مكالمة تلفونية محزنة و{ كابوس) مزعج جدا جدا !!!

بقلم: أحمد عبدالرحمن ويتشي
[email protected]
يوم ملئ بالتعب والارهاق قضيته جريا وراء تفاصيل الحياة الممله والشتاء القارص يضرب من كل حدبٍ وصوب وصلت لمقر اقامتي متاخرا بعض الشئ.. صليت العشاء ودخلت الي الغرفة لأخذ غفوة قصيرة ومن ثم العودة لكتابة مقال وكنت افكر عن اي موضوع سأكتب واتسأل في نفسي هل اكتب شيئا عن نظام السفاح الذي اوردنا موارد الهلاك ؟. ام اكتب عن القتال الدائر بين اهلنا الدينكا والمسيرية في ابيي ام عن احتجاجات المسيرية في مناطق انتاج النفط التي خلفت عشرات الضحايا قبل اسبوع والتي تم تعتيمها وكتمانها تماما. ام اكتب عن موسي هلال و(عربداته) ام كبر ونفاقه ام تجاني السيسي و دفاعه المنقطع النظير لنظام الابادة الجماعية ؟!!.
ام الصادق المهدي الحربا وسعيه الدؤب لبحث شهادة اعتراف للجبهة الثورية من النظام العنصري البغيض ؟ ام اكتب شيئا عن (معاناة) الشعب (الفلسطيني) الصامد الذي يتعرض للابادة الجماعية!!
وقلت ماذا عن دولة اسرائيل (الحبيبة) التي ظلت تدافع عن الشعب السوداني بضربها لأوكار ومصانع الموت التابعة لتجار الدين (النتنين) من طهران إلي طنجة ومن بوشهر لبورتسودان؟
في الوقت الذي كنت ابحث عن موضوع لكتابته ومن دون قصد التفت خلفي وكانت هناك خريطة للعالم مثبتة علي حائط غرفتي نظرت إليها واذا بالسودان المقسوم الي نصفين ومنظر خريطته كالشخص اللابس (قميص) من دون (بنطال) امعنت النظر في الخريطة مرات ومرات واحزنني المنظر القبيح لخريطة السودان الذي كان رغم قساوة الإِحن عندما تراه تشعر بشي من الفخر و رؤيتي للخريطة شوشني وشل تفكيري المشوش اصلا من هول الصدمات التي يتلقاه الوطن الملكوم وعلي حس المثل السوداني القائل (اذا كثرت عليك الهموم اتدمدم ونوم) وبالفعل قررت (الدمديم) بعد ان (وثبت) لسريري قلت (ياخ يكتبو ليها شنو) بلد مقدود كالغربال و مقطع الاوصال ومشتعل بالابادات الجماعية وشبابه هرب نصفه ويهرب يوما بالالاف وباي وسيلة والمعاناة تلف بهم من كل جانب . فقط (تغطيت) بالبطانية لانام واذا بهاتفي النقال يرن في منتصف الليل (ياريت كان ختيتو صامت)!! والمتصلة كانت شقيقتي وادركت تماما ان شيئا ما كان هناك لان من النادر ان يتصل بي احد افراد العائلة من السودان في ذاك التوقيت !!وبعد (الحسبنة) قمت بالضغط علي (الاوكي ) ذر الاستقبال .. واذا بشقيقتي تقول وهي باكية (استاذ احمد يا اخوي) وقبل ان تكمل الجملة ازرفت عيناي دمعا وتعرقت تماما. وهي تواصل حديثها (البركة فينا ) وانا ارد لها بعبارة البركة في امة محمد واسالها منو الاتوفي؟ وهي تقول (الليلة جنجويد دخلوا ام قونجا و فولة تلاته وفولة نوارة وحجير وقسا وتقوماي ) وانا اتصبب عرقا في عز الشتاء وهي تضيف (حرقوا كل القري وقتلو خالي محمد ديار وابكر فضل واحمد فجار وناس كتار مفقودين) وانا اسألها من الناجين خاصة الاطفال والنساء وكبار السن وهي تجيب (الوضع صعب لانو الناجين ذاتم معوقين في ناس مكسرين ومقطعين ) وانا لا ادري ماذا سأفعل فقط طلبت منها ان تغلق الخط واخبرتها بانني سأتصل غدآ انشاءالله. وضاقت بي الغرفة والدنيا وقررت تبليغ بعض الاصدقاء مِن مَن جمعتنا بهم الظروف المتشابه وهي الظلم والقهر في بلداننا ولا ادري كيف ابلغهم والساعة وقتها تشير الي الواحدة والنصف بتوقيت مدينتنا واصدقائي في ثبات عميق بعد التعب وسيقومون فجرا (حمام طار) وقررت تركهم حتي الفجر .وطبعا من المستحيل ان ينام المرء بعد هذا وبالتالي قلت افتح التلفاز ومباشرة فتحت القناة المدعاة بتلفزيون السودان (جورا)، لا جديد فيها فقط (رقيص تقيل علي طريقة عمر البشير) . قفلت التلفاز و دخلت الي مواقع التواصل الاجتماعي ، بداءت بـ (تويتر ) لا جديد فيه باستثناء خبر انتقال حاج ماجد سوار (الدباب او قل الدجال) من سفير الي امانة جهاز المغتربين خرجت ودخلت الي (الفيس بوك) فوجدت الاستاذ الروائي (عبدالعزيز بركة الساكن) كاتب علي صفحته الشخصية العبارة التالية (بعد اليوم لا احد يلوم الشعب الدارفوري اذا انفصل عن السوان الام) ويبدو ان الاستاذ ساكن قد تاثر بشدة بابادة اهلنا في جنوب شرق نيالا وقلت هل يمكنني مشاركة النقاش الذي يدور بين من يدعمون الانفصال و يعتبرون دارفور دولة قائمة بذاتها منذ القدم وبين الذين يرفضون الانفصال بشدة و يستشهدون بتجربة الجنوب؟ فقط اكتفيت بالنظر ولم ابدي رايا في النقاش لان لا شي يستحق النقاش طالما ان بعض المشاركون في النقاش قالوا (ايوا يا حميدتي شغل نضيف ) والبعض قالوا (يا احفاد الترك يا قوادي الاستعمار ) ردا للذين قالوا شغل (نضيف) وبعده اخذتني غفوة وياليتها لم تاخذني بحيث كانت عبارة عن (كابوس)مزعج جدا بل الابشع في حياتي :كيف لا؟ والكابوس كان كالتالي :: بحيث كنت في (الفاشرالسلطان) وكان لدي بعض الاغراض في الخرطوم اريد الذهاب لانجزها وكنت (اوضب) حقيبتي وجاءني صديق يقول يا استاذ (ماشي وين ) تجهز في الشنطة فقلت له ( ماشي الخرطوم) وصديقي يرد لي قائلا (اليومين ديل السفارة السودانية زحمة شديد الا تجازف بعد داك تلقي تاشيرة ) وقلت له هل تعرف احد ما في السفارة السودانية في (الفاشر)؟!. رد علّي (ياخ معقولة يا استاذ السفارة فيها صحبك داك الكنتو معاهو سوا في الاتحاد )!!! قلت له (مية المية) وهو يقول: السفارات السودانية الفاضية الا تلقي السفارة السودانية في حلفا بس فاضية او السفارة السودانية في الابيض ) و اسمع بشخصا ما يضرب الباب teacher teacher good morning وجدت نفسي اقفز من الكرسي الذي غفوت فيه وشكرت الله كثيرا ان ذلك كان مجرد (كابوس) ولعنت الشيطان كثيرا بعد ان اديت صلاة الفجر.. وانا لازلت يتملكني الخوف لان كثير من (كوابيسي) قد تحققت من قبل سواء كانت سلبا او ايجابا ، فقط نقول : ادركوا الجيفه الباقية قبل ان يتحقق ما كان كابوسا واتذكر احد الكوابيس كانت عن مدينة ملكال وقد تحقق بنسبة الف في المليون.
**اهداء**
الناس الباركوا الوثبة بتاعت البشير
ياهو قال ليكم بلاش تفكيك الانقاذ وبلاش حوار وبلاش قومية او انتقالية
والما عجبو يحلق شنبو!!!
اهداء ثاني
الفنان طه سليمان يعلن قوده الانتخابات المقبلة كمرشح رئاسي.!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *