الخرطوم 7 نوفمبر 2016 ـ قال حزب المؤتمر السوداني إن جهاز الأمن اعتقل رئيسه السابق إبراهيم الشيخ ضمن اعتقالات استهدفت قادة معارضون دعوا للتظاهر ضد زيادات للأسعار أقرتها الحكومة، بينما شهدت مدينة ود مدني بأواسط السودان ليل الأحد احتجاجات محدودة.
PNG – 213.5 كيلوبايت
إبراهيم الشيخ – رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض
وأعلنت الحكومة السودانية ليل الخميس الماضي، تحرير سعر الوقود والدواء وزيادة تعرفة الكهرباء ضمن ما عدته سياسات إصلاحية للإقتصاد الوطني.
وبحسب حزب المؤتمر السوداني في تعميم صحفي يوم الإثنين
، فإن جهاز الأمن والمخابرات اعتقل إبراهيم الشيخ عضو المجلس المركزي للحزب من منزله بحي المغتربين في الخرطوم بحري “بعد ساعات من بعثه رسالة لقوى معارضة يحثهم فيها على الخروج للشارع من أجل الشارع الذى يترقب قادته”.
وأكد الحزب أن اعتقال الشيخ جاء بعد ساعات من اعتقال رئيس المجلس المركزي عبد القيوم عوض السيد ونائب رئيس الحزب خالد عمر يوسف و نائب أمين أمانة الاعلام عبد الله شمس الكون.
وكان حزب المؤتمر السوداني قد أفاد “سودان تربيون” يوم الأحد أن جهاز الأمن اعتقل نائب الأمين الإعلامي عبد الله شمس الكون آدم، بحي الرياض شرقي وسط الخرطوم، وسبق ذلك أعتقال نائب رئيس الحزب خالد عمر يوسف من منزله بعد عودته من مخاطبة جماهيرية بحي “الديم” جنوبي وسط الخرطوم الجمعة الماضية.
وأبدى رئيس الحزب، عمر الدقير، في تصريح لـ (سودان تربيون) الأثنين، عدم خشيته الإعتقال، مضيفاً “أنا متاح لمن أراد بي خيراً أو تربَّص بي شراً .. ولن أحيد”.
وأضاف “لقد وطَّنا أنفسنا في المؤتمر السوداني على مقابلة كل المتاعب التي يجلبها علينا التمسك بالخيارات النظيفة، سنجبر أرجلنا على الثبات في مواطن العزة والكرامة من أجل الإنتصار لقضية شعبنا، سنواصل نهج المقاومة السلمية ولن تزيدنا السجون إلا إيماناً بقضية شعبنا وعزماً واصراراً على الإنحياز لها على الدوم”.
وأفاد عمر الدقير، أن الحزب لا يفعل أكثر من ممارسة حقه الدستوري في التعبير السلمي عن رؤاه والقيام بواجبه الوطني في إشاعة الوعي ونقد سياسات النظام الخاطئة واستنهاض الهمم لرفضها ومناهضتها بالوسائل السلمية.
واشار إلى أن توصيات الحوار الوطني يصدق عليها المثل الشهير “أول القصيدة كفر”، مردفاً “فقبل أن يجف مداد التوصية التي تنادي بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ها هو النظام يفعل العكس تماماً ويملأ المعتقلات بالمعارضين السلميين من قادة حزب المؤتمر السوداني وغيره من القوى السياسية والمدنية”.
وأوضح أن الإعتقالات تؤكد رأيهم بأن حوار الوثبة يفتقد الجدية والمصداقية ولا يَزيد عن كونه محاولة تجميل وجه النظام بتغييرات شكلية لا تحدث أي تغيير حقيقي. مشيراً إلى أن نظام الإنقاذ غير مستعد لمفارقة نهج الإستحواذ والاقصاء وإنهاء دولة التمكين الحزبي.
وفي الأثناء قال عضو في الحزب الشيوعي ـ فضل حجب أسمه ـ إن جهاز الأمن أطلق سراح عضو اللجنة المركزية محي الدين الجلاد، مساء الأحد، بعد إعتقاله ليلة السبت من منزله بضاحية “الحاج يوسف” شرقي الخرطوم.
ونشرت الحكومة قوات أمنية في المواقع الاستراتيجية والشوارع الهامة من العاصمة تحسبا لقيام احتجاجات شعبية ضد الإجراءات التقشفية الأخيرة.
ويرجح مراقبون أن الاعتقالات تدابير احترازية لمنع تكرار سيناريو احتجاجات سبتمبر 2013 التي أعقبت رفع الدعم الحكومي عن الوقود، وسقط خلالها عشرات القتلى، حيث أقرت الحكومة بسقوط 85 قتيلا، بينما تقول منظمات حقوقية إن ما لا يقل عن 200 شخصا سقطوا في تلك المظاهرات.
وفي مدينة ود مدني بولاية الجزيرة شهدت ليلة الأحد مظاهرات ليلية محدودة هتف فيها المتظاهرون بهتافات مناوئة للحكومة وسياساتها الإقتصادية. وكانت المدينة قد بدأت منها احتجاجات سبتمبر 2013.
وبحسب ناشطون فإن السلطات تصدت للمظاهرة الليلية ما أسفر عن إصابة المسؤول الإعلامي للحركة الاتحادية بود مدني شمس الدين حامد، كما تم اعتقال عضو المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي محمد الأمين “مخو”.
وشهدت ضاحية “مارنجان” جنوبي ود مدني صباح الإثنين، خروج لطلاب مدارس الأساس والثانوي، بعد رمي مقذوف مسيل للدموع في احدى المدارس من قبل مجهول ما أدى إلى تدافع وهرج تسبب في اخلاء بقية مدارس المنطقة.
وبحسب شهود عيان لـ “سودان تربيون” فإن تعزيزات من الشرطة وصلت إلى المنطقة وتمركزت بالقرب من مجمع المدارس.
وفي حي بري بالخرطوم تسبب اعتقال أحد الشباب ويدعى مصطفى عبد السلام” في احتجاج شباب الحي العريق نهار الأحد