الطيب محمد جاده
بالرغم من موقعه الاستراتيجي وثرواته المتعددة إلا أنه بات من الأمثلة القليلة التي يضرب بها المثل في فشل الدولة ، وتشرذمت البلاد بسبب سيطرة الكيزان وكثرة الاحزاب السياسية الوهمية والحركات المصطنعة تخيل عزيزي القارء ان بالسودان 72حزبا سياسيآ و35 حركة مسلحة ، ناهيك عن عمليات النهب والسرقة والأوضاع المتدنية التي تشهدها البلاد بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية وانتشار الحروب . السؤال: كيف وصلنا إلى هذا المربع ؟ من سمح لهم بتدمير السودان ؟ لا يسر أي سوداني لديه غيرة بما وصلت اليه الدولة السودانية اليوم وخاصة عندما تقرأ عن تاريخ السودان في الماضي ، انه فعلا ماضي نتغنى به على أطلال انفسنا لا أكثر ولا أقل ، والذي وصلنا اليه الآن ما هو إلا نتاج طبيعي للظلم والفساد . العجز عن تغيير هذا الواقع والتخلص منه قد اصبح امرٌ صعب لأننا لا نستطيع أن نرى الأشياء بوضوح بل أصبحت تلتبس علينا الألوان حتى أصبحنا نرى الأبيض أسودا والأسود أبيضا ، ليس هذا فقط أصبنا أيضاً بعمى البصيرة حتى أصبحنا دمى بيد من يريدون لنا الشتات والانهيار .
إذا لم تستطع أن تغيير الواقع بنفسك فلا بدَّ أن يأتي شخصا آخر ليغيره لك ومعنى هذا الكلام انك تصبح تابعا وكائنا غير مستقل . انظر إلى حالنا ونحن لسنا فقط تابعين بل اتكاليين في شراء حتى ملابسنا ، فالمشكلة ليست فقط بالفساد بقدر الأنانية المطلقة وعبادة رغبات الذات إلى ما لانهاية .
هل سيتحرك الضمير السوداني ليخرج الكيزان من الحكم ويجعلهم لا يكملون تقسيم الدولة السودانية ؟ أصبحنا بارعين في الشجب والاستنكار وبث اللايفات وفي الخفاء يتفق قادة المعارضة مع الكيزان !!!!!
أهكذا نحن مناضلون أم أن النضال بريء منا ؟
أهكذا يسوقوننا وكأننا جهلاء نصدق كل الكذب والنفاق أي عهر هذا العهر ونحن في السودان أيها الشرفاء لا نتفاءل ولا نتساءل ولا نثق إلا بمعجزة تقلب هذا الظلم إلى عدل والحق إلى حق نراه بأم أعيننا .