مسيرة سودانية احتجاجية أمام مفوضية الانتخابات للمطالبة بمعالجة «عدد من الخروقات»
عرمان: نريد تنبيه المفوضية بأن لا تقوم بالأسلوب البوليسي لأن حزب البشير يقوم به أفضل منها
الخرطوم: إسماعيل آدم
سيرت أحزاب إعلان جوبا، التي تضم أحزاب المعارضة الرئيسية والحركة الشعبية لتحرير السودان (الحاكمة في الجنوب وشريك الحكم في الشمال)، أمس، مسيرة احتجاج لدى مفوضية الانتخابات، منتقدين حدوث «خروقات» في الحملة الانتخابية. وسلم المتظاهرون، وقدر عددهم بنحو 1000 شخص تتقدمهم قيادات معارضة على رأسهم مرشح الحركة الشعبية للسباق الرئاسي ياسر سعيد عرمان، مذكرة للمسؤولين في المفوضية.
وفي مشهد نادر الحدوث لم تعترض الشرطة سير المتظاهرين المعارضين للحكومة، حيث حصلوا على إذن مسبق من الشرطة لتسيير المسيرة. فيما تراجعت المفوضية عن قرار لها بعدم استلام المذكرة من الأحزاب المحتجة.
وطالبت المذكرة بجملة من ما اعتبرتها استحقاقات انتخابية، من بينها، إعادة النظر في دوائر جغرافية محددة، ورفع الطوارئ في إقليم دارفور، ومعالجة «خروقات التسجيل الانتخابي». وهددت الأحزاب، التي تقف وراء المذكرة باتخاذ خطوات أخرى لم تشر إليها في حال عدم الاستجابة لمطالبها التي حملتها المذكرة، فيما وعدت المفوضية بالنظر في مطالب القوى السياسية الأيام المقبلة.
تجمع المتظاهرون في ميدان يقع جوار السفارة الليبية في الخرطوم بضاحية الطائف بمدخل شارع عبد الله الطيب، الذي يشق الضاحية من ناحية الشرق والغرب، وظلوا هناك يرددون هتافات معادية للمفوضية، وبالانحياز لحزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير، لتبعث المفوضية من مقرها المجاور للميدان قياديا منها تسلم المذكرة من المتظاهرين، قبل أن يتفرقوا من المكان، الذي أحيط بطوق من رجال الشرطة.
من جانبه، قال ياسر عرمان المرشح لرئاسة الجمهورية عن الحركة الشعبية، إن المذكرة «نريد بها تنبيه المفوضية إلى أن لا تقوم بالأسلوب البوليسي وأن تترك ذلك للمؤتمر الوطني لأنه يقوم به أفضل منها»، وأضاف عرمان في تصريحات صحافية أن المذكرة تحتوي على قضايا مهمة وجوهرية تحدد مستقبل العملية الانتخابية، وزاد، صدمنا منشور المفوضية مع وزارة الداخلية، وقال إنه جعل من المفوضية شرطة. وأضاف «نحن أتينا بنحو 1000 مرشح وشخصية عامة، وأبدى أسفه للمفوضية لكونها تتلقى توجيهات من جهات خارجها»، ونوه بأن الخطوة المقبلة يحددها اجتماع قيادة القوى السياسية.
وشن عرمان هجوما عنيفا على حزب المؤتمر الوطني وقال: «ليس الوطني سوى جهاز دولة، ولا يوجد له تأييد شعبي، وأنه مهزوم جماهيريا وليس لديه تأييد». وأضاف أن «الشعب السوداني الآن في الجانب الصحيح من التاريخ، وحزب المؤتمر الوطني في الجانب الآخر». وقال عرمان كنا نتوقع حضور كامل المفوضية لاستقبال المسيرة، «لكن بروفسور مختار الأصم أنقذ ما يمكن إنقاذه من الإنقاذ»، في إشارة إلى عضو المفوضية الذي استلم المذكرة.وحذر عرمان من تجاهل المفوضية للمذكرة، وقال ما لم يتم الرد على مطالب الأحزاب فالشعب السوداني يستطيع القيام بعمل سلمي ديمقراطي تصحح به كامل الأوضاع. وأوضح عرمان أن المذكرة حملت توقيعات الكثير من الأحزاب بخلاف قوى جوبا، وبعض المستقلين، وزاد: «سنعبر الجسر عندما ندركه، وأي حديث قبل اجتماع القوى سيكون حديثا خارج النص».