مشيرنا الموتور وحارقي البخور وكشف المستور
خضرعطا ا لمنان
[email protected]
مدخل:
لا يختلف اثنان – حتى داخل الأجنحة المتصارعة بالمؤتمر اللا وطني الحاكم بأمره في سودان الانقاذ – ان المشير الهارب من العدالة الدولية يعيش هذه الأيام حالة متأخرة جدا في غمرة نشوة انتصار زائف في (هجليج) التي جعل منها واقعة بدر الكبرى كما زعم احد المعتوهين من زمرة هذاالمؤتمر الذي يكذب حتى على الله .. مشير يعيش حمى ألفاظ انفعالية / سوقية / لا يمكن لها أن تصدر عن (رئيس انتخبه الشعب السوداني !!) وجعله (قائدا لمسيرته الظافرة بإذنه الله !!) في هذا المنعطف من الألفية الثالثة من قرن التحديات الكبرى.. وهي انفعالات وتشنجات قادت هذا المشير / الفضيحة الى أن يعلنها صراحة بأنه ( هدفهم منذ اليوم هو اسقاط الحشرة الشعبية المدمرة للسودان الحاكمة في جوبا وتحرير أخواننا الجنوبيين منها !!!) وهذه تعد سابقة خطيرة في التاريخ السياسي السوداني اذ لا يمكن أن تصدر مثل هذه الأقوال / دليل الإدانة البينة / الا من زعيم عصابة تحترف الارتزاق مقابل القتال في أرض غير أرضها.. وذلكم زمان قد ولى بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة ترصد في دهاليزه كل تحركات لأي جيش مهما صغر حجمه وقل عدد افراده .
ووالله العظيم لم التقي سودانيا – سواء في الخليج أو أوروبا أو كندا – إلا وردد مفردة واحدة تكاد تكون القاسم المشترك بينهم على اختلاف شتاتهم الجغرافي وهي ( الرئيس فضحنا !!) ثم يتكلم لي عن كيف أن عبارات هذا المشير هي اليوم محل تندر- ليس في مجالس السودانيين فحسب – وانما بين الإخوة العرب – على اختلاف دولهم ولهجاتهم ودياناتهم – الذين كثيرا ما يسخرون منا – نحن معشر السودانيين – لأنهم لم ولن يروا (رئيسا !!!) واحدا في هذا العالم منفعلا وراقصا وشاتما وهو يرغي ويزبد ويرعد ويبرق ويهلل ويكبر ملوحا بعصاه في الهواء جاعلا من نفسه اماما وخطيبا تارة وواعظا ومقرئ قرآن تارة أخرى وثالثة متقمصا حالة من تلبسها جن في حلقة الزار وسط نساء الحي وهن في غيبوبتهن !!.
ولا زلت أذكر ما قاله لي ذلك الاعلامي السويدي من أصل عراقي الذي جلس قبالتنا – وانا والدتي الحبيبة – أطال الله عمرها ومتعها بالصحة والعافية – في القطار المتجه بنا من العاصمة الدنماركية ( كوبنهاغن ) الى ( مدينة مالمو ) السويدية .. حيث قال مازحا ( ياخي انتو السودانيين شعب مثقف وسياسي وواعي ومتعلم لكن كل رئيس يجيكم شايل عصايتو .. بقر انتو ؟؟ !!) وذكر لي بالاسم هذا المشير والراحل (نميري) رحمه الله .. ثم أردف ( غايتو عندكم رئيس تفوق على كل زعمائنا العرب ) .. فسألته : ( في ماذا ياترى ؟؟) فرد فورا ( في كل شيئ .. يعني رئيس عينة !!) وإن إكتفت والدتي الفاضلة باتسامة فقد كررت أنا ( كلامك صحيح ) ثم تحول الحديث بعدها عن المقبور (صدام حسين ) وحالنا في الوطن العربي حتى نهاية رحلتنا في تلك المدينة من مدن السويد الشاطئية الحالمة .
الشاهد ان ارتفاع وتيرة حمى الألفاظ غير المسؤولة لهذا المشير المنتشي بـ ( نصر أكرمه به الله سبحانه وتعالى وحده مرسلا له بجند من عنده تتقدمهم الحورالعين وهن يرفلن في جنات نعيم ويرقصن ويهتفن بأسماء كل شهداء الانقاذ إسما إسما !!!) ربما تكون وتيرة تخفي وراءها كثيرا من أسرار( موقعة هجليج ) أو ( بدر الكبرى !!!) ستكشفها لنا مقبلات الأيام بعد أن ينجلي (غبار النصر المزعوم !!) وتحط التشنجات الملتفة اليوم بكل شبر في السودان رحلها عند شط من الهدوء والتعقل ان كان هناك من عاقل بين عصابة استطاعت في غفلة من هذا الزمان اللعين أن تختطف وطنا بأكمله وتفلح في توظيف اعلامها الموتور ومن خلفه يقف جيش عرمرم من حارقي البخور ولاعقي الأحذية من مذيعي ومذيعات الغفلة وصحافيي الأبواب الخلفية وكتاب الزمن الردئ وأئمة السلطان من مفتيي الحيض والنفاس وسفر الرئيس وأكل ولباس الناس و( هلمجرا ) كما يقول ( سيدي الإمام .. أبو الكلام) .
أخــــــــيرا :
دمانا تسيل عشان أرضك
ونركع ليك .. نعز أمــــرك
نلبي نـداكي عز الليل
ونقــبض بى فرح جمـــــرك
لأنــك غــالية طــول عمرك
يا بـــــلدن جمــــيل صبــــرك ..
كلمي النيل البيجري
والنــــسيم الســـاري فجــرك
نحنا ولادك الغايبـين
نحب أرضك .. نجل قدرك
بكرة نعود ونرجع ليك
مهما طــــال زمن هجـــرك
دريب الرجعة يمة قريب
يضــــمنا بى حنان صدرك
وترسى خطاوي تايهة سنين
تنــــوم تــرتـاح على حجــرك .