مما ينبغى ان يقال ( 2 )

بقلم جمال دور حامد
[email protected]
الهوية :
ذهب العديد من المؤرخين بأن الهوية تعنى خصائص مادية وروحية ووجدانية تميز قوماً عن غيرهم . ولكون مجتمعنا متعدد الخصائص ولم يحسن ادارته طيلة عمر الوطن المثقل بالمواجع . ولغرض تحديد عوامل الخلل لابد من التطرق الى الجزر الاعمق للمشاكل فى السودان.
لعبت الهوية دوراً اساسياً فى تحريك الصراعات المتعددة ، مشكلاً الجزر الاعمق للمشاكل المزمنة . ولم ترد كجزء من الحل مما ظلت ماثلا فى تعميق حدة الخلافات رغم كثرة المبادرات والحلول المسكنة للألام المزروعة ببرنامج ممنهجة من قبل الممسكين بزمام أمر السودان و حكمه.
بنيت مؤسسات الدولة وفقاً لتحيزات عنصرية لتعطى تلك التحيزات طابعاً مؤسسياً. ( راجع اختلال السلطة والثروة فى السودان الكتاب الاسود ) وطفقت توظف الدولة ومؤسساتها لحماية الامتيازات الناشئة عن تلك التحيزات ، وان البنية المختلة هى الوميض الذى ظل يشتعل فى الهامش ، وما لم نجد البلسم المعالج للجرح النازف ، وفكر مدرك بمهام المرحلة ومعايش التجارب التى ادت الى إنهيار بنيان الدولة ، ووضع البرنامج العلمية لادارة التنوع وتفعيل القواسم المشتركة لكافة المكونات الاجتماعية المختلفة عرقياً وثقافياً ، وذلك لضمان التعايش السلمى ونبذ الاسباب التى ادت الى واقعنا الأليم والممزق عرقياً وثقافياُ .وفق التالى
1 / العمل لتغيير ذهنية الممسكين بزمام الامر بحتمية التعايش مع كافة المكونات الاجتماعية ، وان لا تكون السلام الذى ننشده تكتيكاً لشراء الزمن او لتخفيف الضغط.
2 / تحليل اسباب الصراع وجزوره بمنهجية علمية ثقافية واجتماعية صادقة لأنه الجزر الاعمق
3 / اهمية الاصلاح الثقافى والاجتماعى وجعله الاساس الحقيقى للحل السلمى والسلام المستدام
لعبت الانظمة المتعاقبة دورا اساسيا فى تعميق حدة التهميش ، بل تم انتهاجه كسياسة معتمدة منذ يناير 1956م ،وبذلك حولت الدولة الى مؤسسة عنصرية وسجلات التنمية توضح اختلال السلطة والثروة والتنمية فى السودان . وإن سياسة العنف الممنهج اصبحت من الوسائل المتبعة وسمة لكافة الانظمة التى توالت على الحكم ، واستهداف انسان الهامش فى دارفور وكردفان والنيل الازرق تؤكد تلك السياسة التى ادت الى انفصال جزء عزيز من الوطن . غابت هوية وطنية تسع الجميع وتشمل كل الاعراق بل ظلت الدولة تحت هيمنة هوية واحدة ضيقة تخص المجموعات النيلية والنوبة المستعربين ، وهى التى صاغت الثقافة والتعليم ليستلب بذلك الثقافات الاخرى لاسباب ترتبط بأستراتيجيات المجموعات النيلية التى تبنت الهوية العربية لطمس الجانب الحضارى والثقافى والتاريخى للمجموعات الاثنية الغير عربية .
أن تغمص دور العرب حولت الدولة الى ألة تصنع الحرب لا سلام ، مما أقعدتها فى قائمة الدول الأكثر بطشاً فى تاريخ الانسانية مما تبؤ مقعدها الاول بأستحقاق عن جدارة الفشل من بين كافة الدول الفاشلة فى الدنيا
للمقال بقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *