منكم تعلمنا
كنا نردد مع ابي القاسم الشابي … إذا الشعب يوماً أراد الحياة … وقبل ان نكمل الشطر الثاني من البيت انتقلنا إلى أرض الكنانة نشدو مع فاروق جويدة :
يا أيها القناص …
ثمن الرصاصة يشتري خبزاً لنا
وما بين تونس الخضراء والقاهرة المعز خيوط ..وخيوط .. خيوط ملونة بصخب الجراح ، ومنسوجة بالمأسى والأفراح ، هناك هرب طاغية … وهنا غادر أخر …. كان جار لنا
كم من النياشين علقه الطاغية فى صدره ؟ وكم من البطولات حققه فى حروب وهمية ضد شعبه باسم الوطن والدين ؟
كم كان حكيماً وعالماً عندما تنبأ بأن الأرض ستخرب بعد زواله ؟ ياأيها الحكيم العالم غادر ولاتقلق عليهم من الجوع والخوف فإن لهم رب يحميهم
كذب من ظن بأنه يحارب الطاغية بالسيف وحدة وظل يردد مع المتنبئ .. السيف أصدق أنباء من الكتب ……
وخاب من اعتقد بأنه يحاربه باسم القبيلة أو العشيرة وجلس يدعوا الى عبس وذبيان والى الفور والزغاوة . عجباً للاقوام وقفوا على اطلال اكتوبر وابريل باكين ما ضرهم لو كانوا ماشيين …..
اليوم محمد البوعزيزي يعلمنا كيف نقاوم الديكتاتور، يعلمنا معنى الموت ، جسم نحيف لبائع خضار فقير ، يحترق ليتحول إلى شعلة حمراء ، تضئ أرجاء تونس الخضراء، انت الآن فوق الموت فوق النسيان فوق الطغاة …
وفى الطرف الأخر شاب فى مقتبل العمر يدعى وائل غنيم يكتب بضعة كلمات فى موقع اليكترونى فى لحظات تتحول إلى بركان يقلع مضاجع رجال كانوا بالأمس يسخرون من مناضلي الكيبورد ، وبعد أقل من عشرين يوماً يختم الموقع بكلمات محفورات فى قلوب الملايين. مبروك لمصر …
المجرم غادر القصر ..
مبروك اولاً لتونس الخضراء ، ومبروك ثانياً لمصر أمّ الدنيا
منكم عرفنا معنى الشباب، ومنكم تعلمنا لاسلاح كالشباب ، ولاعظيمة كالشباب ، وما أروع الشباب عندما يتوحدون فى كتلة واحدة ، وتنصهر عواطفهم فى بوتقة واحدة ، ويشكلون السياج الفولاذي الذى يستعصى على الطغاة خرقها .
شاكر عبدالرسول