الدخول الى مفاوضات مع الخرطوم وفق خارطة طريق تتفق عليها الاطراف السودانية تضم الجبهة الثورية وقوى الاجماع الوطني المعارض من جهة والمؤتمر الوطني من جهة اخرى
لندن – مصطفى سري
٨ / ٣ / ٢٠١٤
أكد مني اركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان ونائب الجبهة الثورية السودانية ان الجبهة الثورية تتمسك بالحل الشامل لمشاكل السودان وعلى طاولة موحدة ، وقال ( بحثنا مع رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي دكتورة انكوسازانا دلاميني زوما قضايا بلادنا وقدمنا له مشروع متكامل لحل الازمة السودانية ) ، وقال ان مشروع جماعة الاخوان المسلمين في السودان قد فشل تماماً في حل القضايا السودانية خلال فترة حكمهم التي امتدت الى اكثر من (24 ) عاماً.
واشترط مناوي الدخول الى مفاوضات مع الخرطوم وفق خارطة طريق تتفق عليها الاطراف السودانية وتضم الجبهة الثورية وقوى الاجماع الوطني المعارض من جهة والمؤتمر الوطني من جهة اخرى ، وقال ان تهيئة المناخ لهذه المفاوضات تبدأ بالاتفاق الأمني بين الأطراف المتحاربة وتشخيص المشكلة وتعريفها وتحديد أسبابها كي نتلافى تكرارها ، واضاف ( لابد من الوصول الى اتفاق اطارئ امني شامل يأتي بحل القضية الانسانية في مناطق النزاع في دارفور ، جبال النوبة والنيل الازرق ووقف اطلاق نار دائم ) ، وقال ( كما يجب وضع ملامح واضحة لخلق جيش قومي مهني وجهاز شرطة مدني وقضاء مهني مستقل في اطار اعادة هيكلة الدولة السودانية وبمشاركة كافة السودانيين بمختلف قطاعاتهم ) .
ونفى مناوي اركو مناوي ان يكون التصعيد العسكري الذي حدث في اقليم دارفور في الاسبوع الاخير بدأ من جانب حركته ، وقال ان الحكومة وعبر مليشياتها قامت بحرق اكثر من ( 40 ) قرية في منطقة جنوب السكة حديد وقتلت اكثر من (200 ) شخصاً بينهم اطفال ونساء وشيوخ الى جانب عمليات اغتصاب ممنهجة اعادت لانسان دارفور الايام السوداء في اعوام الحرب الاولى قبل عشر سنوات ، وابدى عدم ممانعته بالتنسيق مع الزعيم القبلي موسى هلال وكل من يقاتل من اجل التغيير في السودان ، بيد انه قال ( موسى هلال اصبح ضمن الانشقاقات التي يشهدها الحزب الحاكم بعد فشل مشروعه الحضاري في توحيد نفسه ومن حق هلال ان يعارض نظامه واذا اراد التنسيق معنا فاننا لا نمانع ولكن حتى اللحظة لم ننسق معه ) .
وسيطرت حركة تحرير السودان مناوي على محليات ومناطق واسعة بشمال دارفور وهي ( اللعيت جار النبي ، حسكنيتة ، كوريا لبن ،عصبان دومة وطويشة ) في شمال دارفور والاخيرة هي مسقط رأس والي الولاية محمد يوسف كبر ، وتعد العمليات الاخيرة هي الاوسع في الاونة الاخيرة في الحرب التي استمرت لاكثر من (10 ) سنوات في هذا الاقليم وادت الى مقتل اكثر من (300 ) الف مواطن وتشرد اكثر من (4 ) مليون بين نزوح داخلي ولجوء في دول الجوار وخاصة تشاد .
وكان المنسق المقيم للشؤون التنموية والإنسانية في السودان بالإنابة السيد عدنان خان قد اعرب عن قلقه العميق إزاء التقارير الواردة عن فرار آلاف الأشخاص من منازلهم بسبب القتال المتجدد بين حركة جيش تحرير السودان والجيش السوداني والجماعات شبه العسكرية المتحالفة معه في ولاية جنوب دارفور ، وقال ان القتال تسبب في فرار اكثر من (15 ) الف شخص الذين لاذوا الى معسكرات النازحين خارج مدينة نيالا .
وكان وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين قد اعلن ان القوات المسلحة السودانية اول من امس انها قادرة على تأمين البلاد ، وذكر ان قواته ماضية في تنفيذ عمليات الصيف والتي شارفت على نهايتها في جبال النوبة والنيل الازرق.
من جهة اخري اجتمعت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي دكتورة انكوسازانا دلاميني زوما مع قيادات الحركات المسلحة التي تقاتل في دارفور لبحث القضية السودانية ، ويعد هذا اللقاء هو الاول بين الحركات المسلحة وقيادة الاتحاد الافريقي ، وقال مناوي ان الاتحاد هو مسؤول بشكل مباشر في ما يحدث بالسودان باعتباره مسؤول عن دول القارة ، مشيراً الى ان حركته والعدل والمساواة سيجريان لقاءاً اخر في العاشر من الشهر الجاري في اديس ابابا مع رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى ثابو مبيكي والذي يقود عملية الوساطة بين الخرطوم والحركة الشعبية في شمال السودان في منبر واخرى بين دولتي السودان وجنوب السودان.