منافسو البشير في الرئاسة يهددون بـ«موقف جماعي» إذا رُفضت شروطهم لضمان «انتخابات نزيهة»
الخرطوم – النور أحمد النور
هدد المرشحون للرئاسة السودانية باستثناء مرشح حزب المؤتمر الوطني عمر البشير باتخاذ موقف جماعي حاسم في حال عدم استجابة مفوضية الانتخابات، خلال 72 ساعة، جملة مطالب تقدموا بها وأبرزها إجراء مراجعة مالية وإدارية لأعمال المفوضية وتأجيل الانتخابات التي تبقى لموعدها 12 يوماً الى تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وقال زعيم حزب الأمة ومرشحه للرئاسة الصادق المهدي، في مؤتمر صحافي مشترك مع مرشحي «الحركة الشعبية لتحرير السودان» ياسر عرمان والاتحادي الديموقراطي حاتم السر والأمة – الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل، والمرشحين المستقلين كامل إدريس ومحمود جحا، إن مرشحي الرئاسة سبق أن تقدموا بمذكرة إلى مفوضية الانتخابات بجملة مطالب تتعلق بتأجيل الانتخابات ونزاهتها ومراجعة إدارية ومالية لأعمال المفوضية واعادة تشكيلها. وأضاف: «قررنا مجتمعين إمهال المفوضية 72 ساعة لمعرفة استجابتها لهذه المطالب». وتابع: «إذا وجدنا استجابتها ستؤدي إلى انتخابات نزيهة وحرة فهذا المطلوب، وإلا فإننا سنتخذ موقفاً جماعياً لأننا بصدد قضية تحوّل ديموقراطي وتناوب سلمي على السلطة، وليس اعطاء مبررات زائفة لاستمرار التسلط».
واتهم ياسر عرمان حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسعي إلى تزوير الانتخابات على مستويي الرئاسة وحكام الولايات، وقال إن الحزب الحاكم أحكم قبضته على مفاصل العملية الانتخابية في شمال السودان. وأضاف: «مرشح حزب المؤتمر الوطني للرئاسة يتعلق بقشّة الانتخابات لإنقاذه»، نافياً وجود مساومة بين حركته والحزب الحاكم في شأن الانتخابات والاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، مشيراً إلى أن الدستور نصّ بإمكان تأجيل الانتخابات في حال اتفاق شريكي الحكم، لكنه قطع بعدم ارجاء الاستفتاء. وزاد: «الاستفتاء قائم رضي من رضي وأبى من أبى»، مؤكداً أن لا مجال لحزب المؤتمر الوطني بالتلاعب في الاستفتاء.
أما مبارك الفاضل المهدي فعرض وثيقتين، قال إنه تلقاهما من بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم ترد على اتهامها بالتورط في طباعة بطاقات الاقتراع، وتتعلق الوثيقة الأولى بسحب عطاء طباعة بطاقات الاقتراع للرئاسة ومناصب حكام الولايات من إحدى الشركات السلوفينية وإرساء العطاء على شركة مطابع العملة السودانية الحكومية، واعتبر ذلك مؤشراً ومدخلاً للتزوير. وقال إن بطاقات الاقتراع للرئاسة وحكّام الولايات الآن في حوزة الحزب الحاكم.
كما أكد حاتم السر وجود عقبات وتحديات ومخاطر حقيقية أمام الانتخابات، وقال ان دوائر في حزب المؤتمر الوطني لديها رموز وقيادات ترى أنهم غير قابلين للهزيمة، معتبراً أن وراء ذلك «نية لتزييف ارادة الناخبين»، متوقعاً أن تشهد العملية تجاوزات وعنفاً. وتابع: «لا نطلب زمناً إضافياً للاستعداد والجاهزية ولكن لإجراء معالجات محددة»، مؤكداً اتخاذهم موقفاً حاسماً وقاطعاً ما لم تستجب المفوضية.
لكن رئيس حكومة الجنوب زعيم «الحركة الشعبية» سلفاكير ميارديت أكد استعداد حركته لخوض الانتخابات في موعدها المحدد على رغم التحديات التي تحيط بها. وقال في مؤتمر صحافي في جوبا عاصمة الجنوب إن جولاته ضمن الحملة الانتخابية أكّدت إقبال الجنوبيين على الانتخابات وإصرارهم على اهميتها، الى جانب رغبتهم في المشاركة في المنافسة. لكنه رأى أن 25 في المئة من اتفاق السلام لم ينفذ خصوصاً ترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها، مشيراً إلى عدم وجود علاقة بين الاستفتاء والانتخابات. وذكر أن موقف حركته في مفاوضات السلام من قضية الانتخابات أن تجرى بعد استفتاء جنوب السودان المقرر في أول العام المقبل.
ودعا إلى مناقشة إجراءات ما بعد استفتاء الجنوب على تقرير مصيره. ورأى أن تأجيل الانتخابات لو حدث «لا يعني بالضرورة تأجيل الاستفتاء».
غير أن رئيس «الحركة الشعبية – التغيير الديموقراطي» وزير الخارجية السابق الدكتور لام أكول طالب بمحاسبة الذين احتجزوا واعتقلوا وعذبوا تسعة من مسؤولي حزبه في مدينة واو عاصمة ولاية غرب بحر الغزال في جنوب البلاد أول من أمس. وطالب المفوضية القومية للانتخابات بالنهوض بدورها وممارسة سلطاتها ببسط العدالة بين المتنافسين في الانتخابات القادمة. وقال أكول في مؤتمر صحافي في الخرطوم امس إن السلطات في حكومة الجنوب وضعت عراقيل أمام حملته «مع سبق التخطيط والترتيب»، وأشار إلى تعدد الأجهزة الأمنية في الإقليم.
وفي جنوب البلاد، أكد الرئيس السوداني عمر البشير مجدداً عدم العودة إلى مربع الحرب، وأكد استمراره في تنفيذ اتفاق السلام الشامل الذي اعتبره أعظم إنجاز حققته حكومته خلال الفترة الماضية، وأبدى حرصه على وحدة الجنوب والشمال.
وقال البشير أثناء مخاطبته حشداً جماهيرياً في مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط في جنوب البلاد، امس، إن حكومته نجحت في تغيير الأوضاع المعيشية وتنمية البلاد. وشدد على أن حكومته لن تفرط في السلام وستعمل على تنفيذ بنوده لاحقاً كما أنها قطعت وعداً بعدم العودة إلى مربع الحرب ثانية. وزاد: «لن نحمل البندقية مجدداً».
وفي تطور آخر، قللت الخرطوم من تقارير عن قوات مصرية انتشرت على طول الحدود المصرية – السودانية منذ أسابيع لمنع تهريب الأسلحة إلى حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في قطاع غزة، ورأت أن من حق مصر تأمين حدودها بالطريقة التي تراها. وقال مسؤول رئاسي سوداني لـ «الحياة» أمس ان السلطات لم ترصد تهريب أي أسلحة عبر حدود البلاد الشرقية ولكنها ظلت قلقة من تزايد تهريب لاجئين أفارقة عبر البحر الأحمر ونشرت قوات كافية وخصصت طائرات لشرطة مكافحة التهريب لمنع تهريب البشر عبر حدودها.