من الذاكرة بقلم
كلول بور
( سليمان ادم بخيــــت)
لقد وصلت الى الخرطوم ام المظالم عام 2005 بعدغياب دام ست عشرة سنة قضيت تسعة منها مديرا لمكتب الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان في قاهرة المعز قلب الشرق الشرق الاوسط كنت اكتب في الصحف واقيم واحضر الندوات واسعي ليل نهار بزيارات منتظمة واتصالأت دائمة بالسفارات والمكاتب الدبلوماسية عربية كانت اواجنبية للدفاع وشرح مشروع هذا التنظيم والاسباب التي جعلته يحمل السلاح في وجه الخرطوم. لقد اصبح هذا المشروع عندى عبارة عن عقيدة او حقيقة مطلقة وليست فكرة عادية طارئة قابلة للتبدل والتحول التغيير. وباني كأحد ابناء الاندجنس في هذا البلد المغلوب علي امره قرأت التاريخ جيدا وشعرت بان الحركة الشعبية قد تأخرت اربعة عشر قرنا ويزيد منذ اتفاقية البقط التي اجبر العرب المسلمون ملك بلاد النوبة في دنقلة علي توقيعها عام 652م. فظل قهرنا باسم الاسلام وبيد الدولة الاسلامية دون انقطاع باستثناء الفترة التي دار فيها الانجليز السلطة في هذه الاراضي المنكوبة. عقب تلك الفترة عادت نفس الافكار بعين المنهج لوضع السيف علي رقابنا مجددا لبسط السيطرة وكأنك يا ابازيد الهلالي ماغزيت. رغم ان الانجليز حاولوا وضع حد لتلك الهيمنة الا ان ضباط حركة اربعة وعشرين ارتكبوا خطأ تاريخيا جسيما ومميتا ضد الانجليز الذين اوقفوا عنا علي اضعف الايمان تجارة الرق التي كانت تمارس ضدنا منذ تاريخ الاتفاقية سالفة الذكرحيث اخرجوهم من ايدي هؤلاء واعادوا اليهم آدمتهم وسمحوا لاولادهم بالاختلاف الي المدارس و ادخلوهم الجيش ضباطا حتي يكتسبوا القوة للدفاع عن انفسهم وعن ابناء جلدتهم ولكن كما يقول المثل خير تعمل شرا تلقي . المهم لقد سلبهم التعود علي العبودية ارادتهم بكل اسف حتي لايجيدوا الا الدفاع عن مصالح اسيادهم في الخرطوم والقاهرة في تلك الحقبة. وبعد اتفاقية نيفاشا في الخرطوم رايت عجبا اى عجب عندما شاهدت جماعة من انصار الحركة الشعبية يضعون صورة علي عبداللطيف الي جانب صورة الدكتور جون قرنق!! لانهم لايعلمون الفارق الشاسع بين مشروع وافكار الدكتور جون وافكار علي عبداللطيف التي استقاها من توجهات الزعيم سعد زغلول والاستاذ مصطفي كامل التي يقولان فيها للمصريين لديكم حقوق في السودان علموا اولادكم بها صغارا حتي لايتخلوا عنها كبارا. ودليل اخر في يوم 27 ـ 11 ـ1924 حينما قاد ملازم ثان عبدالفضيل الماظ مجموعة من العرطة السودانية وحاول ان يعبر بهم كبرى الخرطوم بحرى بهدف الانضمام الي الجيش المصرى من اجل قتال الجيش الانجليزى وفي تلك اللحظة قد جاءت التعليمات من القاهرة تأمر القوات المصرية بالانسحاب من الاراضي السودانية وكان يفكك خيامه لتنفيذ تلك التعليمات . في الوقت الذى يقف فيه نائب الحاكم العام بالقرب من الكبرى وعندما حاول الملازم الماظ المرور علي مدخل الكبرى امره الرجل بان يعود تلك القوة الي ثكناتها في اشلاك الملك فؤاد الذى اصبح مقرا لرئاسة القوات المسلحة السودانية الآن فرد عليه عبدالفضيل الماظ بأنه لايستجيب لاوامر الانجليز بل انه لاينفذ الا تعليمات صاردة من المحروسة فامر نائب الحاكم باطلاق النار فورا من ثم وقعت مذبحة حركة 1924 م.وهل تعلمون انه في 9\8 1924| قد قام طلاب المدرسة الحربية بمظاهرات مسلحة ضد الانجليز فجابت شوارع عاصمة احمد عثمان باشا المثلثة ثم مرت بمنزل الزعيم علي عبداللطيف بحي بانت كما مرت بالقرب من سجن كوبر الذى يقضي فيه الزعيم نفسه فترة حبسه جراء ما فعله من منكر وفوضي نتيجة ماغرربه نتظيم ما يسمي باتحاد السودانيين والثقافة السياسية المضللة التي ادركها الرجل من المصريين ولم يتذكر انه كان عبدا رقيقا منذ اقل من عشرين سنة عند هؤلاء السادة. عندما عادت تلك المظاهرات الي مقرها بالكلية قبض علي انصارها الضباط المستجدين وعددهم ستون فردا وجميعهم من ابناء القبائل الحضر من الاندجنس داكني البشرة حيث طردوا من الجيس شر طردة. وفي اليوم الشاعر من يناير 1925 تم تأسيس قوة دفاع السودان فتقرر بان تسعين في المائة من الضباط يجب ان يأتوا من الشمال او مايسمي بالوسط السعيد كوسي مدني الخرطوم الدامر عطبرة كريمة وشيئا قليلا من دنقلا واستثناء قيادات الجيش من اشكال ثابت عبدالرحيم وحسن فضل المولي وسيف عبدالكريم الذين ينحدرون من المناطق التي تدعي بالمهمشة حتي هذه الحظة !! ويجلب الجنود الشغيلة من ذات الانحاء التي تضم الاندجنس الغربية ونوبة الجبال وغيرهم من اصحاب البشرة الداكنة . لقد رد الانجليز بمنطق العقاب الجماعي علي ابناء تلك الجهات ليس حرمانهم بان يصبحوا ضباطا الجيش السوداني فحسب ولكن حرمان هذه الاصقاء التي تعود اليها خلفيتهم العرقية من اسباب التنمية والتطور ثم جاءت ما يسمي بالحكومات الوطنية فكانت اسوأ واشد قساوة من اولاد الملكة الذين عمد الملازم ثان عبدالفضيل الماظ علي ذبحهم دون جريرة وفي سبيل عودة ابناء نسلة الي عبودية الجلابة .ان حياة الضعضعة التي تعيشها تلك المناطق الليلة هي نتاج مارسم لها البارحة . اصحوا من هذه الغيبوبة العميقة يامرجع اهل الاحياء المبعدة عن الحياة الكريمة والا انتم علي موعد لمزيد من المذلة. في الاحداث آنف الذكر التي اسماها القائمون بها بالحركة الثورية الوطنية اطلق عليها الاستاذ محمد شريف رئيس جريدة حضارة السودان بحركة العبيد وقالها علي عينك يا تاجر متساءلا من هو علي عبداللطيف والي اى قبيلة ينتمي وهل وصل بنا الحال حتي يحكمنا اولاد الشوارع من نسل الرقيق!!!؟ والكثير
ون لايعلمون
نواصل——–