاية غرب دارفور ومن قبلها جبل مون وغيرها من قرى دارفور انما استمرار لمسلسل ابادة اهل دارفور وان تغيرت الادوات  والفاعلين في المشهد.

لم يكن الهجوم على كرينك  عملية عابرة او صدام قبلي معتاد كما يحاول البعص تصويره , ان الذي حدث هي جريمة وعملية ممنهجة ومستمرة ولم تكن الاخيرة  ما لم يتدارك قادة البلد والادارات الاهلية والمواطنين الامر ,وان يتعامل الجميع مع الامر بجدية وبطريقة مغايرة لكل اشكال المسكنات  التي لا تسمن ولا تغني من عوز فقدان الامان والاستقرار.

ان الذي يستهدف المعلمين مشاعل التنوير والمدارس ودور العبادة والمؤسسات الحكومية والتي هي مؤسسات نفع عام ليست لقبيلة او لشخص , وبالتالي اختيار الاهداف بعناية يوحي ويهدف الى تهجير كامل للسكان وليس مجرد حرب لتار او انتقام لقتل احد,ان جريمة كرينك كشف الوجه الحقيقي للمؤامرة وللمشروع التهجيري للمواطنين.

ان الازمة في دارفور لم تكن مجرد ثورة اندلعت  وواجهتها حكومة وقادة قاصري النظر ,بقصف وحرق اللين واليابس  بدلا من حل الازمة في مهدها ,وسلكوا طريقا اقصر من قامة ونظرتهم القاصرة بان  ابادوا قرى وقبائل بعض القادة الذين كانوا يقودون تلك الثورة المطالبة بالعدالة واحقاق المواطنة  المتساوية بين المواطنين والتنمية المتوازنة بين اقاليم السودان المختلفة ومشاركة كل ابناء السودان على قدم المساواة في ادارة دولتهم, فحدثت  جريمة الابادة وابشع عملية قمع عرفتها البشرية في العصر الحديث.

لم تتغير النظرة السطحية لقادة  الدولة السودانية وسياسيها لما يجري في دارفور بعد سقوط الطاغية عمر البشير وزمرة  الابادة الجماعية في السودان, حيث ظلت الحكومة بشقيها المدني والعسكري  جميعهم ينظرون  للأمر بسطحية بل في احيانا كثيرة بلا مبالاة ولا رغبة عند البعض لتحقيق استقرار وامن مستدام في الاقليم, على الرغم من  توقيع اتفاق السلام والذي هو الاخر يتعرض لحرب ضروس ومتاريس كثيرة في سبيل  التنفيذ.

ان توقيع اتفاقات سياسية مع الثوار  هو مدخل  لحل الازمة في الاقليم لا الحل نفسه كما يتوهم البعض , لان أي اتفاق سلام يتطلب عمليات فنية واجرائية اخرى يستهدف في المقام الاول تحقيق الامن على الارض و العدالة وبسط سيادة حكم القانون ومن بعد المساءلة والمصالحة  وهي ضرورة للاستقرار في أي بلد شهد مثل ما شهدته دارفور ولها ذات الظروف والتعقيدات.

ان الهجوم على كرينك ومن خلال  الصور والفيديوهات ظهر وبوضوح كيف هي عربات  تحمل لوحات مليشيات معلومة وهي تمطر المدنيين العزل وتحرق البيوت فوق رؤوس ساكنيها  وتحرق وتنهب المؤسسات الحكومية دون وجل او خوف من رقيب او حسيب فضلا عن هلاك عدد من ضباط تلك المليشيات  في كرينك  على يد الاهالي في معركة الدفاع عن المدينة لهو دليل دامغ على مشاركة تلك القوات في جريمة قتل المدنيين العزل, ولا يجدي نفعا محاولات  تبرير وجود اولئك في ارض المعركة بانهم ضباط يقضون اجازتهم هناك ,لا ضير ان يذهب قادة المليشيات لقضاء اجازاتهم مع اهليهم ولكن ما الذي اتى بهم الى داخل المدينة ومع المهاجمين والتي تبعد عشرات الاميال عن مناطق سكنهم؟.

 

مطلوب تحقيق شفاف حول مشاركة قوات الدعم السريع في جريمةكرينك

ان جريمة كرينك  وضع الجميع امام مسؤولية تاريخية واخلاقية وعلى ضرورة وضع النقاط على الحروف وبان تسمى الاشياء بمسمياتها وان تحمل المسؤوليات بوضوح وان يتحمل كل ما اقترفت يداه ,وعلى قائد الدعم السريع ان يقول و بوضوح  عن مبررات  مشاركة عناصر من قواته في تلك الجريمة  ؟ وان لم تشارك قواته في تلك الجريمة ما علاقة تلك اللوحات التي تحملها عربات المهاجمين وهي شعارات ولوحات الدعم السريع فضلا عن سقوط عدد من عناصر الدعم السريع في تلك الجريمة وهي تقاتل المواطنين العزل مع المهاجمين.

والرسالة التي يجب ان تصل الى قائد الدعم السريع  ,لا الخطب الرنانة ولا استعراض القوة يخفيان أو يحسنان صورة ولا يبرئان ساحة وعوضا عن ذلك كله هو مواجهة الحقيقة والتي لا يساور عاقل شك بان عناصر من الدعم السريع شاركت في تلك الجريمة وهذه حقيقة يجب نقولها داوية وصريحة واليوم السيد حميدتي وقادة تلك المليشيات مطالبون بتبرئة ساحتهم اما بتسليم الجناة او البراء منهم فهم قادة معروفون.

وفي ذات الاتجاه نقول للوالي القائد خميس ابكر وقادة فصيله انك تمثل في هذه الولاية نقطة الدائرة التي يلملم محيط هذه الولاية بفسيفساء تنوعه الثر ومع تقديرنا لمشاعر الالم والحزن لما طالت كرينك والمدينة من جرح لكن تظل مشاركة قوات حركتكم في الصراع ولو بداع حفظ الامن خطأ تاريخي ومطلوب تحقيق شفاف عن ذلك الدور او الادوار التي كانت تقوم بها تلك القوات .

دعوتنا ان تكون هناك لجنة  تحقيق محايدة وذات مصداقية تحقق في الاحداث وبالضرورة الا تكون قائد الدعم السريع ومنظومته ولا الوالي وقادة حركته جزءا من هذا التحقيق الذي يحدد الجناة بدقة ويحمل المسؤوليات بعدالة.

 

 على قادة الكفاح المسلح ان يختاروا ما بين الكراسي  وحماية المدنيين في دارفور

وعلى قادة الكفاح المسلح مسار دارفور الذين  وقعوا  اتفاق جوبا اليوم  نحن امام مسؤولية تاريخية امام المجتمع و الضحايا الذين لطالما دعموا مشروع الثورة بدمائهم وابناءهم بل وبتراب وارضهم التي هجروا منها  قسرا بسبب الثورة ,ووقع الاتفاق باسمهم  , لذلك كله اليوم وليس الغد يجب ان نضع النقاط على الحروف , السلام الذي لا يجلب سلاما على الارض ولا يحمي المدنيين ولا يوقف شلالات الدماء التي تسيل ليل نهار فليذهب هذا الاتفاق الى مزبلة التاريخ ,ان لم يحقق  الحاجات الاساسية للإنسان وليس هناك اقدس ولا اهم من حفظ النفس والعرض والارض.

خرجنا كثوار من اجل الكرامة والعيش الكريم لكل اهل السودان والمساواة والمواطنة المتساوية وقدمنا في سبيل ذلك كل ما هو غال ونفيس ووقعنا اتفاق السلام املا في ان تتحقق ما رفعنا السلاح من اجله وان لم نملك القدرة على الضغط وانتزاع حق المواطنين العزل في الحماية والعيش بأمان وطالما هذا السلام لا يحقق تلك المطالب فالضفة الاخرى هي الحل, نحن لم نكن طلاب سلطة  ولا من اجلها خرجنا وطالما ما خرجنا من اجله لم يتحقق علينا ان ننتصر لا نفسنا وكرامتنا  وللتاريخ ولقضيتنا وللمشروع الذي اصبح اليوم محل تندر وسخرية بسبب ما يجري على الارض لأهلنا, فعلينا ان نختار ما بين الكراسي و حق اهلنا في الحياة.

اليوم ومن كرينك واخواتها  النازفات نقول كفى ولنضع النقاط على الحروف , اما سلاما يحفظ للإنسان كرامته ويحقق العدالة للضحايا ويحفظ النفس العرض والارض واما الساحات التي قدمت  الابطال خليل ابراهيم وعبد الله ابكر ورفاقهم الميامين ارواحهم وسقوا وديانها بدمائهم , ما زالت تلك الساحات  تفتح اذرعها الحانية للانتصار للإنسان ولقضيته.

ان رسائل تقرير المصير والانفصال هي رسائل انهزامية تخدم اعداء الاقليم

رسالتنا كذلك لأهلنا وللمجموعات التي تطلق بين الفينة والاخرى رسائل الانفصال ,أقول ان دارفور هو اصل السودان وصحيح انها كانت دولة مستقلة  كانت دارفور دولة مستقلة  حتى  قبل اقل من تسع عقود فقط و لها كينونتها وعملتها وعلاقاتها الخارجية ومنظومتها التشريعية وان دار مساليت كانت سلطنة كذلك  ولم يمض على الحاق دار مساليت بالسودان النيلي  الا قبل  ثمان عقود فقط  ولا زال بعض من عاصروا تلك الكونفدرالية المستقلة على قيد الحياة , ولكن بعد انضمام السودان اصبحت دارفور قلب السودان  بحكم التفاعل الثر والحيوي الذي لم يشهد ان لعبه أي من اقاليم السودان مجتمعة , حيث اصبحت دارفور والدارفوريين  وتأثيراتهم في بقعة من بقاع السودان قاطبة.

لذلك أي خطاب من الخطابات التي تلوح بالانفصال او تقرير المصير انما هي هروب للأمام وانهزام مبكر ودعم مباشر لدعاة تفتيت دارفور وشعبه.

ستظل دارفور فاعلة في محيطه وعمقه السوداني بثروته البشرية والمادية والفكرية , بتفاعل ابناءه بعيدا عن أي تكتل جهوي واثني كما يسعى اعداء الاقليم بكل قوة ان يجعلوننا ننزوي فيه.

 

حسن ابراهيم فضل

[email protected]

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *