الخرطوم – النور أحمد النور
وصل وفدا رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وخصمه رياك مشار الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا أمس، لإجراء محادثات دعيا اليها لوضع حد للمواجهات العسكرية، فيما أعلن مشار (وهو نائب سابق للرئيس) استعادة قواته سيطرتها على مدينة بور الإستراتيجية و «تقدمها بثبات نحو العاصمة جوبا». ورفض وقف النار وتمسك بنهج «قاتل وفاوض».
واختارت مجموعة دول شرق افريقا للتنمية (إيغاد) فريقاً للوساطة في أزمة جنوب السودان مؤلفاً من الجنرال السوداني محمد أحمد الدابي (الرئيس السابق لفريق الجامعة العربية في سورية)،
والجنرال الكيني لازاروس سمبويو (وسيط السلام السابق بين شمال السودان وجنوبه)، ووزير الخارجية الاثيوبي السابق سيوم مسفن.
وقال الناطق باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتى للتلفزيون الاثيوبي امس، ان المفاوضات تأتي نتيجة «جهود طويلة وجادة للحكومات الإقليمية، والهدف منها وقف الحرب والحوار وتحقيق السلام الدائم لأشقائنا في جنوب السودان».
وقال يوهانس موسى فوك الناطق باسم فريق مفاوضي رياك مشار في أديس أبابا، أن وفدهم وصل الى العاصمة الاثيوبية قادماً من نيروبي، موضحاً ان الوفد يضم ربيكا قرنق (أرملة الزعيم الراحل جون قرنق)، وحاكم ولاية الوحدة السابق تعبان دينق قاي، ونائب حاكم ولاية جونقلي السابق حسين مارنيوت ووزير التعليم العالي السابق بيتر أدوك وآخرين. ولوحظ ان فريق مشار يضم شخصيات من قبائل الدينكا (التي ينتمي اليها سلفاكير) وأخرى من قبائل النوير التي يتحدر منها.
وترافق وصول الوفد الى اديس ابابا مع تصريحات لمشار أكد فيها أن قواته تتجه إلى العاصمة جوبا بعد السيطرة الكاملة على مدينة بور الاستراتيجية، وعلى حقول نفط في الشمال، مبدياً استعداده لضمان استمرار الإنتاج.
وبرر مشار عزمه على الزحف نحو جوبا، بسعي سلفاكير إلى دفع قواته شمالاً لاستعادة المدن التي سيطر عليها المتمردون. ونفى الاتفاق على وقف لإطلاق النار، مشيراً الى ان الاتفاق مع الوسطاء الافارقة قضى فقط ببدء مفاوضات لمناقشة اسباب الصراع.
وجدد النائب السابق للرئيس، تأكيده ضرورة الإفراج عن قادة في حزب «الحركة الشعبية» (الحاكم اعتقلوا منذ بدء المواجهات، واعتبر قضية المعتقلين «جزءاً من المحادثات».
وأضاف: «كنا نريد الإفراج عن المعتقلين قبل بدء المحادثات لكن ضغطت علينا دول إيغاد والولايات المتحدة وبريطانيا والنروج لأن نبدأ المحادثات ثم نطرح موضوع المعتقلين السياسيين».
وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أمس، أن حوالى 70 الف مدني فروا من بور ولجأوا الى احدى بلدات ولاية البحيرات المجاورة حيث يفتقرون إلى الغذاء والمياه النقية والمأوى في «ظروف معيشية تكاد تكون كارثية».
ونددت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بـ «عمليات إعدام من دون محاكمات لمدنيين وجنود أسرى في مناطق عدة من البلاد، بدليل اكتشاف عدد كبير من الجثث في العاصمة جوبا، وفي مدينتي ملكال وبور في ولايتي النيل الأعلى وجونقلي».
وأبلغ مسؤول في مفوضية اللاجئين «الحياة» أن تدفق النازحين من جنوب السودان الى الشمال لا يزال مستمراً، مشيراً الى ان الخرطوم رصدت دخول مسلحين من قبيلة الدينكا الى ولاية جنوب كردفان السودانية.