احتضنت دار الثقافة لمدينة بجاية على مدار يومين، الأربعاء والخميس الفارطين، ملتقى دولي حول جرائم الانسانية، بمشاركة خبراء في القانون الدولي ومن المحكمة الجنائية الدولية. إضافة الى أساتذة في القانون وكوكبة من المحامين، وذلك من تنظيم جمعية المحامين لولاية بجاية تحت اشراف مجلس قضاء بجاية، وتطرق الحاضرون الذين تعاقبوا على المنصة الشرفية الى مجموعة من المواضيع القانونية والقضايا الدولية، وتركز النقاش بصورة أعمق حول الجرائم الانسانية التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في الـ 8 ماي 1945 والتفجيرات النووية التي قامت بها فرنسا في الصحراء الجزائرية. كما عالج المحاضرون العدوان الاسرائيلي على غزة من الوجهة القانونية والتي تدخل في اطار التعدي الصارخ على القانون الدولي.
وفي هذا الموضوع، استهلت القاضية الدولية السيدة بريجيت ريموند، عضوة في المحكمة الجنائية الدولية حديثها بأنه لا يمكن أن يكون عدل بدون سلم ولا سلم بدون عدل، واعتبرتهما عنصران متلازمان ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. ثم أجابت على استفسارات عدة طرحها المحامون ورجال القانون تدور حول موقف المحكمة الدولية تجاه الجرائم الانسانية التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري إبان الاستعمار الفرنسي وكذا حول عواقب الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني.
وأشارت في سياق حديثها الى أن العديد من الدول كالجزائر والولايات المتحدة وبعض الدول الافريقية لم توقع على معاهدة روما، لذا كان من الصعب جدا على المحكمة الدولية أن تنظر في قضايا هذه الدول التي لم تصادق على الاتفاقية، وتتمنى أن يتم ذلك في المستقبل القريب، رغم أنها أشارت بصورة ايجابية الى الدور الكبير الذي تلعبه الجزائر في نطاق العدالة والتجاوب السريع مع القضايا الدولية عن طريق العمل المشترك ومساهمتها في إقرار السلم العالمي.
أما ممثل القسم الجنائي بالمحكمة الدولية، من دولة السنغال، فقد رد على تساؤلات الحاضرين حول ما يحدث في السودان وموقف المحكمة الدولية إزاء ما يحدث هناك رغم أن السودان ليس عضوا في هذه المحكمة، فقد أكد للمشاركين بأن المحكمة تستحوذ على أدلة قطعية ودامغة تؤكد أن السيد »عمر البشير« رئيس السودان قد ارتكب جرائم ضد الانسانية، وهو رمز تنظر إليه المحكمة الدولية بعناية كبيرة. وتأمل أن يأخذ العدل مجراه الطبيعي لإعادة السلم والاستقرار لهذا البلد
الشعب الجزائرية