ممنوع النوم في عهد الانقاذ

حسن اسحق
لا يستطيع المرء ان يكون متاكدا من ان هنالك شيئا يعيش من اجله ،الا اذا كان مستعدا للموت في سبيله. المناضل جيفارا.
مايجول في خواطرنا ان العديد من الاشياء ذات القيمة الانسانية في هذه الاوطان ،ناسف لاستخدام الاوطان بدل من الوطن الواحد ،ملامحه الوحدة النفسية تمزقت وشرذمت ،كل واحد يخطط لينجز هدفه وحده ،رغم الكلام الكثير عن الاهداف القومية والوطنية ،وضرورة تكثيف الجهود القومية ،كل فرد يطرح فكرة ويفتكر ان مهندسها وحده وما يقوله ينبغي ان يوضع موضع التقديس ،ولاتوجه نحوه انتقادات ،وهذا موقع الازمة ،الجميع يرون طرقات الحل ،لكن هناك له مصلحة في استمرارية الكوارث الجوع والمرض والتشرد والقتل .
المواطن في عهود الانقاذ الاسلامية ،وللفترة المتجاوزة العقدين ،ماراه في حياته العادية اليومية لم يكن يخطر في باله حتي عهود الاتراك في القرن التاسع عشر والحكم الانجليزي المصري في منتصف القرن العشرين ،كل الطرق في هذه الديار اغلقت ،اصبح المواطن يشتهي المأكل والمشرب ،هذا النظام احترف كل السبل لتركيع الانسان السوداني وبهدلة كرامته والتقليل من دوره كفرد نشط فاعل في المجتمع ،وكل حركة نشاط مجتمعي يعتبرها هؤلاء خروج عن الطاعة الاسلامية المفروضة علي السودانيين بانقلاب قبل 23 عاما .
ان المواطن السوداني رغم القيود المحيطة به قسرا ،من عصابات المافيا الاسلامية التي تقدم خدمات طاجزة للمنظومة الحاكمة في الاسواق عندما تخطب ،وتردد ان الخروج عن الحاكم ،يعتبر معصية وعصيان للاوامر السماوية ،كل يوم الاسعار في مؤون الحياة اليومية في زيادة ،وحتي طلاب المدارس الثانوية والاساس بدأوا في التململ ،وان اسعار الدقيق في ارتفاع متزايد ،وجوال دقيق الخبز 350 جنيه وكيلو دقيق سيقا 40 جنيه ورطل الزيت سسم 7جنيه ،كل يوم الاسعار تتسارع في الزيادة والارتفاع ،هذه المرة طلاب المدارس قد يكسرون حاجز الصمت ،ولو يتظاهرون قليلا ،استنكارا لهذا الضغط المعيشي ،في بعض المدن السودانية في الاقاليم التجار الموالون للمافيا الاسلامية يخزنون الدقيق حتي ترتفع الاسعار،لتحقيق المصالح الفردية دون وضع التقدير للمواطن او الطالب والطالبة ،هؤلاء المساكين خارج دائرة الاهتمام والتقدير من أي جهة حكومية او مدنية مصلحية ،تبحث عن رزقها الشخصي والحزبي،تعودنا علي الشعارات الخادعة التي تخدر المواطن من جانب الحكومة ،دون البحث عن اسباب الجذور الرئيسية ،وفي مرات كثيرة تستخدم المصطلحات الدينية لتبرير الاهداف الدنيوية ،وما الرب الا جسر للعبور السياسي الاني في هذه الديار.
المواطن السوداني دخله الملل واليأس ،وضغوطات الحياة اليومية متزايدة عليه يوميا ،ذهب احد المواطنين الي السوق لشراء الحاجيات اليومية ،سأل من سعر الطماطم ،وجده زيد السعر 2جنيه وصار السعر بالكامل 5جنيه ،قال لبائع الخضار في السوق ،الناس (ما تنوم ولا شنو) في السودان كل صباح جديد يعقبه وجه جديد وسعر ما في الخيال .
حسن اسحق
صحفي
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *